قبل أربعة شهور وبضعة أيام من يومنا هذا، اعتقل الأمن الإيراني الناشط المدني الأحوازي الشاب (سعيد رحيم التستري) في يوم الأربعاء 22/1/٢٠٢٠ م حيث داهمت القوات الأمنية الإيرانية منزل التُستري بوحشية واثارت الرعب والفزع في وسط عائلته التي كان يعيلها (سعيد) والذي كان يعمل في (سوبر ماركت) وعند اقتحام منزله، انهالت عليه القوة المدججة بالسلاح بالضرب المبرح وكسرت انفه ويده أثناء الاعتقال وأمام نظر والديه! ثم اقتادته إلى مكان مجهول ولم يعلم بمصيره إلا بعد مرور مدة، كان يقضي أيامه العصيبة تحت الترهيب والتعذيب والتحقيق والاستجواب في مركز (الاطلاعات) داخل العاصمة الأحواز، وبعد عمليات التعذيب في سجن مخابرات الأحواز، تم نقله إلى سجن مدينة تستر شمال الأحواز العربية ولا يزال يقبع خلف القضبان إلى يومنا هذا دون أن توجه له أي تهمة!؟ بطبيعة الحال لا توجد سوى جريمة “الدفاتر والقصاصات والأقلام الملونة لأطفال المدرسة الابتدائية” التي جمعها للأطفال وبمساعدة بعض نشطاء المدينة ويُعتبر هذا غيض من فيض في سلسلة التعديات الشنيعة على الأبرياء والعزل والمسالمين فما بالكم لو رفع الإنسان الأحوازي سقف مطالبه بحقوقه الأخرى وهي كثيرة ولا حصر لها…. فيا ترى ماذا سوف يحدث له حينها وبأي طريقة سيموت!؟ طبعاً التهم جاهزة مسبقاً: إنك عربي أو كاتب أو انفصالي أو ثوري إلخ …وأخطرها مساهمتك في نشر الوعي الثقافي أو (التمسك بثقافتك وهويتك العربية) وهذه الأمور من شأنها أن ترتقي إلى أن تكون جرائم لا تغتفر بالنسبة (للمنطق الإيراني) الشوفيني الاحتلالي، الذي يعتبر مثل هذه الأنشطة الثقافية بمثابة تهديد يشكل خطراً على نظامهم، بل ويعتبرها أعمالاً مناهضة للنظام الإيراني قاطبة والدعوة إلى استقلال الأحواز العربية المحتلة من “إيران “وهلم جرا.. ولذلك شئت أم أبيت، فأنت عدو لدود في كل الأحوال في عين “إيران” يكفِ فقط أن تكون عربياً احوازياً مثقفاً لتتحول بنظر الدولة الإيرانية القمعية الشريرة إلى عدو وخصم يشكل عليها مصدر تهديد دائم. كان سعيد ناشطاً ثقافياً، ينشط في مدينته وتطوع يدعو المواطنين من أبناء المدينة من خلال (فيدو) في صفحته على انستغرام، يحث على دعم الأطفال معنوياً ومادياً من خلال جمع التبرعات وذلك لشراء الكتيبات والأقلام وتحفيزهم للاستمرار في دراستهم ليس إلا! في ظل الفقر والبطالة المتفشية التي تشهدها العوائل العربية التُسترية في مدينة تستر الأحوازية والمعاناة التي يلاقيها الأحوازيون يومياً في بلدهم الأصلي من حرمان واضطهاد وتهجير وقمع واستمرار عنيف لتجاوزات الدولة الإيرانية اللاإنسانية بحق الشعب الأحوازي في اغلب المدن الأحوازية، شمالها وجنوبها شرقها وغربها. تتعامل دولة” إيران ” وبقسوة شديدة مع الأحوازيين مستخدمة كل وسائل العنف والإرهاب والاعتداء والاعتقالات الحاقدة التي تطال الصغير قبل الكبير، محاولة منها لثني وتكميم افواه الأحوازيين المنادين بحقوقهم الإنسانية والشرعية في الحياة الكريمة لشعبهم المظلوم والمضطهد ولكن حكومة إيران ورجالها واجهزتها الأمنية دائما ما تواجه الأحوازيين بالطرق البوليسية الهمجية الوحشية البغيضة، على مرأى ومسمع العالم! فهل هنالك من يسمع صوت الشعب الأحوازي في العالم، الشعب الذي يعيش على ارض النفط ولكنه شعب محروم يعيش الفقر المدقع ومهمش ومظلوم ومضطهد ومذبوح من الوريد إلى الوريد!؟
429 2 دقائق