مايحدث في السودان يدمي القلب ، ليس فقط حزناً على الأرواح البريئة التي تزهق ، ولا على مقدرات البلاد التي بنيت من دم الشعب وعرقه والتي تدمر اليوم ، لكن على مستقبل السودان الذي يدخله الجشع المتوحش بالسلطة في المجهول .
تعيد مأساة السودان الحالية طرح السؤال الكبير حول الجيوش العربية ووظيفتها الوطنية المفترضة ، فهل تحولت فعلا إلى عبء على مجتمعاتها ؟،هل أصبحت مرتعا للفساد المافيوي ؟ ، هل غرقت في لعبة الثروة والسلطة ناسية الحدود وحماية الأوطان والولاء للدستور كأي مؤسسة وطنية ؟
كيف يمكن للشعب السوداني أن ينظر للجيش بعد الآن وهو يراه يدمر بمدافعه وطيرانه المطارات والقواعد العسكرية ومقرات القيادة والمنشآت الحيوية التي تجسد الدولة ؟
كل ذلك ليس من أجل هدف سياسي أو وطني بل من أجل منافسة على السلطة بين زعيمين عسكريين لا يحملان فرقا يذكر في التوجهات السياسية الداخلية أو الخارجية .
لا شك أن معارك السودان ستنتهي ولو بعد حين .
لكنها ستخلف جرحا عميقا لن يندمل بسهولة .
وقد تضع مصير مستقبل السودان كله في مهب الرياح لا سمح الله .
حتى لو خرج السودان من تلك المعركة اليوم فصورة المؤسسة العسكرية قد أصابها الكثير من الضرر في نظر الشعب ، ولذلك تبعات عميقة على المجتمع والدولة
وأسوأ تلك العواقب هو أن يتحول الانقسام داخل الجيش إلى تفتت الجيش وتحوله إلى ميليشيات قبلية ومناطقية على حساب صفته الوطنية .
ذلك ما سوف يحمل معه تفتت الدولة برمتها ودخول البلاد بنفق مخيف لا سمح الله ولا قدر .
حمى الله شعب السودان الطيب الكريم .
المصدر: صفحة معقل زهور عدي