في ضربة هي الثالثة هذا الشهر، تعرضت قاعدة جوية في عمق الأراضي الروسية إلى هجوم، وفقا للكرملين، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن الهجوم يظهر استعداد كييف وقدرتها على نقل المعركة إلى روسيا وعلى مدى أطول من أي وقت مضى، كما إنه “يظهر مصداقية تقييم القادة الأوكرانيين بأن موسكو لن تقوم بتصعيد الصراع في حال استهداف أراضيها.
ويقول الأوكرانيون إن الجيش الروسي يقاتل بالفعل في حدود قدراته التقليدية ، وتلميحات الكرملين لاستخدام الأسلحة النووية تبدو جوفاء.
وقال الجيش الروسي في بيان نقلته وكالة تاس الرسمية للأنباء إنه أسقط طائرة أوكرانية بدون طيار، الاثنين، لدى اقترابها من قاعدة إنجلز الجوية على بعد حوالي 300 ميل من الحدود الأوكرانية.
وقال إن الحطام المتساقط تسبب في سقوط ضحايا وأنه لم تتضرر أي طائرة، وهي تصريحات لا يمكن تأكيدها.
وتضم إنجلز، بعض القاذفات الاستراتيجية الروسية ذات القدرة النووية والتي تستخدم لإطلاق صواريخ كروز على أوكرانيا، وهي واحدة من قاعدتين جويتين استهدفتهما طائرات أوكرانية بدون طيار في 5 ديسمبر.
لا خطر من التصعيد
وفي الأشهر التي تلت الغزو الروسي في 24 فبراير عبر حلفاء أوكرانيا عن قلقهم بشأن الهجمات على الأراضي الروسية وخطر التصعيد الانتقامي الذي هدد به الكرملين ووسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة مرارا.
ولا تزال الولايات المتحدة وغيرها ترفض تزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى، وتصر على عدم استخدام الأسلحة التي تقدمها لإطلاق النار على روسيا، لكن الخوف من التصعيد قد خف.
ونقلت الصحيفة عن سيرغي هرابسكي، وهو عقيد متقاعد ومعلق على الحرب لوسائل الإعلام الأوكرانية، قوله إنه “كان هناك العديد والعديد من الخطوط الحمراء التي ذكرتها روسيا فيما يتعلق بمزيد من التصعيد”، مضيفا، “لكن لا يوجد رد فعل، لماذا؟ لأن الروس ببساطة لا يملكون القدرة على القيام بذلك”.
وضربت أوكرانيا مرارا أهدافا عسكرية في القرم وغيرها من الأراضي التي تحتلها روسيا والتي تدعي موسكو الآن أنها تابعة لها، وعلى البنية التحتية مثل جسر مضيق كيرتش الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا. والآن تصعد هجماتها على روسيا نفسها.
وتحافظ أوكرانيا على سياسة عدم ادعاء أو إنكار مسؤوليتها عن الهجمات في روسيا علنا، حتى مع تعليق المسؤولين عليها باستحسان.
وقال الكولونيل، يوري إهنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، على شاشة التلفزيون إن الهجوم الأخير كان “نتيجة لما تفعله روسيا” في أوكرانيا.
ومع أن الهجمات الأوكرانية تعتبر بمثابة وخز دبابيس مقارنة بالدمار الواسع النطاق الذي أحدثته روسيا ضد أوكرانيا. لكن الضربات رفعت الروح المعنوية الأوكرانية وألحقت أضرارا ببعض الطائرات الحربية الروسية والبنية التحتية واخترقت أجواء الحياة الطبيعية التي حاول الكرملين الحفاظ عليها لمعظم شعبه، وفقا للصحيفة.
وتم تنفيذ هجمات 5 ديسمبر باستخدام طائرة استطلاع بدون طيار تعمل بالطاقة النفاثة من الحقبة السوفيتية، وتم تعديلها لتعمل كسلاح هجومي، وفقا لمسؤولين روس وأوكرانيين، بعد وقت قصير من إعلان شركة أوكرانية مملوكة للدولة أنها طورت طائرة هجومية بدون طيار يبلغ مداها أكثر من 600 ميل، ما يعني أنها أكثر من كافية للوصول إلى موسكو.
وكان رد فعل الولايات المتحدة على هجمات 5 ديسمبر صامتا.
وقال وزير الدفاع، لويد أوستن “لا نعمل على منع أوكرانيا من تطوير قدراتها الخاصة”.
واكتفى نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية، بالقول إن الولايات المتحدة لا تشجع ولا تمكن من شن هجمات على روسيا.
ورفضت وزارتا الخارجية والدفاع التعليق على غارة الطائرات بدون طيار يوم الاثنين.
وأثارت الهجمات غضب المعلقين الروس المؤيدين للحرب الذين انتقدوا نقاط الضعف المكشوفة في بلادهم.
وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، لوكالة أسوشيتد برس، الاثنين، إن حكومته تريد عقد “قمة سلام”، وقال إنه يأمل أن يتوسط فيها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بحلول أواخر فبراير.
لكنه قال إنه لا يمكن دعوة روسيا ما لم تواجه أولا المحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
ويقول محللون عسكريون إن روسيا قد تستنفذ صواريخ كروز والصواريخ الباليستية التكتيكية التي استخدمتها ضد أوكرانيا.
وفي مقابلة نشرت، الاثنين، قال كيريلو بودانوف مدير المخابرات العسكرية الأوكرانية لموقع Liga.net الإخباري الأوكراني إن الكرملين لديه ما يكفي لموجتين أو ثلاث موجات كبيرة أخرى من الهجمات.
ولجأت روسيا بشكل متزايد إلى استخدام الطائرات بدون طيار التي تشتريها إيران، وهي أرخص بكثير من الصواريخ، لكنها أيضا أبطأ بكثير وأسهل في إسقاطها وتحمل رؤوسا حربية أقل قوة.
وحذر مسؤولون أوكرانيون وغربيون من أن روسيا قد تشتري أيضا صواريخ باليستية إيرانية مما يطيل عمر حملة القصف.
والصاروخ الأكثر تطورا في ترسانة روسيا هو كينزال، الذي تباهى به بوتين كسلاح خارق جديد واستخدمه عدة مرات ضد أوكرانيا.
ويعمل كينزال مثل صاروخ كروز أو طائرة بدون طيار، حيث يمكنه المناورة بشكل مراوغ أثناء الطيران كما تفوق سرعته سرعة الصوت بعدة مرات.
لكن روسيا بدأت غزوها ب 47 صاروخ كينزال في ترسانتها، كما قال بودانوف، ولم تصنع سوى “عدد قليل” آخر خلال الحرب.
المصدر: الحرة. نت