حين يتوجه الحاكم إلى الله تعالى بالدعاء على نفسه ( الله لا يوفقني ) فإن الله سبحانه وتعالى يرى ويسمع نوايا وأفعال هؤلاء الحكام ، فيرفع عنهم رعايته وتوفيقه ، ويضع العثرات في كل قراراتهم وخطواتهم ، ليكون ذلك سبباً في نقص أيام حكمهم ويعجل بزوالهم .
فمنذ نهاية حكومة الكاظمي التي كانت من أسوأ الحكومات التي جاء بها التوافق الغربي – الإقليمي المحتل وفرضت على الشعب العراقي ، توقع المتفائلون أن تخلفها حكومة تصحح الأخطاء وتبتعد عن التدليس والتضليل ومس لقمة عيش المواطن الفقير ، إلا أن جميع قرارات الحكومة الحالية تثبت أنها إستمراراً لسياسات الحكومات السابقة وخاصة حكومة سيئ الصيت «اخو عماد» ، وقد أبدينا رأينا المسبق فيها منذ يوم التكليف .
إن ما يحصل الآن من (سودنت) المناصب المهمة في دوائر الدولة وإتخاذ القرارات غير الصائبة ، والتراجع عنها بعد خروج الشارع بالتظاهرات يؤكد رأينا السلبي فيها .
كما إن إعتقال مجرمي ما أطلق عليهم بمافيا {سرقة القرن} وإخلاء سبيلهم بقرارات ليس لها سابقة في القوانين والتشريعات العراقية ، وكذلك مافيا شبكة سرقة وتهريب النفط وغيرهم من مافيات الفساد الذين اعتقلوا وأخلي سبيلهم وغض النظر عن هروب بعضهم خارج القطر ، يؤكد تواطئ السلطات التنفيذية بتوفير الغطاء لهم بعد أن تعرضت لضغوط من المتورطين في الجرائم من قادة الأحزاب الحاكمة ، إضافة إلى إنهيار سوق العملة الوطنية أمام الدولار مما أدى للارتفاع الجنوني للأسعار والتي أثرت بشكل كبير على قوت المواطن وهذا ما ادى لإرتفاع معدل الجريمة في جميع المحافظات وهو بداية لانهيار أمني واسع بغض النظر عن الزوبعة الإعلامية الحاصلة بسبب تنظيم ونجاح بطولة خليجي 25 والذي كان للشعب دوره البارز في إنجاح هذه البطولة وبالأخص أهالي البصرة الكرام .
كل هذه الصورة السوداوية التي تعم البلاد تدفع الرأي العام الداخلي والخارجي للتساؤل ..
إلى متى تبقى هذه الحكومات الكارتونية في العراق مدعومة من قبل المحتل وأذرعه الإقليمية بالرغم من أخطائه الفادحة ؟ والى متى يبقى التفاهم الأمريكي – الإيراني يرعى هذه الحكومات على حساب المواطن العراقي ؟ .
كل هذه التساؤلات وغيرها يتداولها الشعب اليوم بصوت عالي ولم يبقى أمامه إلا الخروج في تظاهرات عارمة من جديد للتعبير عن حالة رفضه المطلق لسياسة هذه الحكومات بالرغم من توقعهم لاستخدام العنف المفرط من قبل الحكومة والاذرع العسكرية لاحزابها الحاكمة .
إن المعطيات الأولية تؤكد ذلك في قادم الأيام .
حفظ الله العراق وشعبه من كيد الكائدين .