“الكباش” مستمر بين دم ضحايا أهالي تفجير بيروت ودموع الأهالي وإيمانهم وما تبقى من صحتهم من جهة، وبين سلاح حزب الله وأدواته المختلفة، وبخاصة القضائية، من جهة أخرى، بين من يدعم التحقيق ويحميه بجسده وبين من يعمل على تفجيره. غريب أمر حزب الله، لم يوجه له أحد أي تهمة في تفجير مرفأ بيروت وتفجير بيروت كلها بشكل مباشر، لكنه مصر على ضرب التحقيق وتمييع العدالة وتضييع التحقيق! وكان قد وصل به الأمر منذ مدة، الى تدخل مباشر له عبر أحد قادته وفيق صفا بزيارة شخصية الى قصر العدل، وضغط مباشر على القاضي طارق بيطار للتنحي. وها هو “الحزب” مع شريكته “الحركة”، يستمر في ضغوطه باتجاه حرف التحقيق عن مساره، باستخدام القضاة الموالين لهم في مجلس القضاء الأعلى وفي النيابات العامة من جهة، وبمحاولة تركيع أهالي ضحايا تفجير بيروت بتوقيف الشاب وليام نون وبالضغط على باقي الشباب وعلى آخرين من الأهالي من جهة أخرى. فهل تصل الأمور الى إراقة الدماء من جديد؟! درس واضح في الدور المطلوب للرئيس “الألعوبة” المراد فرضه على اللبنانيين وعلى الأكثرية النيابية “غير المنسجمة” إن المحاولة الفاشلة التي جرت في مجلس القضاء الأعلى لضرب التحقيق ولتعيين قاضٍ رديف.. علّ المتعنتون “الانقساميون” فيها يستفيقون من تعنتهم، ويرتقون الى مستوى المضمر للشعب اللبناني، ويذهبون الى وحدة الموقف ووحدة المرشح، لمواجهة هيمنة “الحزب” الداخلية ومحاولة إعادة لبنان من المحور الإيراني، الى خطه العربي الطبيعي في جامعة الدول العربية. سلاح حزب الله وأسلحته الأخرى، المالية والاعلامية والمؤسساتية والقضائية والعسكرية قوية جديدة، والتضحيات لإقناعه للمشاركة في “بناء الدولة” ستكون، على الأرجح، باهظة الأثمان! شارك هذا الموضوع:
المصدر: جنوبية