ساد الترقب شرق سوريا أمس غداة إعلان الولايات المتحدة عن هجوم صاروخي استهدف قوات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» بمحافظة دير الزور؛ ما زاد من وتيرة التوتر بين القوات الغربية المنتشرة شرق سوريا وبين ميليشيات موالية لإيران.
وقالت القيادة المركزية الأميركية، الاثنين، إن هجوماً صاروخياً استهدف قوات التحالف الدولي في قاعدة «كونيكو» بشمال شرقي سوريا، لكنه لم يسفر عن وقوع إصابات أو أضرار. وأضافت في بيان، أن صاروخاً سقط بالقرب من قاعدة التحالف الدولي بينما تم العثور على صاروخ آخر في الموقع الذي نُفذ منه الهجوم، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».
وفي وقت سابق، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن قوات التحالف المتمركزة في قاعدة حقل «كونيكو» للغاز أسقطت طائرة مسيّرة يُرجح أنها تابعة لميليشيات موالية لإيران في ريف دير الزور الشرقي بسوريا. وذكر «المرصد»، أن منطاداً تابعاً للتحالف الدولي حلّق في أجواء المنطقة وسط «استنفار» للقوات داخل القواعد العسكرية هناك.
وكانت قوات التحالف الدولي وفصائل موالية لإيران تبادلت القصف في شرق سوريا في أواخر الشهر الماضي؛ مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وفي هذا الإطار، قال «المرصد السوري»، إن مناطق نفوذ قوات النظام والميليشيات الإيرانية في دير الزور تشهد استنفاراً متواصلاً للميليشيات المسيطرة فعلياً على المنطقة، بالإضافة إلى جلب تعزيزات بين الحين والآخر والقيام بعمليات إعادة تموضع للقوات تحسباً لاستهدافها من قِبل قوات «التحالف الدولي». وأشار إلى أن الأوضاع تصاعدت بشكل لافت بعد «القصف العنيف والمتبادل» بين الطرفين في 23 مارس (آذار) الفائت. ولفت إلى أن بداية تصعيد القصف كانت من قِبل الميليشيات الإيرانية التي أرسلت طائرة مسيّرة «قادمة من العراق» لاستهداف مطار واقع ضمن «قاعدة خراب الجير» التابعة للتحالف الدولي بريف الحسكة؛ ما أدى إلى مقتل متعاقد أميركي وإصابة جنود أميركيين. وردت طائرات التحالف الدولي بقصف مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية، مستهدفة مستودع سلاح وذخيرة في مركز الحبوب ومركز التنمية الريفية مقابل إسكان الضباط في حي هرابش بمدينة دير الزور، ومواقع أخرى في بادية البوكمال وأطراف الميادين الجنوبية. ووثق «المرصد السوري»، مقتل 19 شخصاً خلال جولة القصف هم 11 من الميليشيات الموالية لإيران من الجنسية السورية، و3 من قوات النظام، و5 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية.
ولفت «المرصد» إلى أنه عقب ذلك بدأت الميليشيات الإيرانية، ومعها قوات النظام، حالة استنفار دائم ومحاولات تمويه مواقع تواجدها وتنفيذ إعادة انتشار وتموضع، فضلاً عن الدفع بتعزيزات عسكرية من سلاح وعتاد وعناصر إلى مقراتها ونقاط انتشارها، لا سيما في مدينتي الميادين والبوكمال في الريف الشرقي لدير الزور.
في غضون ذلك، أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الرسمية، بأن القوات الأميركية واصلت «سرقة» كميات كبيرة من النفط السوري من حقول الجزيرة (شمال شرقي سوريا)، ونقلتها إلى قواعدها في الأراضي العراقية. ونقلت «سانا» عن مصادر أهلية بريف منطقة اليعربية بمحافظة الحسكة قولها، إن «رتلاً للاحتلال الأميركي» مؤلفاً من 77 آلية، بينها 32 صهريجاً معبأة بـ«النفط المسروق من الحقول السورية»، إضافة إلى ست مدرعات عسكرية، خرج من ريف الحسكة عبر معبر الوليد باتجاه قواعد أميركية على الأراضي العراقية». وأشارت الوكالة إلى أنه في 25 من مارس الماضي، «سرق الاحتلال الأميركي حمولة 80 صهريجاً من النفط السوري من حقول الجزيرة، ونقلها إلى قواعده في العراق».
إلى ذلك، أفاد «المرصد» بأن أربعة من قوات النظام قُتلوا وجرح آخر في هجوم يرجح أنه لتنظيم «داعش» في ريف حمص الشرقي. وأضاف، أن الهجوم استهدف إحدى نقاط قوات النظام قرب قرية جب الجراح بريف حمص وتم خلاله استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وفي شمال غربي سوريا، قُتل عنصر من قوات النظام أمس قنصاً برصاص كتيبة «أنصار التوحيد» على محور قرية الدارة الكبير بريف إدلب الجنوبي ضمن منطقة التهدئة التي اتفق عليها قبل سنوات الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان. وجاء الحادث بعد يوم من مقتل عنصرين آخرين من قوات النظام قنصاً برصاص «سرايا القنص» التابعة لفصائل غرفة عمليات «الفتح المبين» على محور الكبينة في ريف اللاذقية الشمالي. وأشار «المرصد» إلى أن «منطقة بوتين – إردوغان» المفترض أن تسودها التهدئة، تشهد هذه الأيام عمليات قنص وتسلل واستهدافات متبادلة بين قوات النظام والفصائل التابعة لـ«هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً).
المصدر: الشرق الأوسط