صحافية حكومية سابقة: بوتين لا يملك كميات سم كافية لتصفية جميع نقاده

جوزيف راتشمان

الروسية المنشقة مارينا أوفسيانيكوفا تحدثت أيضاً عن الطريقة التي قد يخسر فيها الرئيس الروسي السلطةز

أكدت صحافية عملت سابقاً مع التلفزيون الرسمي الروسي أن بوتين “المعزول” لا يملك كميات كافية من السم لتصفية جميع نقاده.

تصدرت مارينا أوفسيانيكوفا العناوين السنة الماضية، بعد أن اقتحمت استوديو بث القناة الأولى الروسية (حيث عملت منذ عام 2003) على الهواء مباشرة، وقد حملت لافتة كتب عليها: “أوقفوا الحرب، لا تصدقوا الحملات الإعلامية [البروباغندا]، إنهم يكذبون عليكم هنا”.

واليوم، تأمل أوفسيانيكوفا في أن يتسنى لأعضاء النخبة الروسية إقصاء بوتين عن السلطة بالقوة.

وتحدثت عن انتقادات لبوتين ولأداء الجيش الروسي صدرت عن موالين مفترضين للرئيس الروسي، من بينهم قائد مجموعة المرتزقة “فاغنر” يفغيني بريغوجين، ورئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف.

وصرحت في حوار مع “سكاي نيوز” قائلة “أعتقد أن بوتين لا يملك كميات كافية من [سم] “نوفيتشوك” لتصفية جميع خصومه”، مضيفة “لأنه مع اندلاع الحرب، أطلق كثيرون آراء معارضة للنظام، وسيقوم كثيرون غيرهم بالمثل”.

ومادة “نوفيتشوك” عبارة عن سلاح كيماوي سام طور في الاتحاد السوفياتي، واستخدم في 30 يونيو (حزيران) 2018 لتسميم الضابط العسكري الروسي والعميل البريطاني المزدوج سيرغي سكريبال وابنته يوليا سكريبال في سالزبوري، فأمضى الاثنان أسابيع في المستشفى في وضع حرج.

ومن جهتها، ماتت البريطانية دون ستورجيس بعد أن أعطاها شريكها تشارلي راولي قارورة عطر زائفة احتوت على السم كان قد اكتشفها في القمامة.

وألقت الحكومة البريطانية على الحكومة الروسية مسؤولية عمليات التسميم، فطردت 23 دبلوماسياً روسياً قالت إنهم جواسيس، في خطوة امتثل بها حلفاء بريطانيا وطردوا 342 دبلوماسياً روسياً حول العالم.

وفي 20 أغسطس (آب) 2020، استخدم سم “توفيتشوك” للهجوم على المعارض السياسي الروسي أليكسي نافالني، المعروف بالتحقيقات التي أجراها في موضوع الفساد الحكومي في روسيا.

وفي التفاصيل، شعر نافالني بوعكة صحية خلال سفره بالطائرة من تومسك إلى موسكو، فأدخل المستشفى في أومسك بعد أن نفذت الطائرة هبوطاً اضطرارياً.

ونقل نافالني لاحقاً إلى ألمانيا حيث خضع لمزيد من العلاج. وفي سبتمبر (أيلول)، أعلنت الحكومة الألمانية أن نافالني سمم بمادة “نوفيتشوك”.

وعلى رغم احتكاكه بالموت، عاد نافالني في 17 يناير (كانون الثاني) 2021 إلى روسيا، حيث اعتقل وزج خلف القضبان.

وأكدت أوفسيانيكوفا أن نافالني “بطل” لكن بما أنه مسجون، “لا قائد سيستطيع توحيد الشعب” للاعتراض على بوتين.

وأعربت عن مخاوفها بشأن صحة نافالني التي تدهورت بوضوح منذ أن زج في السجن. ولكن حتى لو مات، اعتبرت أن الخوف من القمع سيمنع حصول أي احتجاجات.

وبالكلام عن المعارضة الروسية وعن الطريقة المحتملة لانتهاء الحرب، أكدت أوفسيانيكوفا أنه “لا وجود لأي تنظيم فاعل. وبالتالي، أعتقد أن النخب ستنقسم، وما أدرانا – قد لا يكون انقلاباً تقليدياً”.

وأضافت “على الأرجح، لن يقوم أحد بقتل بوتين أو تسميمه، لكن شخصاً من محيطه الداخلي قد يأتي إليه يوماً ويقول، “فلاديمير، نحن نخسر الحرب. وحان الوقت لترحل”.

وأكملت “في اليوم الأخير من الحرب، أي عندما تخسر روسيا الحرب، سيكون أيضاً يومه الأخير. وهذا واضح. فـ[بوتين] يخاف على حياته. ويتخفى في خندقه المحصن، وهو يعيش في عزلة”.

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى