يعتبر الوعي السياسي أحد فروع الوعي المجتمعي، لدى بعض العلماء
وهو من أهم عوامل تطور المجتمعات، بسبب انعكاسه على كل مناحي الحياة.
فالمجتمع الذي يحسن اختيار من يترأسه ويمثله سواء كرئيس للدولة أو الإدارة المحلية أو في البرلمان، أو خلال الأزمات والحروب التاريخية، فالانتصار للأكثر وعياً وذكاءً.
فيساهم حسن الاختيار القائم على الوعي للخيارات والتصرفات، بتقدم المجتمع والدولة
وينعكس ذلك على كل القطاعات في المجتمع.
إن أهمية الوعي السياسي للطبقة السياسية والممثلة للشعب هو أكثر الأمور ضرورة، ليتشكل مجتمع يعم فيه الوعي ويشيع بين أبنائه، فالوعي السياسي للطبقة السياسية ضرورة، بسبب اتخاذها القرارات و رسم السياسات العامة.
يجب أن يكون للسياسي إلمام كامل بشتى العلوم السياسية حتى يتمكن من الفهم العام لمجريات الأمور، وربطها وتحليلها واتخاذ الموقف الصحيح والمفيد للشعب.
أي يجب أن يعلم جيداً أنواع الانظمة السياسية والاحزاب وتوجهاتها وخططها وعلاقاتها وتاريخها لأن جميع هذه العوامل ستكون المحرك الأساسي لسلوكها وتؤثر بشكل كبير على قراراتها.
ماذا عن الوعي السياسي في الثورة السورية.؟
هناك تراجع للوعي السياسي وصعود للشعبوية، والخطابات العاطفية وردود الأفعال، والارتجال العاطفي في الاختيار وفي المستويات كافة وخاصه السياسية منها،
سياسياً يجب أن يكون لدينا الوعي لمعرفه ما نريد وكيف سنحقق ما نريد، وما تريده الدول وخاصه المنخرطة منها بشكل مباشر في سورية، والاستفادة من كل الظروف لخدمة أهدافنا وقضيتنا.
ويجب ان يكون لدينا قراءه استشرافيه لما سيحدث من أحداث قبل أـن تحدث، وما هو موقفنا وعملنا اتجاه ذلك
ويجب دائما وضع السيناريوهات ومحاوله التأثير فيها وتغيير السلبي منها
لأن القراءة الجيدة لما سيحدث تمكننا من تجنب السلبي ولو بالحد الأدنى
مالفرق بيننا وبين نظام الأسد.؟
إن الاسد حتى الآن يتعامل بعقليه الدولة، على الرغم من ضعفه ودائماً يعلم بخطوات خصومه ويضع السيناريوهات ويضع الخطط لتجنبها أو حتى محاوله الاستفادة منها
من يملك العلم والمعرفة والمعلومة يمتلك حل لنصف المشكلة ويستطيع التأثير فيها
أما من لا يملك أي شيء فسيبقى يتعامل مع الأمور بطريقه رده الفعل وسيبقى غير فاعل
كما يجب ان نكون واعيين لإمكانياتنا وقدراتنا وتطويرها ومعرفه نقاط ضعفنا والعمل على تقويتها
إن معرفة ماذا نريد وما يريد الآخرون يسهل علينا معرفة سياساتها تجاه المنطقة و الملف السوري
في هذه المرحلة التاريخية نحن أحوج ما نكون للعمل بطريقة واقعية واعية، وأن نمتلك عقل سياسي واستراتيجي، ونستطيع قراءة الواقع بمنطق علمي حقيقي ليس رغبوي ولا متشائم، وإنما منطق واقعي، ونحن نتطلع إلى هدفنا وكيف سنحققه، وماهي السبل واستراتيجيات كل مرحلة، ولهذا نحن بحاجة امتلاك الوعي السياسي والاجتماعي.
المصدر: صحيفة الوعي السوري