روسيا تحضّر لنقل مزيد من المقاتلين السوريين نحو أوكرانيا

وائل عصام

تواصل روسيا تدريب قوات “الفرقة 25- مهام خاصة” التابعة للنظام السوري، والتي يقودها اللواء سهيل الحسن المعروف بـ”النمر”، على القفز المظلي في مطار الجراح العسكري شرق حلب بعد إعادة تأهليه، وقد نشرت مواقع موالية للنظام السوري معلومات حديثة عن هذه التدريبات المتواصلة في الأيام الأخيرة.
ولا يعود اهتمام روسيا بهذه الفرقة على وجه التحديد لحسابات سورية خالصة، إذ يبدو أن القوات الروسية تحضر المزيد من عناصر الفرقة لنقلهم إلى أوكرانيا، بغية مساندة قواتها في الحرب الدائرة هناك. وأكدت مصادر عسكرية سورية لـ”القدس العربي” أن روسيا زادت من التدريبات “النوعية” لهذه الفرقة بعد غزو أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، موضحة أن القوات الروسية لم تجر هذه التدريبات قبل ذلك التاريخ في سوريا. وكانت وسائل إعلام أمريكية قد تحدثت في وقت سابق مشاركة “الفرقة 25” في معارك أوكرانيا، وهو ما أكدته وثيقة مسربة نشرها “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مؤخراً.
وأظهرت الوثيقة التي اطلعت عليها “القدس العربي” أن قيادة “الفرقة 25” طالبت قيادة “الفيلق الخامس” المدعوم روسياً بتأمين المستحقات المالية لضباط وصف ضباط وجنود الفرقة، المكلفين بمهمة خارجية لجمهورية روسيا، مؤكدة أنها سددت الرواتب للعناصر المتواجدين في سوريا. وطلبت الوثيقة من قائد الفيلق تسريع عملية صرف المهمات الخارجية المترتبة للمقاتلين، كون غرفة العمليات المركزية الروسية – السورية المشتركة وجهت قيادة الفرقة لدفع هذه المستحقات عبر مخصصات الجيش والقوات المسلحة دون غيرها، علماً أن وضع عناصر الفرقة 25 خارج القطر يتطلب تدخلاً عاجلاً لصرف هذه المهمات بالسرعة القصوى”.
وتؤكد الوثيقة بشكل لا يدع مجالاً للشك مشاركة “الفرقة 25” في أوكرانيا، ويقول الباحث المختص بالشأن العسكري في مركز “جسور للدراسات” النقيب رشيد حوراني، إن روسيا عملت بعد أن وقفت على حالة الترهل من الناحية التدريبية والكفاءة العسكرية لتشكيل الوحدات التي يكون ارتباطها بجيش النظام السوري، وقادرة على تنفيذ المهام الميدانية كافة من وجهة النظر الروسية وحماية المصالح الاقتصادية لها كحراسة المنشآت النفطية. ويضيف أن هذه الوحدات بقيت من الناحية التنظيمية والإدارية تتبع لجيش النظام ومنها “الفرقة 25” وإن كانت روسيا تقدم لها أحيانا بعض أنواع الدعم لعناصرها.
وحول الوثيقة، يقول حوراني لـ”القدس العربي”، إنه سبقها تأكيدات على مشاركة “الفرقة 25” في أوكرانيا، واليوم لم يعد الحديث عن مشاركة الفرقة بالأمر الجديد. واللافت أن “الفرقة 25” تعاني من نقص المخصصات المالية، رغم كونها تتلقى الدعم من روسيا، ورغم مشاركة عناصرها في أوكرانيا، وعن ذلك يقول حوراني: إن “روسيا تدعم الفرقة بمكافآت وعتاد ومساعدات الغذائية”.وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قد أكد في وقت سابق أن مشاركة “الفرقة 25” في العمليات العسكرية الأوكرانية ضمن المناطق التي تسيطر عليها روسيا شرقي أوكرانيا، وذلك بعد أن تم نقلهم من سوريا إلى روسيا عبر مطار حميميم، حيث تلقوا هناك تدريبات عسكرية، في حين يتقن العديد منهم اللغة الروسية بعد خضوعهم لدروات في روسيا منذ العام الفائت قبل بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأوضح المرصد أن “المرتزقة السوريين الذين جندتهم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، يوجدون تحديداً في روسيا وقسم منهم في شرقي أوكرانيا، حيث تكمن مهمتهم هناك بحماية مناطق وجودهم”، ويبلغ عدد السوريين الذين جندتهم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، نحو 2000 مرتزق سوري حسب المرصد. وكانت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة”، قد أكدت في منتصف العام 2022 أن القوات الروسية نقلت ما لا يقل عن 500 مقاتل إلى روسيا للقتال كمرتزقة إلى جانب قواتها شرقي أوكرانيا، موضحة أن “عمليات نقل مقاتلين من سوريا إلى روسيا تمت عبر قاعدة حميميم العسكرية، ووقعت خلال شهري آذار/مارس ونيسان/إبريل 2022”.

المصدر: القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى