“التحالف العربي الديموقراطي” يدين لقاء تحالف المنظّمات الأميركية- السورية مع مُمثلي “PKK” في واشنطن

‏صدر البيان التالي عن التحاف العربي الديمقراطي الذي اقال فيه”لطالما اعتبر التحالف العربي الديموقراطي، بما يمثّله في الشارع السوري من حضور اجتماعي وسياسي، وبرجال الدولة والأكاديميين والمنظمات السبع والهيئات السياسية الثورية التي يتكوّن منها، أن الدور الذي يمكن أن يقوم به المغتربون السوريون حول العالم، ومن بينهم أفراد اللوبي السوري في الولايات المتحدة لخدمة القضية السورية، هو دورٌ إيجابي إذا تم توظيفه للدفاع عن حقوق الشعب السوري الذي ارتكب نظام الأسد بحقّه جرائم باتت أكثر من أن تعدّ وتحصى.
غير أن نهجاً جديداً أخذ يظهر على عمل بعض هذه المنظمات، ومن بينها ما يُعرف باسم ”التحالف السوري الأميركي“ American Collection for Syria (ACS)، نهجٌ تتوجّب الإشارة إليه بالإدانة والرفض، يتمثّل بالانفتاح على ميليشيا (PKK) المنظمة الإرهابية الأجنبية التركية، وهو أمرٌ فضحته واجهات هذا التنظيم الإرهابي التي تُسمّى “الإدارة الذاتية” و”مسد” وذراعهما العسكري ”قسد” عبر إعلامها، بينما لم يعلنه (ACS) صراحةً، بل تكتّم عليه وأحاطه بالسريّة، لخشيته من ردّ فعل الشعب السوري الذي سوف يرفض بالتأكيد التعامل مع ميليشيا إرهابية تحتلّ ثلاث محافظات سورية (الرقة والحسكة ودير الزور) وتمارس فيها أبشع الجرائم مثلما فعل نظام الأسد تماما، وتستهدف الأكراد السوريين قبل الغالبية العربية من أهل الجزيرة والفرات.

أحدث مظاهر هذا الانفتاح المثير للريبة هو قبول (ACS) لدعوة وجهتها ممثلة ”الإدارة الذاتية“ المزعومة بواشنطن للمشاركة في ما سُمّيت ”طاولة حوار وطني سوري“، الهدف منها مناقشة المبادرة التي طرحتها مؤخراً، والتي تتضمن التنسيق الصريح مع نظام الأسد وحكومته، فعن أي تنسيق يتحدثون؟ إذا كانوا هم مجرد أجراء لدى هذا النظام الذي سلمهم المنطقة، وأوكل إليهم حراستها، وهم اليوم يتودّدون إليه ويرحّبون علناً بمسار التطبيع الجاري معه، على النقيض من موقف الولايات المتحدة المتشدّد حيال الأسد.
وقبيل هذا اللقاء المشبوه، سبق للتحالف العربي الديموقراطي وأن استفسر من قيادات (ACS) عن هذه الدعوة التي نظمت يوم 12 من شهر أيار الجاري، فأجاب بعضهم ”خطيّاً“، وامتنع الباقون عن الإجابة، مؤكدين أنهم رفضوا تلبية الدعوة، وأنهم لن يشاركوا في اجتماع مع ممثلي ما تعرف بـ”الإدارة الذاتية” ولا مع “مسد”، مضيفين أنهم واثقون تماماً بأن (مبادرة ”مسد“ إنما كُتبت في أقبية المخابرات السورية).

إلا أن هذا الاعتراف بصلة المبادرة وأصحابها مع مخابرات الأسد لم يمنع ممثلي (ACS) من قبول الدعوة والمشاركة في هذا اللقاء، إلى جوار ممثل سابق للائتلاف السوري في الولايات المتحدة يعمل حالياً لدى (ACS)، مع المنظمات التالية (اللقاء التشاوري – التحالف السوري الوطني – أطباء سوريون أميركيون عاملون في شمال غرب سورية – مركز التنمية الاجتماعي).
فأين هي المصداقية في عمل (ACS)؟ ولماذا تصدر عنه مواقف متناقضة توحي بأن هناك ما يُحاك في العتم؟ وكل ذلك يجري في ظلّ غياب أي تمثيل لأصحاب الأرض الحقيقيين من أهل المحافظات الشرقية المحتلة من“قسد“، وسيكون لدى أصحاب الأرض الحق في محاكمة كلّ من يتعامل مع الإرهابيين أو يمدّ يده إلى ثرواتهم، بشكل غير شرعي، أمام القوانين.
إن التحالف العربي الديموقراطي وقاعدته الشعبية الواسعة في الجزيرة والفرات، يرفض رفضاً قاطعاً هذه المتاجرة بأرضه ومصالحه، فكيف سيصدّق السوريون بعد الآن أن تحالف المنظمات السورية في أميركا يعمل كما يزعم ليلاً نهاراً على استصدار قوانين ضد التطبيع مع الأسد، وفي الوقت نفسه يجلس مع حلفاء الأسد والمطبّعين معه من ممثلي ”قسد“؟

أخيراً نقول لهؤلاء؛ إذا كانت ذريعتكم أن الولايات المتحدة تضغط عليكم للجلوس مع مجرمي ”مسد“، كما تدّعون، فاضغطوا أنتم من جانبكم على الولايات المتحدة لتفرض على هذه الميليشيا الإرهابية كي تفرج عن المعتقلين من أبنائنا وبناتنا وتعيد ما نهبته من ثرواتنا وبيوتنا، وتغادر أرضنا إلى المكان الذي جاءت منه، والأجدر بكم أن تضغطوا على الولايات المتحدة كي توقف تعاملها مع منظمة لا تزال كافة المؤسسات والوزارات الأميركية تصنّفها ”إرهابية“.
واعلموا، أنتم وغيركم، أن التعاطي مع ميليشيا PKK و“قسد“ و”مسد“ خطٌّ أحمر بالنسبة لنا ولكل السوريين، فهذه الميليشيات أجرمت بحق أهل الجزيرة والفرات، بعدما ارتكب تنظيم ”داعش“ الإرهابي الجرائم ذاتها ضدّهم.
لقد سبق لنا وأن رفضنا في التحالف العربي الديموقراطي دعوات عديدة قدّمتها ميليشيا ”قسد“ عبر سماسرتها وأذنابها، مثلما رفضها شرفاء السوريين في الولايات المتحدة ذاتها، لأننا جميعاً نعرف الهدف من وراء مثل هذه الدعوات، هدفٌ لا يخرج عن كسب الشرعية والاعتراف بأكاذيب PKK وتحليل وشرعنة تمزيقه لسورية. ولن ندّخر جهداً للوقوف ضد مشروعه وفضح كل مساعيه الإرهابية أمام شعبنا وفي المحافل الدولية.”.

المصدر: رسالة بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى