إنه يوم القيامة: هكذا وصف أحد الناجين من الزلزال ماعاشه في تلك اللحظات
مازلت في حالة صدمة وذهول مما جرى في الساعة الرابعة والثلث من صباح يوم الاثنين في 6 شباط /فبراير 2023، كان يبدو أنه زلزالًا عاديًا في منطقة تقع على خط الزلازل الجغرافي ليتضح أنه زلزال يعجز عنه الوصف ولايصدق مايقال عنه، فقد ضرب الشمال السوري برمته ومحافظات حماة وحلب واللاذقية وطرطوس وعشر مدن تركية يقطنها أكثر من 13 مليون نسمة من الأتراك والسوريين وبطول 800 كم وعرض 400 كم. عاصرنا زلازل في الستينات في أغادير ومدينة الأصنام في الجزائر والزلزال المصري عام 1991 وكثير من الزلازل في آسيا شرقها وغربها، ونعرف أن الزلازل تضرب مدنًا وليس دولاً..هذا الزلزال ضرب دول وبالإضافة إلى سورية وتركيا تأثرت به مدن في لبنان والعراق..إنه شيء خارج الوصف، وأتصور أننا مازلنا لانرى غير رأس الجبل الجليدي والقادم أعظم وأدهى وسيكشف العجز الكبير الذي ظهر وسيظهر في معالجة آثار وتبعات هذا الزلزال، فإلى الآن وعند كتابة هذا المقال لامشافي ميدانية ولا مراكز إيواء تستوعب جميع المشردين الهائمين على وجوههم والمقابر جماعية ويبدو بدون توثيق واضح وخاصة في مناطق النظام الذي ظهر رئيسه في اجتماع لمعالجة آثار هذه الفاجعة مبتسمًا، وكأنه يقول لقد ساعدتنا الطبيعة بتدميركم بعد أن عجزنا نحن وروسيا وإيران على ذلك.
في تركيا تتضامن الدولة مع شعبها وتتناغم في عمل مشترك لمواجهة ما يجري نفتقده في بلدنا إن في الداخل الذي يسيطر عليه ملك المخدرات أو في المناطق الخارحة عن سيطرته.
القتلى بالآلاف والجرحى بعشرات الآلاف وبتزايد مستمر والكثير من الدول والمنظمات هرعت إلى تركيا لمحاصرة آثار هذا التدمير ولكن سورية لابواكي لها ولا أحد إلى الآن يهتم بأمرها، من واجب تركيا كونها موجودة في الشمال السماح بدخول المساعدات وإخراج الجرحى ذوي الحالات الخاصة، الأمم المتحدة توقف إدخال المساعدات بحجة تضرر الطرقات والمعابر وما نرجوه أن يكون هناك تعاون بين الولايات التركية المنكوبة والشمال السوري للخروج من هذه الكارثة بأقل الأضرار مع علمنا بالحالة الصعبة التي تمر بها كل من تركيا وسورية،إنهما زلزالان وأكثر من أربعمئة زلزال ارتدادي متوسط الحجم يصنف بأنه زلزال كونه أسقط أبنية ودمر طرق وعطل مطارات.الخ ونعلم أن دولًا كبرى، وتركيا دولة كبرى، تعجز بهذا الوضع الكارثي غير المسبوق عن تغطية كل المناطق دفعة واحدة وبما تتطلبه من سرعة في هذا الجو شديد البرودة فالناس تحت الأنقاض وتتطلب السرعة والتدريب ونأمل بوصول الفرق الداعمة والمتخصصة لتنتشر في جنوب تركيا وشمال سورية.
في هذه الأزمة توحدت الآلام والآمال بين المواطن التركي واللاجئ السوري، فقد استوى الآن أصحاب الأرض مع الذين قالوا لهم اذهبوا من أرضنا لانريدكم في ملكنا ومع أن من يقولون ذلك هم أقلية يحاول البعض حرف وعيها عن الوضع الحقيقي ونحن لانقول لهم إلا ما ورد في القرأن الكريم من أن الأرض لله يرثها من عباده من يشاء والعاقبة للمتقين. لقد وحد ت الكارثة بين الشعبين وتعاونوا معًا في درء هذا الخطر الداهم ونرجو أن تكون بداية لتعايش جديد بعد زوال هذه الكارثة وهذا الابتلاء وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم “الذي خلق الموت والحياة ليبلوكن أيكم أحسن عملا ” فهذا هو وقت العمل الحسن والعمل المشترك في إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد هذا الابتلاء العظيم.. لقد برهن السوريون خلال الكارثة عن تضامن وتعاون ليثبت هذا الشعب جدارته كشعب واع ومتضامن ومع قلة الامكانات في الشمال السوري برزت حالات التضامن والتآزر ولنا أن نعلم أن أصحاب الخيام المهترئة التي لا تحوي أي من مقومات الحياة يستضيفون الآن من هدمت بيوتهم أو آلت إلى السقوط ويسكن في الخيمة الواحدة أكثر من عائلة بتضامن يليق بشعب متحضر يستحق حياة حرة كريمة يحرمه منها مجتمع عالمي ظالم يتمسك بالطغاة ويؤازرهم ضد شعوبهم ولا نسمع منه إلا الكلام المعسول بدون أي مضمون.
الرحمة لضحايا الزلزال المدمر في سورية وتركيا ولنتضامن للخروج من هذه الكارثة غير المسبوقة التي ضربت الشعبين ولو طال مداها وزادت ضحاياها .
المصدر: إشراق