الائتلاف السوري يعلق على التقارب التركي مع النظام: لا تغيير في المواقف

جلال بكور وعدنان الإمام

أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اليوم الأربعاء، التزامه بثوابت الثورة السورية، يأتي ذلك فيما نظم طلاب ومدرّسون في جامعة إدلب، شمال غربي سورية، وقفة احتجاجية معبرين عن رفضهم للمصالحة مع النظام السوري.

وقال رئيس الائتلاف سالم المسلط في بيان مصور، اليوم، إن الائتلاف “يؤكد على التزامه بثوابت الشعب السوري وثورته ويعبر عن اعتزازه وفخره بهذا الشعب العظيم، الذي ملأ الساحات من الشمال السوري إلى الجنوب”، مؤكدا على روح الثورة والتمسك بثوابتها ومطالبها.

وأضاف قائلا: “إن الائتلاف الوطني ملتزم بنهج الشعب السوري ومطالبه في نيل حقوقه وحريته واستعادة وطنه، ولن نكون أقل وطنية ممن هتف بالأمس، إن نظام الأسد هو نظام إبادة ارتكب آلاف جرائم الحرب والمجازر بحق الشعب السوري الأعزل. النظام فاقد للشرعية اعتمد التدمير والقتل نهجا”.

وجاء في البيان أن الائتلاف يؤكد على أن سبيل الخلاص وإنقاذ الشعب هو الخلاص من هذا النظام.

وعن الموقف التركي الأخير من التطبيع مع النظام، قال البيان: “إن تركيا احتضنت السوريين المهجرين وساندتهم في كل وقت”، مضيفا أن لتركيا مخاوفها الأمنية، مؤكدا على أنه لا يوجد تغيير في المواقف ولا يوجد أي حديث مع المعارضة من قبل تركيا بشأن المصالحة والتطبيع مع النظام.

وبيّن أنه “للدول الشقيقة والصديقة مواقف مع الشعب السوري والائتلاف، والسوريون ممتنون لها، وهم إذ يثمنون هذه المواقف يؤكدون على أن معاناة السوريين تفوق السنوات الإحدى عشرة الماضية، وكل سنة من معاناة السوريين بعشر سنوات”.

وقال البيان “للدول حقها وقرارها ولنا ثوابتنا الوطنية، وما زالت أولويتنا وبوصلة عملنا وعمل كل سوري حر، ولن ننحرف عن مسار الثورة والكرامة مهما كانت الظروف والتبعات، التزمنا بالحل السياسي استراتيجيا والتزمنا بالخطط والقوانين الدولية… لم نصل مع هذا النظام إلى شيء بسبب المماطلة والخديعة وعدم الجدية”.

وأوضح البيان أن النظام لن يكون مصدر أمن للمنطقة وهو غير قادر على إعطاء شيء للدول لأنه فاقد للشرعية وهو لا يصدر إلا القتل والفساد والمخدرات “فمن يقتل شعبه لن يكون حريصا على سلامة غيره”.

وكان رئيس الائتلاف قد اجتمع، أمس، مع وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو في العاصمة أنقرة لاختتام سلسلة اللقاءات التي استمرت يومين مع الجانب التركي لبحث المستجدات والخطوات التركية الأخيرة المتعلقة بسورية.

وقال المسلط إنه أكد خلال اللقاء على تمسك قوى الثورة والمعارضة بمبادئ الثورة السورية وضرورة أن تكون الجهود كافة منصبة لتحقيق الانتقال السياسي وفق القرارات الدولية، مضيفا: “حذرت من خداع النظام المتواصل الذي يمارسه للمماطلة واستمرار إجرامه بحق السوريين”.

وأوضح المسلط خلال اللقاء أن “الجهود التي بذلتها تركيا لمساعدة السوريين هي جهود مشكورة، وبيّنتُ أن نظام الأسد نظام مجرم ما زال يمارس القتل والإرهاب وتصنيع المخدرات، وأن المظاهرات الشعبية المستمرة ضده تؤكد عدم قبول الشعب السوري به بأي حال”.

ونقل المسلط عن وزير الخارجية التركي تأكيده “على دعم المعارضة السورية والشعب السوري، والمساعي التركية لتطبيق القرار 2254، ودعم حقوق اللاجئين وعدم إجبار أحد منهم على العودة، وأن العودة مرتبطة بتحقيق الاستقرار وضمان سلامة السوريين”.

وجاء اللقاء الأخير بعد أسبوع من لقاء وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان مع وزير الدفاع لدى النظام السوري علي محمود عباس ومدير مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك، في العاصمة الروسية موسكو يوم الأربعاء الفائت.

وقفة في جامعة إدلب رفضاً للمصالحة

في غضون ذلك، نظم طلاب ومدرّسون في جامعة إدلب، شمال غربي سورية، وقفة احتجاجية معبرين عن رفضهم المصالحة مع النظام السوري، مطالبين الدول التي تسعى لمصالحة النظام بالتراجع، مؤكدين على أن النظام لن يجلب لها سوى المخدرات والدمار.

وقال المدرس في جامعة إدلب حمزة كدة لـ”العربي الجديد”: “بعد سنوات من الثورة تخاذل القريب والبعيد وتركنا لأنفسنا وحدنا نواجه النظام”، مؤكدا أنهم لن يستسلموا لبشار، ولو وقفت الدنيا بأسرها معه، موجها رسالة إلى كل من يضع يده بيد النظام ويفكر بمصالحته بأن يرى ما حدث مع الذين صالحوه في درعا، حيث جرى اعتقالهم وقتلهم تحت التعذيب.

من جانبه، قال الطالب في كلية الاقتصاد في جامعة إدلب محمد العكش لـ”العربي الجديد”: “نجدد مطالبنا ونؤكد على مبادئنا ومبادئ ثورتنا، ونحن لن نصالح ونسمع اليوم صوتنا لكل الدنيا: لن نصالح”.

أما المتظاهر محمد الأحمد، فقد أكد أن وجودهم في المظاهرة اليوم هو من أجل الإثبات للعالم بأنهم لن يصالحوا النظام، متسائلا “على ماذا نصالح النظام، من يقبل بهذا النظام لا الشجر ولا الحجر يقبل به”.

ومن جانبه، قال محمد البكور، المدرس في كلية الاقتصاد بالجامعة، إن الوقفة اليوم هي لتأكيد مبادئ الثورة والاستمرار في النضال حتى النصر.

ورفع المتظاهرون في وقفتهم شعارات، منها “جامعيون ضد المصالحة”، “الثورة مبدأ المبادئ لا يساوم عليها”، “بدك بلدك يا جاويش تعبى كبتاغون وحشيش”، “لن نصالح”، “من كانت المصلحة دينه فهو في طريقه إلى سلام الشجعان”.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى