تخبط الروس في أوكرنيا

العقيد / فهد جويد

موقف كييف في المفاوضات المحتملة مع روسيا واضح للغاية. وضع الجانب الأوكراني خطته التفاوضية ويتجه تدريجياً نحو تحقيقها خلافاً لروسيا التي تغير موقفها باستمرار وهذا ما فعلته بسورية في المسار التفاوضي، وحتى يومنا هذا فهي غير قادرة على الإجابة بوضوح عن السؤال الرئيسي حول أهداف العمليات العسكرية الخاصة في أوكرانيا وعن كيفية الانتصار في هذه الحرب. وما إنجازات الحيش الروسي التي يمكن الحديث عنها وسط الفوضى في ذهن القيادة الروسية؟ وفي هذا الشأن الأفضل للروس هو تحويل العمليات العسكرية الخاصة إلى مرحلة عمليات إنقاذ القوات الروسية.

تصريحات السلطات الروسية “حول استعدادها للمفاوضات دون شروط مسبقة” تأتي جنباً إلى جنب مع سلسلة من الإخفاقات في ساحة المعركة بمقاطعتي خاركيف وخيرسون الأوكرانيتين، ما يؤدي بدوره إلى زيادة عدم الاستقرار داخل روسيا ويطرح السؤال عن قدرة نظام الكرملين على البقاء.

والآن كل التصريحات الروسية بشأن محادثات سلام، وإن كانت بدون شروط مسبقة، تزيد إخفاق روسيا على الصعيد الدولي.

لقد فشلت محاولات روسيا لاستنزاف أوكرانيا فشلاً ذريعاً إذ وقف إلى جانب أوكرانيا حلف الناتو و54 دولة متقدمة مع صناعاتها العسكرية. كما تبددت كل الأماني الروسية في الترحيب بجيشها في الأراضي الأوكرانية بالزهور ودعم العالم الروسي وضعف القوات المسلحة الأوكرانية، وكما تحدث بوتين عن معركة ثلاث أيام وقبلها بسورية معركة ثلاث شهور وهو الآن مضى على وجودهم سبع سنين من الحرب والدماء والتشريد.

الوقت ليس في صالح موسكو، لقد هُزمت روسيا في حرب تقليدية استخدمت فيها تكتيكات الإبادة الجماعية والتدمير الشامل للمرافق المدنية، ودخلت حالياً مرحلة جديدة باستخدام أساليب جديدة. ويمكن للغرب بسهولة تحييد نوايا بوتين ومنعه من شن حرب كبيرة جديدة في قلب أوروبا، وكما ذكر الأمين العام لحلف الناتو أنه لا يمكن حل النزاع الروسي الأوكراني إلا في ساحة المعركة، هذا يعني الناتو مستمر في المعركة حتى كسر الروس.

بالمقابل يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ مع نظيره الأمريكي جو بايدن على هامش قمة مجموعة العشرين بينما تقف روسيا على عتبة الانهيار الاستراتيجي التي قد تفوق كارثة التسعينيات. وفي ظل هذه الظروف لا تهتم الصين بالشراكة مع روسيا إلا بالموارد الروسية فقط.

دائماً ما اتسمت الصين بالحكمة والبراغماتية في مزاولة سياستها الخارجية، حالياً لا تعتبر روسيا التي تخوض حروب في سورية وأوكرانيا شريكاً متساوياً لبكين بسبب ضعفها والمشاكل الكثيرة غير المسبوقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى