منذ الغزو الشامل شنت روسيا أكثر من 18 ألف هجمات صاروخية على المدن الأوكرانية أقل من 500 غارة جوية منها استهدفت منشآت عسكرية، في حين استهدفت الغارات المتبقية مرافق ومنشآت مدنية حصراً. كثف بوتين الإرهاب الصاروخي في أوكرانيا بعد حلول فصل الشتاء من خلال تدمير البنية التحتية الحيوية وجعل حياة سكان أوكرانيا لا تطاق. وفي ظل هذه الظروف يعد تزويد أوكرانيا بنظام الدفاع الجوي الأمريكي من طراز باتريوت أمراً في غاية الأهمية بالنسبة إلى عشرات الآلاف من الأوكرانيين.
ليس عبثاً أن روسيا تخاف من تزويد القوات الأوكرانية بنظام باتريوت الأمريكي للدفاع الجوي لأنه قد أثبت كفاءته وفعاليته. ولو قدم نظام باتريوت للدفاع الجوي سابقاً لكان بالإمكان إنقاذ مئات الأرواح التي اختطفتها الصواريخ الروسية. وفي هذا السياق يطرح سؤال: كم من الأوكرانيين سيقتل بوتين حتى اتخاذ قرار يقضي بتزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي من طراز باتريوت؟
تصرح روسيا بأن تقديم نظام باتريوت لأوكرانيا سيساهم في تصعيد الصراع بشكل حاد، ولكن في الواقع يعد عدم تزويد أوكرانيا بالدفاع الجوي الفعال ومعدات الدفاع المضادة للصواريخ حافزاً لروسيا لمواصلة الحرب وإنتاج الأسلحة. كما تنشئ الدعاية الروسية خلفية عدوانية من أجل تحييد الدعم الغربي لأوكرانيا. وهذه خدعة أخرى لأن الجيش الروسي ضعيف بالفعل. ولكن إذا تمكن من التكيف مع الصدمة الأولية للانتكاسات على الجبهة، فإن أوروبا ستمر بأوقات عصيبة لأن بوتين لن يتوقف في أوكرانيا. ولإيقافه يجب استنزاف جيشه وأسلحته بشكل تام في أوكرانيا. في الوقت الحالي، الشيء الوحيد الذي يستطيع بوتين فعله هو شن ضربات صاروخية ضخمة على المدن الأوكرانية. لا يجوز تعليق الآمال على نفاد الصواريخ الروسية. في الحقيقة، ينتج المجمع الصناعي العسكري الروسي على مدار الساعة، وعلى الرغم من قلة الطاقة الإنتاجية يتلقى الجيش الروسي دفعة الصواريخ اللازمة لشن هجوماً آخر على أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، تعمل روسيا على مسألة استيراد صواريخ من إيران وكوريا الشمالية، وإنها مسألة وقت فقط. في حال لم تتخذ إجراءات حاسمة ولم يقتنع بوتين بأن الدعم لأوكرانيا لن يتوقف بل سيزداد، فإن محور الشر ومحور موسكو – طهران سيصبح أكثر قوة.
ولذا من المهم للغاية استنفاد روسيا في فصل الشتاء ما لم يستجمع بوتين قواه لشن هجوم جديد شامل. وفي هذا الصدد، لا يمكن أن يكون هناك تأخير في تسليم نظام باتريوت للدفاع الجوي إلى جانب الأسلحة الضرورية الأخرى، بما في ذلك الدبابات والمدفعية الثقيلة إلى أوكرانيا. ويتعين القيام بذلك على الفور قبل أن يجمع بوتين الموارد الكافية وتأتي الحرب إلى أوروبا. وهذه ليست مبالغة بل حقيقة مرة. إن الخوف من بوتين قد يضع أوروبا في الوضع الذي وجدت فيه نفسها قبل الحرب العالمية الثانية حينئذ لم تتخذ إجراءات حاسمة ضد ألمانيا النازية الأمر الذي زاد قناعة هتلر في شن الحرب الأكثر دموية في تاريخ البشرية. سيفعل بوتين الشيء نفسه وهو يستعد لسيناريو مماثل. ولذلك، يجب تحطيم الجيش الروسي وتوجيه ضربة ساحقة له بمساعدة الأسلحة الغربية عالية التقنية، التي لا تستطيع الأسلحة الروسية منافستها. إنّ مساعدة الجيش الأوكراني في الوقت المناسب هي الطريقة الوحيدة لمنع الحرب العالمية الثالثة.
المصدر: الخارجية الاوكرانية