تواصلت عمليات القصف والاستهداف المتبادل بين فصائل المعارضة و”هيئة تحرير الشام” من جهة، وقوات النظام السوري من جهة أخرى، في شمال غربي البلاد، تزامناً مع تحليق طائرات الاستطلاع التابعة للنظام فوق المنطقة، بعد يوم من مقتل وجرح عناصر من قوات النظام بهجوم على موقع لهم بريف حلب الغربي.
وقالت مصادر من فصائل المعارضة المسلحة لـ”العربي الجديد”، إنّ الفصائل في “غرفة عمليات الفتح المبين” تصدّت، فجر اليوم، لمحاولة تسلل من قوات النظام والمليشيات التابعة لها في محور قرية كفرتعال بريف حلب الغربي. وأضافت المصادر أنّ قوات النظام قصفت محاور قبتان الجبل والفوج 46، دون وقوع خسائر بشرية.
وبحسب المصادر، فقد ردت فصائل الغرفة (التي تضم هيئة تحرير الشام إلى جانب فصائل من المعارضة) على قصف قوات النظام باستهداف مواقع له في محاور ريف حلب الغربي براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.
وأوضحت المصادر أنّ طائرات الاستطلاع التابعة للنظام حلّقت منذ الصباح الباكر فوق المنطقة وفوق جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، ما يرجح نية النظام تصعيد القصف على المنطقة.
وكانت “هيئة تحرير الشام” قد أعلنت، أمس الثلاثاء، عن مقتل 15 عنصراً من قوات النظام، إثر عملية سمتها “انغماسية ونوعية” على موقع عسكري لقوات النظام في محيط بلدة بسرطون بريف حلب الغربي.
وشهد محور جبل الزاوية جنوبي إدلب صباح اليوم أيضاً قصفاً من قوات النظام السوري على مناطق متفرقة. وذكر الناشط مصطفى المحمد أنّ جلّ القصف تركز على محور قرية الفطيرة وقرية فليفل، مضيفاً أنّ فصائل المعارضة ردت بقصف مماثل واشتبكت أيضاً مع قوات النظام.
وفي وسط البلاد، قالت مصادر محلية إنّ 4 أشخاص من المدنيين أصيبوا بجروح متفاوتة، جراء انفجار جسم من مخلفات القصف والحرب في أرض زراعية بمحيط قرية زلين في ريف حماة الشمالي، الخاضع لسيطرة قوات النظام. وذكرت المصادر أن الانفجار وقع أثناء العمل في الزراعة، وجرى نقل المصابين إلى مستشفى مدينة محردة.
محاور “قسد”
ومن جانب آخر، تكررت الاشتباكات، مساء أمس الثلاثاء، بين “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا و”قوات سوريا الديمقراطية” على محور تادف بريف حلب الشمالي الشرقي.
وذكرت مصادر من “الجيش الوطني”، لـ”العربي الجديد”، أن الاشتباكات جاءت على خلفية محاولة تسلل من “قسد” عبر مناطق سيطرة النظام السوري جنوب ناحية الباب.
ونفت المصادر وقوع خسائر بشرية في صفوف “الجيش الوطني”، بينما لم يتبين وقوع خسائر بشرية في صفوف “قسد”. وذكرت المصادر أن المحاولة هي الثانية خلال يومين، وكانت المحاولة السابقة أول أمس الإثنين قد تزامنت مع قصف من “قسد” على القاعدة التركية في منطقة البحوث، جنوب ناحية أعزاز، ما أدى إلى وقوع جرحى.
وفي شأن متصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، إن 4 من عمال الأنفاق العسكرية قتلوا وأصيب آخرون أثناء عملهم بحفر الأنفاق العسكرية لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، مضيفاً أن أحد الأنفاق انهار عليهم أثناء العمل في قرية تل زيارات، بناحية المالكية شمالي الحسكة.
وأوضح أن “قسد” تستأجر ورشاً وعمالاً برواتب شهرية لحفر الأنفاق والخنادق، في إطار عمليات تحصين مواقعها العسكرية، حيث يضطر الكثير من المدنيين للعمل في هذا المجال رغم المخاطر الكبيرة وصعوبته بسبب تردي الأوضاع المعيشية.
وذكرت مصادر لـ”العربي الجديد”، أن الكثير من عمال الأنفاق لدى “قسد” هم من المجندين قسراً في صفوف قواتها، وأدى قصف تركي سابقاً على الأنفاق إلى مقتل وجرح عمال، بالإضافة إلى عناصر وقياديين في “قسد” مشرفين على عملية التحصين.
وفي وقت سابق، قالت المصادر إن “قسد” تستفيد من الدعم اللوجستي الأميركي المقدم لها، عن طريق الاستفادة من مواد البناء والحديد القادم من الأراضي العراقية ضمن أرتال الإمدادات الأميركية، التي تأتي لـ”قسد” تحت ذريعة الدعم لمواجهة تنظيم “داعش” في سورية.
وكثفت “قسد” مؤخراً من عمليات التحصين في ريف الحسكة والرقة، بعد زيادة حدة التصريحات التركية التي تهدد بشن عملية عسكرية ضدها في شمالي سورية.
استهداف سيارة في مناطق “قسد”
وقع انفجار في سيارة تابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، على الطريق الدولي الحسكة-حلب، شمال شرقي سورية، ويرجح أنه ناجم عن قصف جوي من طائرة مسيرة تركية، في حين يشهد محيط مدينة الباب استنفاراً من فصائل مسلحة، إثر خلاف على تسليم معبر لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة.
وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن سيارة تابعة لـ”قسد” انفجرت على الطريق الدولي “M4” في ريف الحسكة الشمالي، ما أدى إلى إصابة شخصين كانا فيها بجروح خطيرة، وتم نقلهم إلى مدينة القامشلي. وأضافت المصادر أن الانفجار من المرجح أن يكون ناجماً عن قصف جوي من طائرة مسيرة تركية.
وذكرت المصادر، أن المستهدف في السيارة كان أحد القياديين التابعين لمليشيا “وحدات حماية الشعب” المصنفة على لوائح الإرهاب لدى تركيا، وهي أحد التشكيلات الرئيسية لـ”قسد”.
وشهدت مناطق سيطرة “قسد” سابقاً عدة عمليات مشابهة طاولت قياديين وعناصر من “وحدات حماية الشعب” و”حزب العمال الكردستاني”، فضلاً عن ضربات أخرى طاولت تحصينات ومواقع عسكرية، وأدت إلى وقوع قتلى وجرحى.
خلاف المعابر
إلى ذلك، أكدت مصادر من “الجيش الوطني السوري” لـ”العربي الجديد”، وجود استنفار عسكري وأمني في مدينة الباب ومحيطها، وفي مدينة جرابلس ومحيطها بريف حلب الشمالي الشرقي، على إثر خلاف حول تسليم أحد المعابر مع مناطق “قسد” لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة.
وبحسب المصادر، استنفرت “حركة أحرار الشام” ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى قرية تل بطال الواقعة شمالي الباب وجنوبي جرابلس، وذكرت أن الحركة تساندها “هيئة تحرير الشام” وفصائل أخرى، في المقابل أرسلت فصائل “الفيلق الثاني” و”السلطان مراد” التابع للجيش الوطني، تعزيزات إلى مدينة الباب.
ويأتي الاستنفار من الجانبين، إثر انتهاء مهلة محددة لحركة أحرار الشام من أجل تسليم معبر الحمران لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة. ومن المفترض أن يكون التسليم بناء على تفاهم سابق.
وبحسب المصادر، استنفرت “هيئة تحرير الشام” وحشدت قوات في منطقة “الشيخ حديد” بناحية عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، وهددت بالهجوم على مقرات فرقة “السلطان مراد” هناك، في حال بدأت الأخيرة بالتعاون مع “الفيلق الثاني” هجوماً على “حركة أحرار الشام” في جرابلس والباب بريف حلب.
وكانت فصائل “فرقة الحمزة” و”حركة أحرار الشام – القاطع الشرقي” و”فرقة سليمان شاه”، قد سيطروا في الـ13 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على معبر الحمران جنوب جرابلس شرق حلب، بعد انسحاب “الفيلق الثالث” منه إثر خلافات واقتتال بين الطرفين.
ويقع معبر الحمران جنوب مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، ويعتبر أحد أهم المعابر الواصلة بين مناطق سيطرة “الجيش الوطني” ومناطق سيطرة “قسد”، وهو معبر تجاري لنقل البضائع ونقل المشتقات النفطية من وإلى مناطق سيطرة “الجيش الوطني”.
المصدر: العربي الجديد