إن التقارب السعودي الإيراني قد إنعكس إيجاباً على الصراع الإقليمي في المنطقة، واتضح أن الجلوس إلى طاولة المفاوضات والوصول إلى اتفاق بوجود ضامن دولي أدى إلى الهدوء وإيقاف الصراع في الإقليم ، وفتح ملفات كانوا يتصورن أنها عقائدية ، وثبت أنها اوراق ذات مصالح سياسية بحتة .
وكانت أول بوادر هذا الاتفاق هو الإعلان عن بداية شهر رمضان المبارك الذي نعيش في العشرة الأواخر منه ، حيث توحد المسلمون جميعاً بكل مذاهبهم في أول يوم من صيامه ، وهي خطوة تدعو لإستكمال فرحهم والاتفاق على يوم موحد لكل هذه المذاهب لإستقبال شهر شوال ، ونتوسم خيراً بهذا الإتفاق للخروج من أزمة الصراع السياسي التاريخي الحاصل الذي اتخذ بالتمدد والنفوذ في المنطقة متخذا الغطاء الديني ذريعة والذي استهدف وحدة المسلمين عموماً .
إن شعوب بلداننا تجنح للسلم والأمن وتتأمل خيراً لمراعاة مصالحها .
ونحن نبارك كل خطوة تؤدي إلى استقرار أوطاننا ومجتمعاتنا لنطوي صفحة الطائفية التي أدت إلى سفك دماء الأبرياء وما لحقها من توابع حيث أتت على الحرث والنسل من أجل أن تنعم أجيالنا القادمة بالاستقرار والتطور واللحاق بدول العالم المتحضر .
وأولى الخطوات التي نأمل بها هي تسوية الأوضاع في مناطق النزاعات والحروب التي اندلعت في مجتمعاتنا ودولنا ، ومن هذه الخطوات معالجة موضوع الإعلام المظلل ، وإعادة النظر في المناهج والكتب الدراسية التي تؤجج نار الطائفية البغيضة والقتل الممنهج ، وخاصة تلك التي تدرس في المعاهد الدينية ووضع البديل عنها ، وإيجاد أرضية مشتركة من خلال لجان متخصصة لتقريب وجهات النظر ، وإلغاء ما تم البناء عليه في العقود الماضية وتوحيد أوقات الآذان وما يترتب على ذلك من أمور أخرى ، ومنها وضع ضوابط لإقامة الشعائر والطقوس الدينية بحيث لا تؤثر على الحياة اليومية للمجتمع ، كي نخرج من دوامة الصراع الذي أحرق الجميع ، ومن الله التوفيق.(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) .