سامي شرف في ذمة الله

سامي شرف .. سيرة موجزة.

اسمه مركَّب، عبدالرؤوف سامي عبدالعزيز محمد شرف، والشهرة سامي شرف.

من مواليد مصر الجديدة يوم 20 ابريل سنة 1924.

أتم تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس مصر الجديدة والمنيا والمنصورة فمصر الجديدة التي حصل منها على شهادة إتمام الدراسة الثانوية سنة 1945.

التحق بالكلية الحربية فى عام 1946 و تخرّج ضابطاً برتبة ملازم ثانٍ في أول فبراير سنة 1949 حيث نال بكالوريوس العلوم العسكرية، وكان ترتيبه السادس عشر على الدفعة البالغ عددها 261 طالباً.

خدم في مدرسة المدفعية في ألماظة.

خدم في سلاح المدفعية باللواء الأول المضاد للطائرات في ألماظة.

عمل مدرِّساً للرادار المضاد للطائرات على مستوى اللواء.

عمل كأركان حرب لآلاي (لواء) مدفعية.

في أول يوليو 1952 رُقيّ إلى رتبة اليوزباشي (النقيب).

نُقل إلى مدرسة المدفعية مدرِّساً للرادار المضاد للطائرات، ولكنه لم ينفذ هذا النقل لقيام ثورة 23 يوليو 1952 فبقي في وحدته الأصلية حيث عهد إليه الرئيس جمال عبد الناصر بالإشراف الأمني والسيطرة على هذا الآلاي حيث كان عضواً بتنظيم الضباط الأحرار في خلية من سلاح المدفعية كانت تضم أحمد الزرقاني حطب وكمال الغر وإبراهيم زيادة وعبدالحميد بهجت، ثم انتقل بعد اندلاع الثورة إلى خلية يترأسها الصاغ كمال الدين حسين وكان من بين أعضائها عماد رشدي وسعد زايد وأحمد شهيب ومصطفى كامل مراد ومحمد أبوالفضل الجيزاوي وعبدالمجيد شديد وأبواليسر الأنصاري وكان يسدِّد الاشتراك الشهري 25 قرشاً بانتظام.

في 26 يوليو 1952 انتُدب للعمل في المخابرات الحربية وكُلِّف بالإشراف على رقابة البرقيات الصادرة للخارج عن طريق مصلحة التليفونات (هيئة المواصلات السلكية واللاسلكية) للمراسلين الأجانب.

في أوائل أغسطس 1952 كُلِّف بالعمل ضمن مجموعة من الضباط الأحرار ممن كانوا في المخابرات الحربية، وشكّل منهم ما سُمِّي بهيئة مراقبة الأداة الحكومية وتتبع رئيس مجلس قيادة الثورة مباشرة (وهي تعادل الرقابة الإدارية اليوم).

من مؤسِّسي جهاز المخابرات العامة والمباحث العامة .

في ديسمبر 1952 انتُدب للعمل في القسم الخاص بالمخابرات الذي كان مسؤولاً عن الأمن القومي الداخلي وكان مقره في بداية تكوينه مع بداية تكوين المباحث العامة أيضاً في مبنى مجمع التحرير ثم انتقل مع هذه الإدارة إلى مبنى وزارة الداخلية في لاظوغلي.

في ابريل 1955 اختاره الرئيس جمال عبدالناصر للعمل سكرتيراً لرئيس الجمهورية للمعلومات واستمر في هذا المنصب حتى 28 سبتمبر 1970. وتلقى دورة في البيت الأبيض في واشنطن “كيف تخدم الرئيس”، كما درس أساليب العمل في كل من الكرملين ورئاسة الجمهورية في مكتب الرئيس تيتو وفي الهند والصين الشعبية وفرنسا.

نُقل إلى الكادر المدني في رئاسة الجمهورية سنة 1956 (الدرجة الثانية) وفي يونيو 1960 صدر القرار الجمهوري رقم 1055 لسنة 1960 بترقيته إلى درجة مدير عام برئاسة الجمهورية، وتدرج في التسلسل الوظيفي الطبيعي من دون أي استثناء حتى رُقيّ إلى درجة وكيل وزارة مساعد برئاسة الجمهورية بالقرار الجمهوري رقم 2748 لسنة 1962 في 16 سبتمبر 1962 ثم وصل إلى منصب مستشار رئيس الجمهورية بدرجة نائب وزير بالقرار الجمهوري رقم 3404/ 65 بتاريخ 6 أكتوبر 1965.

شارك في دورتين للأمم المتحدة في نيويورك عامي 1958 حيث شارك في اجتماعات مجلس الأمن أثناء بحث شكوى لبنان ضد الجمهورية العربية المتحدة و1960 ضمن وفد مصر برئاسة الرئيس جمال عبدالناصر.

تعرف سامي شرف على الرئيس جمال عبد الناصر فى شهر يناير 1951 حيث كان الرئيس عبد الناصر يدرس له مادة التحركات والمخابرات العسكرية ،ولاحظ الأستاذ على تلميذه علامات الذكاء والتفوق فقربه منه وضمه لتنظيم الضباط الأحرار،وفى ليلة 23 يوليو 1952 كلفه الرئيس عبد الناصر بتأمين طريق القاهرة-السويس عند الكيلو 4,5 ، وبناء على أوامر عبد الناصر تم ضمه إلى المخابرات الحربية وعمل فى مكتب تابع لجمال عبد الناصر شخصيا ، وفى يوم 18 مارس 1955 كلفه الرئيس عبد الناصر بإنشاء سكرتارية للمعلومات برئاسة الجمهورية وهى المهمة التى قام بها على أحسن وجه وبأحدث الأساليب العلمية وقتها، كانت سكرتارية الرئيس للمعلومات تتلقى كل المعلومات الواردة من الوزارات والمؤسسات وجميع أجهزة الدولة لتلخصها وتبوبها وتعرضها على الرئيس ،وفى نفس الوقت تقوم السكرتارية بإبلاغ قرارات وتعليمات وأوامر الرئيس لكل الجهات فى الدولة.وهكذا كان سامى شرف الرجل الذى يرأس هذه السكرتارية هو رجل المعلومات الأول فى مصر، الرجل الذى تعبر منه المعلومات كل المعلومات للرئيس عبد الناصر ،ورغم ذلك ينفى سامى شرف بشدة أن يكون هو ومكتبه هما مصدر معلومات الرئيس عبد الناصر فقط بل يؤكد أن الرئيس كان مفتوحا على الجميع ويسعى لمعرفة المعلومات من أكثر من مصدر.

ظل سامى شرف يعمل مع الرئيس عبد الناصر حتى الوفاة المفاجئة للزعيم يوم 28 سبتمبر 1970 ،طيلة تلك الفترة كان سامى شرف أحد أقرب رجال عبد الناصر إليه إن لم يكن أقربهم على الإطلاق ، يكون فى مكتبه قبل استيقاظ الرئيس ولا يغادره إلا بعد التأكد من نوم الرئيس عبد الناصر.

قام سامى شرف بتكليف من الرئيس جمال عبد الناصر منذ ابريل 1955وحتى يوم 13مايو1971 بتسجيل وتفريغ جميع جلسات مجلس الوزراء وكل اللقاءات والاجتماعات التى عقدها الرئيس مع الرؤساء والملوك وكذلك جلسات اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي واللقاءات الصحفية سواء مع الصحافة المصرية أو مع وسائل الإعلام الأجنبية حتى تكون تسجيلا حيا و أرشيفا موثقا للأحداث ولتاريخ مصر الثورة وكانت كل هذه التسجيلات محفوظة حتى يوم 13 مايو 1971 فى أرشيف سكرتارية الرئيس للمعلومات بمنشية البكري.

ومن المهام التى كلفه بها الرئيس عبد الناصر ويعتز بها مهمة التخطيط والتنفيذ لتهريب السيد عبد الحميد السراج من محبسه فى دمشق وتهريبه للقاهرة وقد تم ذلك بالتعاون مع السلطات اللبنانية وبعلم الرئيس اللبناني فؤاد شهاب والمخابرات العامة المصرية وسفارتنا فى بيروت وهى المهمة التى تمت بنجاح باهر.

كما كان مسئولا عن الملفات التالية ملف لبنان وملف المملكة العربية السعودية بعدما قرر الرئيس أن ينحي السادات عنه، كما تولى سامى شرف مسئولية ملف العلاقات المصرية الليبية بعد ثورة الفاتح من سبتمبر.

سامي شرف من مؤسسي إدارة المعلومات بوزارة الخارجية المصرية مع السفيرين إبراهيم يسري وأسامة الباز،كما أنه شارك فى تأسيس هيئة الرقابة على الإدارة الحكومية قبل أن يكلفه الرئيس عبد الناصر بإنشاء سكرتارية الرئيس للمعلومات،كما تم انتخابه أمينا للجنة التنفيذية للاتحاد القومي عن دائرة مصر الجديدة بعدما حاز فى الانتخابات على ما يزيد عن خمسين إلف صوت من أبناء الدائرة التى ولد فيها ومازال يقطن بها حتى رحيله،وكان واحد من 5 رجال أنشأوا التنظيم الطليعي ( الرئيس عبد الناصر – عباس رضوان – احمد فؤاد- – محمد حسنين هيكل – سامى شرف) ،كما كلفه الرئيس عبد الناصر بمصاحبة المشير عبد الحكيم عامر فى مهماته خارج مصر كمستشار سياسي له ،كما تولى مسئولية التنظيم الطليعي عن منطقة شرق القاهرة،وسامى شرف هو مؤسس نادي الشمس الرياضي بمصر الجديدة.

خلال مشوار عمله تقدم سامى شرف باستقالته مرتين للرئيس عبد الناصر،كانت المرة الأولى عندما تم اتهام أحد أشقائه بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين ، وكانت المرة الثانية عندما تم اتهام شقيقه الأصغر بالاشتراك فى محاولة لقلب نظام حكم عبد الناصر، وفى المرتين رفض الرئيس عبد الناصر استقالة سامى شرف ،وكلفه بالاستمرار فى عمله كالمعتاد.

وفى عهد الرئيس السادات تقدم سامى شرف باستقالته أربع مرات للرئيس السادات كانت المرة الأولى ليلة وفاة الرئيس عبد الناصر ، وكانت الثانية يوم 14 نوفمبر 1970 عقب انتخاب أنور السادات رئيسا للجمهورية ، وكانت الاستقالة الثالثة يوم 15 يناير 1971 ، وقد رفض الرئيس السادات قبول تلك الاستقالات بل ووعد سامى شرف يوم 15 يناير 1971 بمنحه وشاح الجمهورية وهو من أعلى الأوسمة المصرية ونقله للمكان الذى يختاره ولكن بعد شن معركة تحرير الأرض، ثم جاءت الاستقالة الرابعة والتي قبلها الرئيس السادات يوم 13 مايو 1971 بعد إحساس رجال الرئيس عبد الناصر أن الرئيس السادات يماطل فى تحديد موعد شن معركة التحرير التى كانوا قد اتفقوا على شنها اعتبارا من الأسبوع الثالث من شهر أبريل 1971 وحتى منتصف شهر مايو من نفس العام، فتقدموا جميعا باستقالاتهم للرئيس السادات فقبلها وألقى القبض عليهم وحاكمهم وسجنهم فى القضية المعروفة بمراكز القوى.

فى عهد الرئيس مبارك شارك سامي شرف فى تأسيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري كما أصدر جزءين من مذكراته ، وبعد قيام ثورة 25 يناير 2011 قام بإصدار مذكراته كاملة فى 7 أجزاء كما كان يكتب مقالات عن الشئون الجارية فى جريدتي الأهرام والمصري اليوم.

فاضت روح سامي شرف إلى بارئها في 23 يناير 2023 بعد صراع طويل مع المرض.

رحم الله الرجل الوطني سامي شرف وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه جميل الصبر والسلوان.

المصدر: صفحة سامي شرف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى