الثورة السورية وقفه مع الذات

أحمد العربي

1 . العالم يكتفي من المذبحة السوريه بمعالجة الكيماوي.والنظام اعاد ترتيب اوراقه على ارضية الاستمرار بعد ان تجاوز محنة الكيماوي عبر تسليمه لمجلس الامن..والشعب السوري ما زال يموت ويشرد ويقتل بكل الوسائل…ومنه من جديد جوعا…والمعارضه السوريه.ثوار وسياسيين يتصرفون وكانهم اضاعوا هدفهم…اين الخلل..?!!..

2 . نحن في مرحلة ثورة وطنية ديمقراطية.لمواجهة نظام استبدادي قاتل. استعمل كل الوسائل ليستمر في الحكم. وقتل الشعب والثوار.. لذلك أول ما يجب على الثوار ان يتوافقوا عليه.ان الكل مطالب أن يوحد الجهود وأن يتوافق مع الآخرين على هذا الهدف تحديدا.وهو إسقاط النظام ومحاسبته وبناء الدوله الديمقراطيه…أن أي توسع في البحث أو السجال او الاختلاف ..حول هل نحن علمانيين أو اسلاميين. أو على زعامات محلية او مناطقية. أو كمجموعات.في الوقت الذي يتطلب به ان نوحد أداة الثورة..من خلال توحيد الجيش الحر. وتوحيد رؤيتهم وهو التركيز على أننا في مرحلة ثورة وطنية وهدفنا إسقاط النظام.وما بعد ذلك سنتركه للدولة الديمقراطية القادمة…

3 .  وفي الشأن العسكري ايضا.لم يعد مقبولا من الشعب..ابدا.ان يستمر الثوار مشتتين ومنقسمين ومتصارعين احيانا
لم يعد مقبولا تحويل الثورة لقطاعات ذاتية. وزعامات فارغة ومصالح ضيقة.. ونتيجتها التناحر ودخول العدو في الصف اختراقا وقتالا وقتلا… معركتنا واحدة وعملنا يجب أن يكون واحدا. يجب أن نوحد الغرف العسكرية .لتكون غرفة عمليات واحدة .تمتد على تراب الوطن.يجب ان نعالج تعدد مصادر الدعم .بان نجعله يصب في صندوق الثورة الواحد ويعاد تدويره بحيث يطال الكل.ليست ثورة هذه التي فيها سلاح مخزن عند البعض . وافتقاد للخرطوش عند البعض. ليست ثورة هذه عندما يجوع بعض الثوار والبعض الآخر متخوما.. ليست ثورة هذه عندما يفكر بعض القادة بمراكزهم كقادة ومصالحهم ايضا على حساب الثورة والثوار والشعب السوري…
.نحن الان نحتاج لثورة في الثورة…وعلى الثوار أن يواجهوا المشكلة التي اخذتنا للصراع الداخلي على حساب الثورة والشعب..

4 .  ومن مشكلة الثوار أيضا. عدم التوحد في الرؤية السياسية للثورة. وبسبب تعدد مشارب الثوار والدعم وان بعضهم جاء من الخارج.. هذه مشاكل الوجود اصلا. ولكن ضرورة الثورة تتطلب.الاتفاق على الهدف المشترك على الأرض .وهو هنا اسقاط النظام. وهذا الاتفاق سيحيّد العقائد والخلفيات التي ينطلق منها الجميع. لمصلحة الهدف المشترك وتوحيد الثوار كأداة للانتصار على النظام..
.نعم لم يحصل ذلك فبقينا مشتتين. والبعض كانت أولوية أجندته الفكرية فوق الهدف المركزي للثورة.. القاعدة تتحدث عن قتال (طائفي). وانهم يعملون ل(دولة اسلاميه)… والاخرين مترددين ويستحون من ان يقولوا انهم ثوار وطنيين ديمقراطيين. خوفا من (التكفير)..?!. وبما ان هناك فرق بين ثورة وطنية ديمقراطية. والعمل (للدولة الاسلامية).. فسرعان ما ظهر الاختلاف والصراع. وخاصة أن الثوار متفرقين (اصلا ) كمجموعات. فاختلفوا على الأولويات وعلى السيطرة على الأرض وعلى المكاسب .سواء معابر ورسوم. و النفط وبيعه لمصالح خاصة ضيفة .او محاصيل زراعيه واخذها من اصحابها (بعدل او بدون عدل).. واعادة بيعة بمكاسب… لقد نسوا الثورة.. وعملوا لمتابعة المكاسب.?!.. والموضوع وصل لمرحلة القتال وسقوط شهداء. إعلان سيطرة على مواقع وجود اسرى لدى الاطراف وبيانات حرب متبادلة. نحن امام انحراف عن الثورة وصراع بين أطرافها.لا يخدم الا اعداءها وأولهم النظام..
.وهنا ايضا..على الثوار ان يعيدوا الأمور لنصابها…التوحيد الميداني..الاتفاق على الرؤية السياسية( اسقاط النظام ومحاسبته وبناء الدولة الديمقراطية). ومواجهة القاعدة او من يطرح نفسه بأجندة فكرية تتجاوز الثورة.. وهدفها الوطني.. على أن يلتزموا بأجندة الثورة .ويتم التوافق معهم على الأرض أو فرض ذلك عليهم أن ألزم.. وهذا آخر الحلول الاضطرارية…

5 .  ومن مشاكلنا كثوار على الارض .عدم وجود وضوح وشفافية.بين السياسي والعسكري.وعدم وجود دعم ميداني دائم وعادل..ونقص بشكل عام مع وجود عدم وضوح الرؤية حول العمل السياسي ووجود تخبط ايضا..وتحول السياسة في الثورة السورية.لمساجلات على وسائل الإعلام..وصراع بين مكونات الائتلاف ويقدم صورة سيئة عن حالة الائتلاف..ويعطي انطباعا أننا كواجهة الثورة لسنا اهلا للمسؤولية.واننا لا نملك خططا سياسية .واننا لسنا اهلا لقيادة ثورة تقدم هذه التضحيات والشعب ينتظر منا الكثير…
.على الائتلاف وقيادته السياسية.ان لا يخرج عن اهداف الثورة وحدها الادنى .المحدد من الشعب.بإسقاط النظام ومحاسبته وبناء الدولة الديمقراطية.وان على اطراف الائتلاف أن تعرف حدود تفويضها.وان لا يتم الظهور الاعلامي وكأننا لا نملك حلا واهداف.بل نملك قدرة على المهاترة والإساءة المتبادلة. والتي لا تخدم إلا النظام وتخذل الشعب…الذي ينتظر من ثورته الانتصار وليس التشتت وفقدان الاتجاه…

6 .  وصلت درجة التردي في اوضاع ممثلي الثورة العسكري والسياسي.أن يبادر بعض الثوار للإعلان العلني أو كمجموعات عن مواقف قاسيه من الائتلاف .وانه (لايمثلنا).. وطرح مشاكل حقيقية يجب أن تحل كتوحيد العسكر والدعم والمصداقية…وأن تبادر مجموعات اخرى لتعلن الولاء .وبعيدا عنهم القاعدة…تتنصل من الجميع وتسيطر على مزيد من الأرض…

 كل ذلك ماذا يعني…?!!.
.كل ذلك يعني أن المشاكل الصغيرة كبرت وأن عدم حسم الاتجاه السياسي الفكري للثوار. وعدم توحدهم الميداني. يعني أن نضيع باجندات الكل.. الاعداء واولهم النظام..والغرب الذي يعمل على اجندته الخاصة.واضعا مصلحته ومصلحة (اسرائيل). كأوليه مطلقة…

7 .  كل ذلك يتراكم في عقل الناس خيبه.واننا ليس لهذا ثرنا..فموضوع جنيف وفكرة الحل السلمي..للمشكلة السورية.يجب أن لا تترك لأهواء أو صراع الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي.وليست موضوعا للمساومات مع الأعداء والحلفاء. وان لا يتصرف احد تحت ضغط الاحراج الاعلامي والسياسي.وان لا يتم التعامل من بقية الأطراف وكأنه لا يجمعنا ناظم وضابط وان نعتمد إعلاميا على السجال لدرجة.تيئيس الشعب من ثورته وثوارة…

.اخيرا ثورتنا ستعرف كيف تعيد ترتيب أوراقها…وتضع كل الاطراف عند واجبها..لسنا شعبا للقتل والتشريد..لسنا شعبا لاختبار السلاح الكيماوي ومدى نجاحه في قتل البشر..لسنا شعب مرهون للموت تحت سيف التجويع. او التعذيب او الغربة والتشريد…ليست بلادنا لعبة اطفال الكترونيه تدمر ليعاد بناؤها بكبسة زر .انها جنى عمرنا وعبر أجيال…لسنا مجرد أديان وطوائف ومذاهب وأقليات وشراذم…نحن شعب نعتز بمواطنيتنا ووطننا…
.اننا نتحرك رغم كل ذلك للدولة الديمقراطية لتحقيق الحرية والكرامة والعدالة والتقدم…رغما عن كل الاعداء وبإرادة الشعب السوري…

4.10.2013..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى