مقتل آلاف الجنود الروس قرب باخموت على غرار معركة فردان

صار عام 2022 الذي أطلقت فيه روسيا الاتحادية ما يسمى بالعملية العسكرية الخاصة عاماً مليئاً بالكوارث الكثيرة، كما أظهر بوتين على أنه الخاسر السياسي الأول في العالم الذي تسبب في تحطم جميع أساطير الدعاية الروسية حول الكرملين والجيش الروسي. من الواضح أنه بسبب ضعف الجيش الروسي الذي لا يمكن إدراجه بشكل موضوعي حتى في أقوى عشرة جيوش عالمياً وهزائمه على الخطوط الأمامية يضطر بوتين إلى اللجوء إلى أساليب بربرية في محاولة لكسب نوع ما من الانتصار. على وجه الخصوص، أدت رغبة دكتاتور الكرملين في الاستيلاء على منطقة دونيتسك بأكملها، التي تسيطر روسيا بحكم الأمر الواقع على 48% من أراضيها، إلى تكبد الجيش الروسي خسائر فادحة قرب باخموت وهي بلدة حيث تدور معارك شرسة يمكن تشبيهها بمعركة فردان التي تعتبر أطول معركة في الحرب العالمية الأولى، إذ قد أودت بحياة عشرات الآلاف من الجنود الروس في سبيل تحقيق أهداف بوتين الحمقاء والمجنونة.

لقد أصبح بوتين في هذا العام الذي يشهد إخفاقات الجيش الروسي الكثيرة على الجبهة مثالًا للخاسر السياسي الحائر والباحث عن طرائق لتحقيق بعض المكاسب في الحرب على أوكرانيا. ولهذا الغرض يلقي سوروفكين آلافًا من الروس المجندين في رحى معركة باخموت التي بالفعل صارت مقبرة جماعية للجنود الروس الكثيرين حيث لقي أكثر من 15 ألف جندي روسي مصرعهم على مدار الشهر الماضي، وذلك في ظل سيطرة القوات المسلحة الأوكرانية على البلدة. ولم تحرز القوات الروسية تقدماً سوى لمسافة 100-300 متر في بعض الاتجاهات بينما المبادرة الاستراتيجية لا تزال تحتفظ بها القوات الأوكرانية.

يريد بوتين ترك الانطباع بأنه قادر على القتال إلى أجل غير مسمى بفضل توافر الموارد الهائلة، لكن في الواقع، الجيش الروسي ضعيف ومستنزف، ولذا يسعى بوتين إلى استراحة تكتيكية لاستجماع قواه والموارد. في الحقيقة، لم تكن روسيا قوية عسكرياً أبداً إذ تبنت تاريخياً تكتيك التوسع الجغرافي إلى مناطق ذات كثافة سكانية منخفضة وعندما كانت تواجه المقاومة الشديدة كانت تسحقها عن طريق ارتكاب إبادة جماعية بحق السكان المحليين، وهو التكتيك الذي تستخدمه روسيا حالياً في الحرب على أوكرانيا، وفي الوقت الراهن لا يمكن إدراج الجيش الروسي حتى في أقوى عشرة جيوش في العالم دون أخذ بعين الاعتبار عامل حيازتها السلاح النووي.

ولذا يجب ألا تصدق أوروبا خدعة بوتين هذه ولا تقلل من دعمها لأوكرانيا لأن الضمان الأمني ​​الوحيد الفعال هو تزويد القوات المسلحة بالأسلحة الحديثة والمتطورة وتحييد التهديدات الروسية التي تواجهها أوكرانيا حالياً وقد تواجهها أوروبا في المستقبل.

المصدر: الخارجية الاوكرانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى