قال النظام السوري إن محافظ دير الزور زار أحياء داخل المدينة للكشف عن الأبنية المتضررة من الزلزال، فيما أكد نشطاء من أبناء محافظة دير الزور، في حديث لـ “العربي الجديد”، أن الزلزال لم يتسبب بأي ضرر في محافظة دير الزور، مؤكدين أن الحي الذي زاره المحافظ تعرض لقصف شديد من قبل قوات النظام بمختلف أنواع الأسلحة.
وقالت صفحة “مجلس مدينة دير الزور” التابعة للنظام السوري، إن “محافظ دير الزور، فاضل نجار، قام بجولة أمس الجمعة في حي الشيخ ياسين بمدينة دير الزور، اطلع خلالها على عمل لجنة السلامة الإنشائية التي تقوم بجرد كافة المباني والكشف على الأبنية المتضررة جراء الزلزال، وعلى أعمال مشروع إزالة الأبنية الآيلة للسقوط، والتي تشكل خطراً على السلامة العامة، وعمل ورشات الشركة العامة للمياه والصرف الصحي التي تقوم بإصلاح شبكات المياه”.
وزعم جرير كاكاخان، رئيس مجلس مدينة دير الزور، أنه “استناداً إلى تقرير لجنة السلامة العامة قام مجلس المدينة بفك الشمع الأحمر عن مبنى سكني في حي الجبيلة والسماح لقاطنيه بالعودة إليه وذلك بعد القيام بأعمال التدعيم اللازمة للمبنى”.
من جانبه، وقال الناشط فراس علاوي، رئيس التحرير لدى موقع “الشرق نيوز”، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “حي الشيخ ياسين هو من أحياء مدينة دير الزور الثائرة منذ بدايات الثورة السورية، وكان هناك حراك فيه لا سيما أنه يقع في منتصف مدينة دير الزور، وهو من أحياء المدينة القديمة وليست الجديدة”، مؤكداً أن “قوات النظام قصفت الحي منذ بداية الثورة بكل أنواع الأسلحة سواءً المدفعية أو الصواريخ الثقيلة (أرض – أرض) كما شهد الحي عدة حملات مداهمة من قبل قوات النظام وأجهزته الأمنية، وبيوت الحي بالأساس مدمرة بفعل النظام”.
وأشار علاوي، إلى أن النظام “يحاول أن يستثمر كارثة الزلزال وأن ينسب كل الدمار الذي خلفه القصف لهذا الزلزال”، منوهاً إلى أن “محافظة دير الزور بالعموم لم تتضرر أبداً بفعل الزلزال، شعر الأهالي بهزات خفيفة، ولكن ليس بصورة مدمرة كما حصل في الشمال السوري وجنوب تركيا، ولم تضرر أي مبان، سواء في مدينة دير الزور وريفها”.
ولفت علاوي، إلى أن “النظام يستثمر هذه الكارثة من أجل تبرئة نفسه من الدمار الذي تسبب فيه”، مشدداً على أن “الأحياء التي كانت خارجة عن سيطرة النظام تدمر من 60 إلى 70 بالمئة منها بعد قصفها من قبل النظام”.
وكانت وسائل إعلام موالية للنظام استخدمت صوراً من المباني التي دمرها النظام في بعض المناطق السورية على أنها أبنية تضررت بفعل الزلزال ضمن مناطق سيطرته، لا سيما أن تلك الوسائل استخدمت أيضاً عدة صور من الأبنية التي تضررت بفعل الزلزال ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال غرب سورية، وقالت إنها أبنية تضررت بفعل الزلزال ضمن مناطق سيطرة النظام.
الائتلاف يحذر من التقارب مع النظام
وفي شأن آخر، عقد “الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية” إلى جانب “وحدة تنسيق الدعم” ومنظمة “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء) مؤتمراً في مدينة إسطنبول التركية بحضور ممثلين عن الدول المانحة والمنظمات الدولية والمحلية مساء أمس الجمعة.
ودعت الأطراف الثلاثة إلى تسليط الضوء على النتائج التي خلفها الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسورية في السادس من فبراير/شباط الجاري، واستعراض احتياجات السكان في شمال سورية.
وأكد سالم المسلط، رئيس الائتلاف الوطني السوري في بداية المؤتمر، أن مأساة الشعب السوري بدأت مع نظام الأسد منذ عام 2011، وجاء الزلزال ليزيد من هذه المعاناة، مؤكداً أن “المناطق المحررة” (مناطق سيطرة المعارضة السورية) شمال غرب سورية، هي الأكثر تضرراً من الزلازل في سورية، والتي يقطن فيها “ما يقارب مليوني شخص يقيمون في الخيام بسبب الجرائم التي ارتكبها بحقهم نظام الأسد وحلفاؤه”.
وبين المسلط، أن “حجم الكارثة التي ألمت بنا كبير والمصاب جلل، وهو ما يضاعف المسؤولية ويضعنا أمام أيام طويلة من العمل المكثف”، مشدداً على أهمية الإسراع في إصلاح ما خربه الزلزال، منوهاً إلى أن التأخير في إعادة البنية التحتية في المناطق السورية المتضررة قد يكون له تبعات صحية خطيرة على الناجين وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن.
ولفت المسلط إلى أن كبر حجم الأضرار التي وقعت على السوريين في الجنوب التركي كذلك، والتي أشارت التقارير إلى مقتل أكثر من ستة آلاف منهم وتضرر مئات الآلاف، ما يستدعي استجابة لإغاثتهم وتأمين حياتهم التي فقد أكثرهم كل مقوماتها.
ودعا المسلط، إلى ضرورة تكاتف وتعاون السوريين، وألا يقف ذلك عند عمليات الإيواء والإغاثة والإنقاذ الآن، ولكن أن يستمر التكافل إلى مرحلة ما بعد صدمة الكارثة، مطالباً المجتمع الدولي بتقديم مساعدات دولية عاجلة لتغطية الاحتياجات، موضحاً أن الدعم الدولي لا ينبغي أن ينحصر بتقديم المعونات للمتضررين جراء الزلزال المدمر، ولكن لا بد من أن تكون هناك خطة حقيقية ملموسة لما بعد الزلزال مِن قبل الدول الفاعلة والمنظمات الدولية تجاه الشمال السوري.
وأشار المسلط إلى أن التقارب مع النظام السوري تحت ذريعة الزلزال ومن باب المساعدات الإنسانية، لن يأتي على الدول إلا بالضرر، مشدداً على أن “ما دمره نظام الأسد وسببه من كوارث خلال الـ 12 سنة الماضية يفوق 100 زلزال بقوة 10 درجات على مقياس ريختر”.
المصدر: العربي الجديد