9 نيسان .. السقوط إلى الهاوية 

عصام البوهلالة

لنفتح دفتر الحسابات ونتكلم دون مجاملة لأحد ، نظام ما قبل 2003 { لم يكن نظاماً ملائكيا } بل كان نظاماً دكتاتوريا متقلب التوجهات، مزاجي الإرادة، أدخل البلاد في صراعات وحروب لا طائل منها، تسببت بويلات ودمار للعراق (نقطة رأس سطر) حتى نتكلم دون مزايدة من أحد .

بعد تسويق الماكنة الإعلامية الغربية الهائلة في بناء الصورة الملائكية للقادمين من الخارج ، فقد توقع الشعب أن هؤلاء هم المنقذين له من الواقع المر الذي يعيشه ، رغم أن الاحتلال لم ترافق مسيرته إلا الشياطين والدمار على مدى تاريخ البشرية .

 بعد إسقاط النظام وإحتلال العراق عفواً «[تحريره]» كما يدعي مرافقي المحتل ، لإقامة { ديمقراطية الفوضى } حصل التالي :

تفكيك دولة قائمة منذ 8000 سنة وتفتيت مجتمعها .

تدمير البنى التحتية بالكامل .

 تمكين سيادة الجهل والخرافة والتخلف والظلامية .

إشاعة الفتنة وانتشار الإرهاب والظلم والتهجير .

 بناء نظام حكم محاصصة ميليشاوي مكن من إنتشار الفوضى والرشى والفساد الإداري والأمراض المجتمعية والصحية في المجتمع .

تشكيل عملية سياسية ضعيفة حفزت دول الجوار في زيادة أطماعها وتجرأت بالسطو على أجزاء من البلاد لإقتطاعها وجعلها أمراً واقعاً إضافة إلى تدخل أجهزتها للعبث في مؤسسات الدولة وتهديد الامن القومي لدفع البلاد بإتجاه المجهول .

بعد ان تمكن الإحتلال وحلفائه من رقاب العراقيين ، فرضوا عليه حكومات هزيلة فاسدة منهزمة داخلياً وخارجياً ، فيسبوكية عائلية حزبية مناطقية غير متفاهمة مع نفسها ولا مع شركائها ، تتشدق بالكذب وتنشط بسرقة المال العام وتزييف الحقائق دون مبالاة ، غير قادرة على تسير أمورها وتقديم أبسط الخدمات للمواطنين ، بالرغم من أن العراق أول دولة قائمة في التاريخ البشري خرج العلماء والعباقرة وأضاء العالم بعلومهم ، إضافة إلى موقعه الجغرافي الإستراتيجي وإمتلاكه ثروات هائلة تمكنه أن يكون في قائمة الدول المتطورة بجميع مناحي الحياة ، لكن التآمر الدولي أوصلنا لهذه الفوضى والخراب والسقوط إلى الهاوية ، حتى تمدد الإرهاب في المنطقة والعالم أجمع .

هذا ما أنتجه الإحتلال في العراق بعد عقدين من الزمن ، فعلى المجتمع الدولي ومنظماته أن يتحمل المسؤولية كاملة وتصحيح ما قام به التحالف الدولي وحكوماته من خراب ودمار في بلادنا ويأخذ الخطوات اللازمة لطي هذه الصفحة السوداء التي رسخها في بلادنا ، ومؤازرة أبنائنا الشرفاء للخروج بخارطة طريق واضحة المعالم تنقذ البلاد من هذا النفق المظلم الذي وضع فيه ، وتعيد الاستقرار والسلام للعراق ، حتى يعم على المنطقة والعالم أجمع .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى