الأمم المتحدة تعلن موافقة دمشق على فتح معبرين إضافيين مع تركيا

عدد القتلى في تركيا وسوريا على عتبة الـ36 ألفاً بعد أسبوع من الكارثة وإنقاذ طفلة تركية بعد 178 ساعة تحت الأنقاض

لقي أكثر من 4300 شخص حتفهم بينما أصيب أكثر من 7600 آخرين بشمال غربي سوريا حتى يوم الأحد في أعقاب الزلزال المدمر وتبعاته في تركيا المجاورة، التي أعلنت ارتفاع عدد الضحايا إلى 31643 قتيلاً.

جاءت الإحصائية الخاصة بسوريا وفق بيان صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة، الإثنين، في حين أعلن عمال الإنقاذ بشمال غربي البلاد، الخاضع لسيطرة المعارضة، عدداً أقل للوفيات والمصابين يوم الجمعة، لكنهم يتوقعون إعلان عدد أكبر في الساعات المقبلة.

وفي تركيا أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ، الإثنين، ارتفاع عدد قتلى الزلزال في البلاد إلى 31643 قتيلاً.

إنقاذ طفلة تركية

وأفاد وزير تركي وتقارير إعلامية بإنقاذ طفلة صغيرة تدعى ميراي من تحت أنقاض مبنى سكني في مدينة أديامان بجنوب البلاد، الاثنين، بعد 178 ساعة من الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة.

وذكرت محطة (سي.إن.إن ترك) أن الطفلة تبلغ ستة أعوام، وأن فرق الإنقاذ تقترب من الوصول لشقيقتها الكبرى.

وكان وزير النقل التركي عادل قره إسماعيل أوغلو قال في وقت سابق إنها تبلغ من العمر أربع سنوات.

الأسد يوافق على فتح معبرين حدوديين

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإثنين أن رئيس النظام السوري بشار الأسد وافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين بين تركيا وشمال غرب سوريا لمدة ثلاثة أشهر لإدخال مساعدات إنسانية للمتضررين من الزلزال.

ورحب غوتيريش في بيان  بالقرار الذي اتخذه رئيس النظام السوري “اليوم بفتح معبري باب السلام والراعي بين تركيا وشمال غرب سوريا لفترة أولية مدتها ثلاثة أشهر”.

وفي سياق متصل، اعتبرت الولايات المتحدة أن فتح المعبرين الإضافيين سيكون أمراً إيجابياً لسوريا إذا كان الأسد “جدياً” في الوعود التي قطعها للأمم المتحدة.

وجاء في بيان للمتحدث باسم الوزارة الخارجية الأميركية نيد برايس “إذا كان النظام جدياً بهذا الشأن، وإذا كان مستعداً لإقران الأقوال بالأفعال، سيكون ذلك أمراً جيداً للشعب السوري”.

وكان البيت الأبيض أعلن في وقت سابق الاثنين إن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم أي وكل مساعدة لضحايا الزلزال في تركيا وسوريا.

وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارين جان بيير إن قافلة مؤلفة من عشر شاحنات عبرت الحدود إلى سوريا أمس الأحد، وإن من الضروري أن يوافق مجلس الأمن الدولي على عمليتي عبور إضافيتين. وأضافت أنه “من الأهمية بمكان أن يأذن مجلس الأمن بعبورين إضافيين لتقديم مساعدات منقذة للأرواح. لا يمكننا التأخير أكثر من ذلك”.

نقل المساعدات

ومن جانبه، قال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث، إن المنظمة الدولية ستنقل المساعدات من مناطق سيطرة الحكومة السورية لمناطق المعارضة في الشمال الغربي.

وأضاف غريفيث أن مرحلة عمليات الإنقاذ في سوريا تقترب من نهايتها، لكن الحاجة الملحة الآن هي لتوفير الملاجئ والطعام والرعاية النفسية والاجتماعية.

وأشار إلى أن “الأمر الأكثر إثارة للدهشة هنا هو في حلب التي عانت كثيراً خلال هذه السنوات، لكن هذه اللحظة تمثل الأسوأ بين كل ما مر به هؤلاء الأشخاص”.

انتشال أحياء

وانتشل عناصر الإنقاذ مزيداً من الناجين من تحت الأنقاض، بعد أسبوع من الزلزال الهائل. وكانت عمليات الإنقاذ هذه تبدو غير ممكنة بعد فترة 72 ساعة التي تعتبر حاسمة بعد الكارثة، لكن عمال الإغاثة تمكنوا من انتشال امرأة ستينية وصبي صغير من تحت الأنقاض بعد سبعة أيام من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا الإثنين الماضي.

وأنقذ كل من مصطفى البالغ سبع سنوات ونفيسة يلماز البالغة (62 سنة) في محافظة هاتاي بجنوب شرقي تركيا، على ما أفادت وكالة “الأناضول” في وقت مبكر الإثنين، وبقي الاثنان عالقين 163 ساعة تحت الأنقاض قبل أن ينقذا الأحد.

ونشر أحد أعضاء فريق الإنقاذ البريطاني مقطع فيديو على “تويتر”، الأحد، يظهر فيه أحد المنقذين يمر عبر نفق حفر في أنقاض المدينة ويسحب رجلاً تركياً عالقاً تحتها منذ خمسة أيام.

وفي مدينة كهرمان مرعش، الواقعة قرب مركز الزلزال، كانت حفارات تعمل على نبش الأنقاض بينما تجمع أشخاص بانتظار أخبار عن أحبائهم.

دور العبادة

كذلك، دمر الزلزال أماكن عبادة بالكامل، في أنطاكية لن يعود باستطاعة هافا باموتشو الصلاة في مسجد حبيب النجار.

وقالت “هذا المكان يعني كثيراً بالنسبة إلينا، كان قيماً للغاية لنا جميعاً، أتراكاً ومسلمين، اعتاد الناس المجيء إلى هنا قبل الذهاب للحج في مكة”.

كذلك، واجهت الكنيسة الأرثوذكسية في المدينة المصير نفسه، كما قال سيرتاتش بول بوزكورت.

وأضاف “للأسف، دمرت كنيستنا بعد الزلزال، انهارت كل جدرانها وليست في وضع يمكن الصلاة فيها، تكبدنا خسائر فادحة، فقدنا ما بين 30 و35 شخصاً من مجتمعنا الديني”.

أما الوضع في سوريا التي ضربها الزلزال أيضاً فهو أكثر تعقيداً، حيث ما زال باب الهوى في شمال غربي البلاد نقطة العبور الوحيدة المتاحة من تركيا، والتي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن في شأن المساعدات العابرة للحدود.

62 طائرة مساعدات

ودخلت شاحنات إلى سوريا من معبر باب الهوى في الشمال الغربي السوري، محملة لوازم للإيواء الموقت مع خيم بلاستيكية وبطانيات وفرش وحبال وما إلى ذلك.

وقال المسؤول بوزارة النقل السورية سليمان خليل إن 62 طائرة محملة بمساعدات حطت حتى الآن في البلاد ويتوقع هبوط طائرات أخرى خلال الساعات والأيام المقبلة، خصوصاً من السعودية.

والأحد، شكر الأسد خلال استقباله وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في دمشق دولة الإمارات على المساعدات الإنسانية والإغاثية “الضخمة” التي قدمتها لبلاده منذ الزلزال المدمر.

من جانبه أرسل “حزب الله” اللبناني قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من 23 شاحنة الأحد إلى محافظة اللاذقية غرب سوريا التي تعد من أبرز حلفائه.

وتحمل الشاحنات “مواد تموينية وغذائية ومستلزمات صحية وأدوات منزلية يحتاج إليها الناجون من الزلزال”، وفق المدير العام للدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لـ”حزب الله” عدنان مقدم.

وحذر غريفيث، السبت، خلال زيارة لمدينة كهرمان مرعش من أن حصيلة الزلزال الشديد في تركيا وسوريا “ستتضاعف أو أكثر”.

اليونان تؤازر تركيا

وعلى الصعيد الدبلوماسي الإنساني وصل وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس إلى تركيا، الأحد، للتعبير عن دعم أثينا لجارتها إثر الزلزال، وقد دعا مع نظيره التركي إلى تحسين العلاقات بين البلدين.

وكانت أثينا من أولى الدول التي أعلنت تقديم المساعدة لتركيا المجاورة، وهذه الزيارة هي الأولى لوزير أوروبي إلى تركيا منذ بداية الكارثة.

قالت وزارة الطوارئ الروسية إن فرق إنقاذ من روسيا وقرغيزستان وروسيا البيضاء انتشلت، أمس الأحد، رجلاً على قيد الحياة من تحت أنقاض مبنى منهار بعد 160 ساعة من الزلزال الذي ضرب تركيا.

وأضافت الوزارة على تطبيق “تيليغرام”، الإثنين، أن “أعمال الإنقاذ لإخراج الرجل من تحت الأنقاض استغرقت أكثر من أربع ساعات”. ونشرت مقطعاً مصوراً لرجال الإنقاذ وهم يسحبون رجلاً من تحت الأنقاض ويحملونه بعيداً.

وأرسلت روسيا فريق إنقاذ، الأسبوع الماضي، إلى تركيا وسوريا.

دخول المساعدات الإنسانية

ودعت الحكومة الأميركية سوريا وجميع الأطراف إلى الموافقة على الفور على دخول المساعدات الإنسانية لجميع المحتاجين في أنحاء البلاد بعد الزلزال المدمر الذي وقع يوم الإثنين الماضي. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، “يجب السماح بدخول جميع المساعدات الإنسانية عبر جميع المعابر الحدودية، ويتعين توزيع المساعدات على جميع المناطق المتضررة دون تأخير”.

ودعت الولايات المتحدة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى “التصويت الفوري” على السماح بإرسال مساعدات دولية إلى شمال غربي سوريا عبر مزيد من المعابر الحدودية من تركيا.

وقالت سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، في بيان، “في الوقت الحالي كل ساعة لها أهميتها. الناس في المناطق المتضررة يعتمدون علينا”.

ودعت واشنطن رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى منح الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية لجميع المحتاجين دون استثناء.

تعثر نقل المساعدات

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة، أمس الأحد، إن نقل مساعدات الإغاثة من الزلزال من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا إلى الأراضي التي تسيطر عليها جماعات المعارضة يتعثر بسبب مشكلات في الحصول على موافقة إحدى هذه الجماعات.

وتشكل العداوات بين أطراف المشهد السوري، الذي مزقه الصراع الدائر منذ قرابة 12 عاماً، تحدياً إضافياً للعاملين في مجال الإغاثة الذين يحاولون الوصول إلى المناطق الشمالية المتضررة من الزلزال الذي تسبب في مقتل ما لا يقل عن 33 ألفاً في تركيا وسوريا، ودمر عديداً من المدن بهما.

وقتل نحو 3574 شخصاً في سوريا حتى الآن جراء الزلزال، ووقع العدد الأكبر من هؤلاء الضحايا في شمال غربي البلاد الذي تسيطر “هيئة تحرير الشام” على معظم أنحائه.

ولم تصل سوى كميات قليلة من مواد الإغاثة إلى تلك المنطقة بسبب إغلاق الخطوط الأمامية مع القوات الحكومية، ولا يوجد الآن سوى معبر واحد يربطها بتركيا في الشمال السوري. وقالت الحكومة السورية، الأسبوع الماضي، إنها مستعدة لإرسال مساعدات إلى المنطقة الشمالية.

وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية، أمس الأحد، أن الأسد أبدى استعداداً للنظر في فتح مزيد من المعابر الحدودية لإيصال المساعدة إلى ضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا الواقع تحت سيطرة المعارضة.

وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس لصحافيين، “التقيت الرئيس الأسد الذي أوضح أنه منفتح على فكرة (فتح) معابر حدودية (استجابة) لهذا الوضع الملح”.

وأضاف في مؤتمر صحافي عبر الهاتف من دمشق، “الأزمات التراكمية للنزاع ووباء (كوفيد) والكوليرا والانحدار الاقتصادي، والآن الزلزال، كل ذلك تسبب في خسائر لا تطاق”.

“نحّوا السياسة جانباً”

وقال مصدر من “هيئة تحرير الشام” لـ”رويترز” إن الجماعة لن تسمح بدخول أي شحنات من مناطق تسيطر عليها الحكومة، وإن المساعدات ستصل من تركيا إلى الشمال.

وأضاف المصدر، وهو غير مخول الحديث إلى وسائل الإعلام، “لن نسمح للنظام باستغلال الموقف للتظاهر بأنه يقدم المساعدة”.

وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، “هناك مشكلات في الحصول على موافقة (هيئة تحرير الشام)”، التي تصنفها الأمم المتحدة والولايات المتحدة منظمة إرهابية، من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.

وأحجم متحدث باسم الأمم المتحدة في دمشق عن التعليق، واكتفى بقول إن المنظمة الدولية “تواصل العمل مع الأطراف المعنية لدخول المنطقة”.

وقال غير بيدرسن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، لدى وصوله إلى دمشق، أمس الأحد، “نحتاج إلى الوصول لأكبر عدد ممكن من المواقع، سواء عبر خطوط المواجهة، أو عبر الحدود، ونحتاج إلى مزيد من الموارد”. وأضاف، “نحاول أن نقول للجميع: نحّوا السياسة جانباً، هذا وقت الاتحاد وراء جهد مشترك لدعم الشعب السوري”.

قافلة مساعدات

وقال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث في وقت سابق، أمس الأحد، إن الموجودين في شمال شرقي سوريا شعروا بأننا خذلناهم، “وهم على حق في شعورهم بذلك”.

كما تم يوم الخميس الماضي رفض دخول قافلة مساعدات تضم وقوداً وأغراضاً أخرى من منطقة خاضعة لسيطرة الأكراد إلى أخرى خاضعة لسيطرة جماعات المعارضة المدعومة من تركيا، لكن تركيا قالت الأسبوع الماضي إنها ربما تفتح معبراً حدودياً مباشراً مع المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا وسط تحسن للعلاقات بعد مرور ما يزيد على 10 سنوات من قطع أنقرة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق بسبب الصراع.

وقال ينس لاركيه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الأمم المتحدة تأمل أيضاً في تكثيف العمليات عبر الحدود من خلال فتح نقطتين حدوديتين إضافيتين بين تركيا والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا لنقل المساعدات.

وأضاف لاركيه أن غريفيث “يكثف اتصالاته الدبلوماسية ويتحدث مع الجميع لفتح مزيد من المعابر الحدودية”.

وسيطلع غريفيث مجلس الأمن الدولي على الوضع، الإثنين، ويأمل في تقديم “حجج قوية” على الحاجة الملحة لإثناء روسيا، الحليف الرئيس لدمشق، عن موقفها فيما يتعلق بتقديم مواد الإغاثة عبر الحدود.

وتضغط روسيا من أجل مزيد من عمليات التسليم عبر الخطوط (الأمامية)، لكن لاركيه قال، “من حيث حجم وتواتر المساعدات، فإن العملية عبر الحدود هي العرض الرئيس”.

وحث مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى سوريا دان ستوينيسكو السلطات في دمشق على “عدم تسييس توصيل المساعدات الإنسانية والتواصل بحسن نية مع جميع الشركاء في مجال العمل الإنساني” لإيصال المساعدات لمن يحتاجون إليها.

وأضاف، “من المهم السماح بوصول المساعدات دون قيود لكل المناطق التي تحتاج إليها. الخوض في لعبة زائفة لتبادل الاتهامات ليس بالأمر البناء ولا يساعدنا في إيصال المساعدات لمن هم في أمس الحاجة إليها في الوقت المناسب”.

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى