“بي يي دي”، هو الفرع السوري من تنظيم “بي،كا، كا”، التركي الارهابي

 د. مخلص الصيادي

لعله نموذج من الكتابات والتعليقات الملتزمة بإعلاء  شأن قوات الكرد الانفصالية العنصرية العاملة تحت راية “قسد”، وهي كتابات تحاول أن تظهر دورا كبيرا لهؤلاء في محاربة “داعش”، ومحاربة الارهاب، وحاجة التحالف الدولي لهذا الدور، كما تحاول أن تظهر أهمية هؤلاء في هزيمة داعش فيما مضى من معارك، وأهميتها فيما هو متوقع ومنتظر من معارك معه، وتخلص إلى مشروعية ما يمثله  هؤلاء الانفصاليون العنصريون من خلال إظهار  وجود “قضية كردية عادلة”، تجمع الأكراد جميعهم في الدول المعنية،  (تركيا، سوريا، ايران، العراق).

والحق أن وراء هذه الآلة الإعلامية جهد مكثف تقوم به دول ومنظمات وجهات عديدة ترى أهمية خاصة لتمزيق المنطقة، ولخلق موجة عداوات جديدة بين أبنائها ومكوناتها تمنع أو تعيق أي جهد لتوحيد طاقاتها، وهو الهدف نفسه الذي وجد من أجله “الكيان الصهيوني”، وتعمل لتحقيقة دول الغرب الاستعمارية.

وتقوم هذه الآلة الدعائية على تناسي أن تنظيم “بي يي دي”، ما هو إلا الفرع السوري من تنظيم “بي،كا، كا”، التركي الموسوم بالارهاب في كثير من دول العالم، وأن قيادات هذا الفرع السوري كلها أتية من التنظيم الأم ولا علاقة له بالمواطنين الأكراد السوريين،  كما تقوم هذه الآلة الاعلامية على التعمية على سياسة التهجير، والارهاب، والاعتقال، والتصفية الجسدية للعرب والكرد على السواء المعارضين لهذا المشروع التخريبي، وتدمير المحاصيل وتفريغ القرى ” السورية” من أهلها، وإحلال مجموعات كردية تستجلب من كل مكان، وما تقوم به سلطات هذه الميليشيات من تغيير في مناهج التعليم بما يتوافق وفكرهم العنصري الذي يعبث في الجغرافيا السورية، وفي التاريخ السوري، تغييرا وتزويرا.

 

مهم الانتباه هنا إلى حالة تشابك في التخادم بين كل الأطراف المتصارعة في سوريا دون استثناء، رغم أن بعضها يبدو في بعض الأحيان  أنه معارض بقوة ومتصارع بحزم مع  أطراف أخرى فيه.

 

ومهم الانتباه إلى أن شعار محاربة الإرهاب الذي ترفعه هذه الأطراف حظه من الحقيقة ضعيفا، واهيا، لأن تحديد “الإرهاب” بالنسبة لكل طرف مختلف. ولأن هناك تعاون وتخادم بين أطراف مختلفة من هذه الأطراف مع القوى الموصوفة بالارهاب.

فقط لنتذكر أن تضخم داعش وتحولها ل”كيان وقوة”، إنما تحقق بالتعاون مع الحكومة العراقية المدعومة من النظام الايراني زمن رئيس الوزراء نوري المالكي الذي سلم لها الموصل وما فيها وما يحيط بها تسليما من غير قتال، ولم يكن هذا جبنا أو خيانة، وإنما جاء وفق مخطط معتمد للتمكين لإيران وللتحالف الغربي المتجمع خلف شعار محاربة الارهاب  في دعم وجودهم في العراق، وفي استمرار تدمير هذا البلد، ولدعم عملياتهما في سوريا، وإيجاد المبرر لها.

نحن في مواجهة قسد “الغطاء الأمريكي المعتمد” في سوريا إنما نواجه بنية تنظيمية وقتالية، لا علاقة لها بالحراك الثوري السوري، أو بالثورة السورية، ولا علاقة لها بشعارات وحدة سوريا وطنا، ووحدة سورية مواطنة، ووجودها متعارض تعارضا جذريا مع مفهوم الأمن “الوطني / القومي”، لدول المنطقة، وهي حليف طبيعي للمشروع الصهيوني، ورديف له في الوجود والهدف.

وليس خطأ ولا من قبيل التضخيم القول: إن هذه الآلة الإعلامية الغربية والعربية الداعمة لقسد إنما هي تدعم أهداف “قسد”، أي أهداف الانفصالية العنصرية الكردية. وهذه الأهداف لا علاقة لها بمطالب المكون الكردي في سوريا، لأن مطالب هذا المكون هي مطالب الشعب والحراك الثوري السوري، وإذا وجد بعض التمايز للمطالب الكردية فإنها تتحقق في إطار وحدة سوريا الجغرافية، ووحدة المواطنة السورية، وترسيخ الهوية التاريخية للمجتمع السوري.

وبالنتيجة والجوهر فإن هذه الآلة الاعلامية تعمل ضد سوريا الواحدة٩ الموحدة، وضد الأمن والسلام في سوريا وفي دول محيطها الاقليمي الطبيعي.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى