يسمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لجيشه بممارسة أكبر إبادة جماعية بحق الشعب الأوكراني منذ عام 1945 ساعياً إلى الاستيلاء على أوكرانيا بأكملها. ولذا، لا تصد القوات المسلحة الأوكرانية العدو فحسب بل تنقذ 40 مليون أوكراني من الموت. تقصف روسيا يومياً أراضي أوكرانيا بالمدفعية وراجمات الصواريخ والطائرات المسيرة. خلال عشرة أشهر ونيف من الحرب الروسية على أوكرانيا أطلقت روسيا الاتحادية أكثر من 19 ألف صاروخ على مدن أوكرانيا حيث دوت صفارات الإنذار حوالي 15 ألف مرة وهو وضع غير مسبوق بالنسبة إلى أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وعلى خلفية ضعف الجيش الروسي تبذل الدعاية الروسية قصارى جهدها لإقناع المواطنين الروس بأن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا “تسير وفق الخطة المرسومة”، وذلك وسط تزايد الخسائر البشرية في صفوف الجيش الروسي.
وفي هذا الصدد، توزع الدعاية الروسية منشورات دعائية كثيرة على أفراد القوات الروسية تحثهم على قتل الأوكرانيين بغض النظر عن سنهم وجنسهم مثلما فعلت دعاية جوبلز في ألمانيا النازية مع الشعب اليهودي. لا توجد في العالم دولة أخرى غير ألمانيا النازية تجلب إلى دولة أخرى مثل هذا الدمار الذي تجلبه روسيا إلى أوكرانيا. ولا شك في أن روسيا دولة إرهابية يترأسها مجرمو حرب ولا تسترشد بقوانين وأعراف الحرب والقوانين الأخلاقية حيث روسيا ارتكبت أكثر من 50 ألف جريمة حرب على أراضي أوكرانيا منذ بدء الحرب في 24 شباط/ فبرائر الماضي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الرقم أولي وغير دقيق إذ لم تتوافر معلومات حول الوضع في الأراضي الأوكرانية المحتلة. وبعد تحرير القوات المسلحة 50% من الأراضي التي احتلتها روسيا بعد بداية الحرب تكثر شهادات شهود عيان عن اقتراف أفراد الجيش الروسي الفظائع الصارخة ضد السكان المحليين منها القتل والتعذيب والاغتصاب والنهب.
وفي هذه الظروف فإن أوكرانيا بحاجة ماسة إلى الأسلحة الغربية المتطورة التي ليس لدى روسيا نظير لها والتي قد أثبت أن بإمكانها تغيير مسار الحرب. ولا بد من تشديد العقوبات ضد روسيا وتحييد جيشها بالكامل على أراضي أوكرانيا. وهذه هي الطريقة الوحيدة للقضاء على التهديد الروسي لعقود عديدة. كما يجب الاعتراف بروسيا كدولة إرهابية على المستوى الرسمي ووقف التعاون الدولي معها إذ إن إجراء حوار سياسي وتجاري مع دولة تمارس قتل النساء والأطفال في أوكرانيا يعتبر جريمة صارخة. ويجب أن تصبح روسيا دولة غير مرغوب فيها في الساحة الدولية بسبب جميع الجرائم التي ترتكبها على أراضي أوكرانيا.
المصدر: الخارجية الأوكرانية