هل انتهت إسرائيل الدولة

روغل ألفر

يونتان غيفن كتب في 1973 “هل يمكن أن يكون هذا قد انتهى”. هذا “لا يمكن” بالتأكيد. المروع الصهيوني سيحتفل في هذا الأسبوع بالذكرى الـ 75 على إنجازه الأكبر، قيام دولة قوية ومزدهرة. ولكن الاحتفالات تجري على سفوح جبل بركاني سينفجر بالتأكيد قريبا. والمحتفلون هم أشخاص مصابون بالعمى على صيغة أيام بومباي الأخيرة. رئيس الأخطبوط الحقيقي الذي يخنق إسرائيل لا يعيش في طهران، والأذرع ليست امتدادات إرهابية في لبنان واليمن. الشعب نفسه هو الاخطبوط. قبل لحظة من انطلاق الالعاب النارية وحفلات الشواء، هاكم كل ما قمتم بابعاده، كل الأسباب التي بسببها يدور الحديث عن احتفال أسود:

1 – الديكتاتورية: التهديدات معروفة. لا يوجد حاجة للتوسع في الحديث عنها. يمكن الانتقال الى الخطر التالي.

2 – نتنياهو: حتى لو أنه تم احباط الانقلاب النظامي فإن نتنياهو سيبقى؛ مع محاكمته وعائلته ومع الخراب الذي يحدثه في كل يوم، سواء كان في الحكم أم في المعارضة.

3 – الاحتلال: لا توجد في إسرائيل حركة احتجاج جماهيرية ضد استمرار الاحتلال والابرتهايد وتؤيد اخلاء شاملا للمستوطنات ووقف الجريمة الاخلاقية المقيتة التي ترتكبها اسرائيل في الضفة وفي شرقي القدس منذ 56 سنة. في بداية سنتها الـ 76 فإن الاحتلال الاسرائيلي منحوت في الجينات القومية اكثر بكثير منه في قبعة التمبل ومدعوم من قبل اجماع واسع في اوساط اليهود. صحيح، لا توجد ديمقراطية مع الاحتلال. ومن هنا ببساطة لا توجد ديمقراطية، ولن تكون ايضا.

4 – المقاومة: وهي ما ينبع من الاحتلال هي جزء لا يتجزأ من روتين الحياة في إسرائيل. الإسرائيليون سيستمرون في العيش بخوف، والموت والإصابة بالجروح في العمليات.

5 – دولة ثنائية القومية: بسبب الاحتلال إسرائيل أصبحت دولة ثنائية القومية. ليست دولة يهودية. بالنسبة للمشروع الصهيوني فإن هذا فشل وضياع. عيد سعيد.

6 – الديمقراطية الحريدية: الأرقام هي حاسمة. في 2026 سيكون نحو نصف طلاب المرحلة الاساسية في اسرائيل من الحريديين والعرب. هذان الجمهوران ضد الصهيونية. مرة اخرى عيد سعيد للصهاينة وبالنجاح، هذا المعطى يؤكد على أن اسرائيل ستتحول بسرعة الى دولة مع اقتصاد عالم ثالث ومتخلفة. هذه العمليات التي لا رجعة عنها تضمن ايضا بأن اسرائيل في سنتها المائة ستكون نوع من الثيوقراطية، أو ببساطة لن تكون. على أي حال، الخميرة في المستشفيات ستكون آخر مخاوفها. أولا، لتكن هناك مستشفيات. وهذا ما يقودنا الى القسم الثاني:

7 – هرب الأدمغة: المثقفون بدأوا يهربون. وهربهم سيزداد فقط. هذا يشمل أطباء، يمكن أن تكون المستشفى في إسرائيل في السنة المائة للدولة تشبه كنيس اكثر مما تشبه غرفة العمليات. ان شاء الله سترددون الاذكار.

8 – غلاء المعيشة: هو عرض اولي لحقيقة أن اسرائيل لا تدار من اجل رفاه سكانها، بل من اجل رفاه حكامها الفاسدين. رمز لحقيقة أن الحياة في اسرائيل صعبة وغير عادلة وأنه هناك دائما شيء اكثر الحاحا لعلاجه. مثلا:

9 – الحرب القادمة: هي على الطريق، هذا يقال بشكل علني، وستكون وحشية وصعبة على الجبهة الداخلية اكثر من سابقاتها، وستكون متعددة الساحات ومليئة بالصواريخ التي ستسقط مثل الامطار من كل جهة على السكان غير المحميين. السيناريوهات تعد بجهنم على الارض. وما بعد الصدمة يمكن أن يقلص قليلا اضرار اذرع الاخطبوط، التي ستذكر لاحقا في هذه القائمة.

10 – أزمة البيئة: معدلات الولادة الجنونية في أوساط الحريديين ايضا تعد بأن اسرائيل ستكون دولة مكتظة جدا وملوثة الى درجة الغثيان وفاقدة للوعي من حرارة الشهوة، لأنه لا يوجد في هذه القائمة حتى مكان لازمة المناخ المهملة.

11- التعليم: الأولاد جاهلون، لكن الأساس هو أنهم يرتدون قمصان بيضاء في يوم الاحتفال بالذكرى.

 

المصدر: هآرتس /الغد الأردنية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى