هقد أتممت عشر حجج
وازددن بضعا
فما آن الأوان يا عماه
أن أسري بأهلي ليلاً
لعلي أجد وطنا ينتظرني؟؟
أو قبساً من وطني
أخلع على عتباته نعليي
و أسجد على ركبتيي
و إن أحرقتها ناره
بالوادي المقدس و جباله..
و بواديه و غوطتيه و البساتين
ما خرجت منه طوعا
لكنهم أخرجوني
ما قتلت لهم نملة
بغير حق
لكنهم أخرجوني
ذات ربيع ساخن
جاءني هدهد
من أقصى المدينة يسعى
أن الملأ يأتمرون
كي يقتلوني
أن قلت ما كنت أكتم
و لم أجد رجلا مؤمناً
من آل فرعون
يقول: أتقتلون رجلاً
أعزل أن قال: حرية؟
و جاءكم بنبأ يقين
و إن تقتلوه لتكتموا صوته
فمن يقتل الصدى و الرنين؟!
وقعت الواقعة
لكن قلوبهم غلف
و عقولهم صب فيها المهل
و آذانهم طين
البرق كاد يخطف أبصارهم
و الرعد دوى
في كل مكان
لكن الملأ كانوا عنها غافلين
لم أرفع سوى صوتي
و عصى أتوكأ عليها
و أهش بها على أحلامي
كي تبين
ما كنت ادري
أن كل الأفعي
ستخرج من جحورها
لتلتقف عصاي
و أن السحرة كلهم
على أمري مجمعين
و أن كبيرهم الذي علمهم السحر
بلحيته أول الحاضرين
قطعوا يديي و رجليا
من خلاف
ثم خروا لفرعون ساجدين
ماذا أفعل بعصايا
و قد شقت البحر
و عبر بني قومي
آمنين..
لكن فرعون نجا
و جنوده..
فجاسوا خلال الديار
و عاثوا في الارض مفسدين..
خانتني البنادق كلها
و أطلقت رصاصها للخلف
نبذتني القبائل كلهم أجمعين
لم يجرني أحد في الليل
و كلما رأيت نارا
أشاحت بوجهها عني
ذات الشمال أو ذات اليمين
البرد قارس
في ليل صحراء التيه
لم يظللني الغمام
و لم تمطر السماء منا و لا سلوى
و لا خبزا و لا طحين
و الجوع كافر.
و البرد كافر.
و الظلام كافر.
و الشك كافر.
و اليأس كبير الكافرين.
و بني أمي انقسموا ألف شعبة
و كل شعبة صنعت عجلا
يصلون له كل غروب
ويخرون ساجدين
و لم يبق لي إلا نفسي و عصاي
و عمة أخي المسكين
و عزمنا نسف عجلنا في اليم..
لكنه كان قويا متين
فأكلنا من فرط جوعه
و لم يبق منا سوى ضلعين..
ضلع أخي كفنته و زرعته في الطين
و ضلعي قذفته في التابوت
فقذفته في اليم
فليقذفه اليم في قلب فرعون
إنا راده إليك
و جاعلوه من المنصورين
كي لا تحزني
و تقري عينا
و لتعلمي
أن وعد الثورة يقين