ما دوافع تركيا من تطبيع العلاقات مع حكومة دمشق؟

بهاء الدين عياد

الانتخابات الرئاسية التركية القريبة سرّعت خطوات أنقرة نحو ترميم علاقاتها بالدول العربية وأردوغان يتحرك نحو سوريا تحت ضغط أزمة اللاجئين.

تصر تركيا بين الحين والآخر على توجيه رسائل واضحة إلى كل اللاعبين الإقليميين والدوليين على الأراضي السورية، فضلاً عن الفاعلين المحليين في المشهد السوري، وأبرزهم الأكراد السوريون خصم أنقرة اللدود في الداخل والخارج، حيث الحدود المشتركة لتركيا مع الشمال السوري ذي الغالبية الكردية والتوغل العسكري التركي في تلك المنطقة منذ سنوات.

وجاءت تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، في شأن نية بلاده نقل العلاقات مع سوريا من المستوى الاستخباراتي إلى الدبلوماسي لتميط اللثام عن تعمق قنوات الاتصال القائمة بين دمشق وأنقرة، لكنها في الوقت نفسه أهالت مزيداً من الغموض على موقف أنقرة من مسألة بقاء القوات الأميركية في سوريا أو انسحابها، ومصير التمدد التركي في الشمال السوري، بينما تواصل السلطات التركية إعادة آلاف اللاجئين السوريين قسراً إلى بلدهم الممزق بعد أن يزيد على عقد من الحرب الأهلية والتدخل العسكري الإقليمي والدولي، وفق تقارير منظمات حقوقية دولية.

ووسط خريطة متغيرة لمناطق النفوذ التركي في الشمال السوري وتحذيرات قوات سوريا الديمقراطية “قسد” ذات الغالبية الكردية لحكومة دمشق من خطورة خطوة التطبيع مع نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رأى بعض المراقبين أن التقارب بين أنقرة ودمشق هدفه “إحكام قبضة الطرفين على (قسد) بهدف دفعها إلى القبول بتنازلات للطرفين”، بينما يعتقد بعضهم أن أردوغان يواصل مساعيه لـ”تخفيف حدة التوترات مع محيطه الإقليمي”، وصولاً إلى تطبيع مجمل علاقاته في الدائرة العربية أو مجرد الترويج لذلك كورقة انتخابية مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي في تركيا بعد عدة أشهر.

فيما يؤكد آخرون أن ما يشهده الشمال السوري مجرد “انتهازية سياسية” يسعى من خلالها الجانب التركي إلى ملء أي فراغ أو تنفيذ أي أدوار ترتبط بمستقبل الوجود العسكري الروسي والأميركي في شمال سوريا، في وقت يتعرض فيه النفوذ الإيراني أيضاً إلى غارات إسرائيلية متتالية على مدار الأشهر الماضية.

ورقة انتخابية

يرى الباحث التركي المتخصص في العلاقات الدولية طه عودة أوغلو أن تصريحات وزير الخارجية التركي في شأن عودة التواصل مع النظام السوري لتطبيع العلاقات بين البلدين، “ليست بالجديدة، لكنها متكررة، جاءت بعد أسابيع من حديث أردوغان عن ضرورة تفعيل التواصل مع دمشق، وفي الوقت نفسه تبعتها تصريحات الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين بأنه لا توجد في الوقت الراهن أرضية لتطبيع العلاقات”.

وقال عودة أوغلو في حديثه إلى “اندبندنت عربية”، إن مثل هذا الخطاب التركي إزاء دمشق هدفه “كسب الشارع التركي، وقطع الطريق على المعارضة التركية التي استخدمت ورقة السوريين في الماضي للضغط على الحكومة، وتأليب الشارع ضد أردوغان، لذا انتهجت حكومة العدالة والتنمية سياسة مختلفة تماماً نحو تصفير المشكلات وكسب الأصدقاء، وآخر محطة في هذا التحرك كانت مع دمشق”.

ووفق الباحث التركي فإن النظام السوري وأنقرة “لا يرغبان في تطبيع كامل، فحكومة حزب العدالة والتنمية التركي تسعى حالياً إلى تجاوز مرحلة الانتخابات، حتى تستطيع التفرغ لقضايا أخرى، وهناك حالة من الريبة والشك من جانب دمشق في نيات الحكومة التركية، ونتائج الانتخابات التي ستجرى الصيف المقبل”.

ويعتقد عودة أوغلو أن الطرفين “يحاولان إبطاء مسار التطبيع انتظاراً لمن سيقود تركيا في المرحلة المقبلة، والقاسم المشترك الذي جمع أنقرة مع دمشق هو مكافحة الإرهاب، وما يقلق أنقرة في الفترة الحالية موضوع عناصر حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية، والموضوع الأهم إعادة اللاجئين”، مشيراً إلى أن هناك خطة طرحها الرئيس التركي قبل عدة أشهر بإعادة مليون لاجئ سوري، وفي حال نجاح أنقرة في التواصل مع دمشق عبر القنوات الاستخباراتية لإيجاد حل لمشكلة اللاجئين “سوف تخدم الحزب الحاكم في تركيا، وستكون ورقته الرابحة في الانتخابات المقبلة”.

سعت أنقرة أخيراً إلى تبني مقاربة جديدة لسياستها المعروفة “تصفير المشكلات” مع دول الجوار، بعد سنوات من توتر علاقات تركيا بمحيطها الإقليمي على خلفية الأزمات في سوريا وليبيا والعراق، فضلاً عن موقفها الرافض إطاحة جماعة الإخوان من السلطة في مصر عام 2013، وتوتر علاقاتها مع بعض الدول الخليجية، لكن الرئيس التركي تحرك خلال العام الحالي لفتح صفحة جديدة مع الدول العربية، بخاصة بعد زيارته إلى الإمارات في فبراير (شباط) الماضي بعد سنوات من القطيعة الدبلوماسية.

ضغط إيراني وروسي

وبدوره، يرى الباحث المصري المتخصص في الشأن التركي، كرم سعيد، أن هناك جملة من المؤشرات تلمح إلى تصاعد فرص التقارب بين أنقرة ودمشق، أبرزها التصريحات الإيجابية بين البلدين، بخاصة بعد أن قال الرئيس التركي قبل عدة أسابيع إنه كان مستعداً للقاء بشار الأسد على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند، لو أن الأخير حضر القمة.

ولفت سعيد إلى أن هناك ضغوطاً على أنقرة تدفعها نحو التقارب مع دمشق، مارستها كل من إيران وروسيا الداعمتين للنظام السوري، بخاصة مع انشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا، والملفات العالقة الكبيرة لإيران مع القوى الغربية، ومن ثم تسعى طهران وموسكو إلى تأمين نفوذهما في سوريا بعيداً من الجدل والاستقطاب مع الغرب، عبر تشجيع التقارب بين تركيا وسوريا.

وفي شأن الدوافع التركية لخطوة التطبيع مع دمشق أشار الباحث إلى أنه “من المنظور التركي هناك دوافع لهذا التقارب تتمثل في حرص تركيا على وأد النزعات الانفصالية، وقطع أواصر العلاقة بين الكيانات الكردية في شمال سوريا والعراق، وكسب مساحة أكبر للحركة في سوريا بملف التخلص من أزمة اللاجئين التي باتت عبئاً على النظام التركي، وأصبحت تلك الأزمة ورقة رابحة في يد المعارضة التركية”.

ووفق سعيد، “استطاعت تركيا أن تغير بورقة اللاجئين موازين المعادلة السياسية في الشارع التركي المتذمر بسبب أزمة اللاجئين السوريين، مما يعطي أريحية للنظام التركي للتخلص من هذه الورقة الضاغطة، ونقلهم إلى مناطق الشمال السوري والقرى والمدن التي جرى بناؤها في هذه المناطق، والتقارب مع دمشق يسمح بتطوير أكبر للعلاقات مع روسيا في هذا التوقيت، بعد أن طرح الرئيس الروسي قبل أسبوعين مبادرة تحويل تركيا إلى مركز للغاز الطبيعي ونقل الغاز الروسي إلى أوروبا، وتركيا في حاجة إلى تحقيق مكسب خارجي لتأمين حظوظ أردوغان في الانتخابات المقبلة، وربما تجسير الفجوة مع الدول العربية الساعية لعودة سوريا في الجامعة العربية، بخاصة مع قطع شوط كبير لحلحلة القضايا الخلافية مع تلك البلدان في الفترة الماضية”.

في مايو (أيار) الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه يعتزم إعادة توطين مليون لاجئ في شمال سوريا، في مناطق لا تسيطر عليها حكومة دمشق، رغم أن سوريا لا تزال غير آمنة لعودة اللاجئين، وذلك وسط ارتفاع أصوات المعارضة التركية بحل مشكلة اللاجئين السوريين في البلاد.

نظرة براغماتية

وتقول المحللة الأميركية المتخصصة في شؤون الأمن القومي إيرينا تسوكرمان في تصريح خاص، “لقد أثبت أردوغان أنه بارع في الانتهازية السياسية، ومرن تجاه الواقع الأكبر من حوله، بينما يساعد أيضاً في تشكيل هذا الواقع ليناسب حاجاته السياسية الخاصة أكثر من حاجات تركيا. تنعكس هذه النظرة البراغماتية في استعداده لدعم عدوه القديم الرئيس السوري الأسد بشكل علني حتى مع استمرار تركيا في الحضور وتعزيز وجودها في إدلب، ودعم الميليشيات وحتى عناصر القاعدة المتجولة في المنطقة”.

واعتبر أردوغان الأسد خصماً وتهديداً، وقضى سنوات كذلك بعد الأعمال العدائية المباشرة للحرب الأهلية التي تتحدى وحدة أراضي سوريا. وبحسب تسوكرمان كان ادعاء أردوغان باستمرار أن الحكم الذاتي الكردي في روجافا (شمال شرقي سوريا)، بقيادة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، “تهديد محتمل للأمن القومي التركي، معرباً دوماً عن قلقه في شأن الاتصال الإقليمي المحتمل بين الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا والمنطقة التركية الطرفية التي يسكنها الأكراد في تركيا بشكل كبير. ومع ذلك، فقد تجاوزت هذه الأعذار أي واقع عملي منذ فترة طويلة، نظراً إلى أن المجتمع الكردي في سوريا قد جرى تعطيله وتفكيكه منذ فترة طويلة من قبل الميليشيات المدعومة من تركيا، بينما الوجود الأميركي في المنطقة يركز في الغالب على دعم قوات سوريا الديمقراطية ضد فلول (داعش) والجماعات الإرهابية الأخرى، دون تحدي تركيا بنشاط في أي قضية معينة”.

وأعربت المتحدثة ذاتها عن اعتقادها أن جهود “التطبيع” وإعادة دمج الأسد في الجامعة العربية سبقت تحرك أردوغان، وعكست استعداد مختلف الأطراف للاعتراف بأن الأسد من غير المرجح أن يرحل، وأنه لا يوجد بديل جاهز، بينما تدعي تركيا أنها تحارب التوسع الإرهابي، وتسعى بشكل متزايد إلى الشرعية والاعتراف الدولي بدورها على رغم مشاركتها في انتهاكات حقوق الإنسان ضد الأكراد، وعقدها صفقات مع مجموعات مسلحة متنوعة، واتهامها بتسهيل توفير غطاء لـ”داعش”.

ووفق تسوكرمان، “قد يمنح التطبيع مع دمشق تركيا غطاءً لسياساتها المريبة في سوريا، ويقربها خطوة واحدة من التفاوض على وجود عسكري دائم هناك مع تعويض النفوذ الأميركي. أما الولايات المتحدة التي لا تزال حذرة إزاء مختلف الفصائل الإرهابية، كانت مترددة في اتهام تركيا بإثارة مناخ أيديولوجي متطرف والمساهمة في المشكلة التي يتعين على القوات الأميركية الآن معالجتها إن لم يكن حلها، ويرجع ذلك جزئياً إلى علاقات تركيا المعقدة مع روسيا”.

ترسيخ الوجود التركي في سوريا

دعا تحليل كتبته الناشطة السورية هديل عويل في مجلة “ناشيونال إنترست” الأميركية، واشنطن، إلى تغيير سياستها في سوريا عقب نية أنقرة تطبيع علاقاتها مع دمشق، معتبرة أن الهدف الرئيس لتركيا من التطبيع إقامة ائتلاف مع دمشق وموسكو وطهران، يمنع قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على ثلث البلاد، لافتة إلى أن التطبيع مع الأسد يحدث من دون موافقة واشنطن، ويتيح للدول الإقليمية تبني استراتيجية جديدة، ليس من مصلحة أميركا أن لا يكون لها قول فيه، بينما حذر مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية الحكومة السورية من خطورة خطوة التطبيع الشامل مع أنقرة.

ومن جهتها، اعتبرت ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في مصر ليلى موسى أن هدف أنقرة من التطبيع “ترسيخ وجودها في شمال سوريا”، موضحة في تصريحات إلى “اندبندنت عربية”، أن حكومة العدالة والتنمية “تمر بمرحلة تاريخية حساسة ومفصلية، حيث إنها مقبلة على الانتخابات التي ستتحدد بموجبها مصيرها ومستقبلها، في الوقت الذي تعاني فيه أزمات داخلية متفاقمة، ومن أجل التغطية على أزماتها الداخلية تصدرها عبر تدخلاتها الخارجية”.

وأضافت موسى، “استراتيجية التدخل هذه تسببت لها بأزمات كثيرة وقطعية مع محيطها الإقليمي، وحتى الدولي، لذا حتى تحافظ على بقائها في سدة الحكم تسعى جاهدة إلى الانفتاح مع محيطها الإقليمي، وإعادة التطبيع مع دول التي تعيش معها أزمات حقيقية، بسبب تدخلاتها السافرة في شؤونها الداخلية عبر أدواتها من الإسلامويين. وهذا ما تسعى إليه عبر الانفتاح مع سلطة دمشق، بحيث يحقق لها الحفاظ على مكتسباتها التي حققتها في سوريا وتثبيت احتلالاتها المباشرة أو عبر التنظيمات الإسلاموية المتطرفة والمقايضات التي تمت وفق مخرجات سوتشي وأستانا”.

وأعربت القيادية بمجلس سوريا الديمقراطية عن اعتقادها بأن “عمليات التطبيع ما بين سلطتي دمشق وأنقرة هي استكمال لتنفيذ تلك المخرجات، وترسيخ للاحتلال التركي وتقسيم سوريا، واستمرارية الإرهاب والتطرف أخيراً شاهدنا كيف جرى تسليم المناطق لجبهة النصرة المدرجة على لوائح الإرهاب”، داعية “سلطة دمشق إلى الضمان والحفاظ على وحدة الجغرافية السورية وإنهاء الاحتلالات من خلال الانفتاح على الإدارة الذاتية وباقي مكونات المجتمع السوري عبر إجراء حوار شفاف والتخلي عن الذهنية الإقصائية بما يسهم في تحقيق الاستقرار والأمن وإنهاء الأزمة السورية طالما شكلت استمراريتها بيئة خصبة للتدخلات الخارجية واستمرارية وتقوية وتنشيط وتجذير الإرهاب”، على حد وصفها.

تسوية دبلوماسية معقدة

ورأت المحللة الأميركية أن تسوية القضايا مع الأسد تسهل وجود تركيا من وجهة نظر عملية، وكذلك سياسية، من حيث إن هناك أعداءً أقل يمكن التلاعب بهم. وبينما كانت الولايات المتحدة وروسيا منشغلتين بالحرب في أوكرانيا، تقول تسوكرمان إن “أردوغان رأى فرصة لإجراء مزيد من العمليات في الشمال التي دانتها إلى حد كبير جهات فاعلة أخرى. لقد أراد اغتنام الفرصة لملاحقة قوات سوريا الديمقراطية، لكن روسيا دفعت تركيا إلى لعب دور وساطة دولية أكبر في صفقة الحبوب عبر البحر الأسود والتواصل الدبلوماسي الآخر المرتبط بالطرف الأوكراني مقابل جعل أردوغان يوافق على بذل جهد والتباحث مع دمشق، بمعنى آخر، هناك تسوية دبلوماسية معقدة مستمرة، كما أن نفوذ تركيا داخل (الناتو) آخذ في التوسع بفضل التعامل المزدوج مع روسيا وأدوارها كوسيط في ضوء المصالح الأوروبية والأميركية في أوكرانيا، بينما تستفيد روسيا من كسب أردوغان لتسوية الخلاف مع الأسد، بالتالي منع مزيد من إضعاف مواقفها في سوريا”.

وتابعت، “واشنطن ليست مهتمة بشكل خاص ببدء نزاع كبير مع تركيا حول سوريا، بخاصة أن هناك بالفعل ضجيجاً في الكونغرس في شأن بيع مقاتلات (أف 16) لتركيا، نظراً إلى مبادراتها العدوانية ضد اليونان. وتركيا تنتظر لترى كيف تهب الرياح مع انتخابات التجديد النصفي الأميركية، والحرب في أوكرانيا، وإشارات أخرى من المجتمع الدولي، لذا فإن تقارب أنقرة نحو دمشق ليس ضماناً لأي استراتيجية أو مسار عمل معين بقدر ما هو ضمان لأردوغان مرة أخرى، وكما هو الحال في أفعاله، بخاصة في الآونة الأخيرة، يحاول اللعب مع جميع الأطراف لصالحه، فقد عقد محادثات مطولة مع دول الخليج المختلفة، لكن محادثاته مع مصر في شأن ليبيا على وجه الخصوص تنهار، وقد رفض طرد حماس من تركيا كما طالبت إسرائيل مقابل استمرار التطبيع، بعد أن ضمنت بالفعل عودة السفراء. يجب أن ينظر إلى الرقص مع روسيا والأسد والولايات المتحدة في الضوء نفسه”.

وفي الأخير، تعتقد تسوكرمان أنه “لا يمكن الوثوق بأردوغان لدعم أي موقف معين بشكل كامل، ومن المرجح أن يناور على المدى القصير ليرى ما يمكن أن يخرجه من المجتمع الدولي بأقل قدر ممكن من الالتزام”.

تقارب بطيء مع مصر

وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام وصفحات تابعة لجماعة الإخوان في تركيا أن سلطات أنقرة اعتقلت 34 من أعضاء جماعة الإخوان الذين حرضوا على احتجاجات في مصر يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كما أوقفت بعض البرامج التلفزيونية في خطوة وصفها مراقبون بأنها “جادة” في عملية تطبيع العلاقات مع القاهرة على رغم التقدم البطيء في مسار تحسن العلاقات بين الجانبين، وذلك تزامناً مع إعلان وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي أجرى مباحثات مع نائب وزير البيئة التركي، الأربعاء الماضي التاسع من نوفمبر الحالي على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في شرم الشيخ، في تصريحات متلفزة قبل أسبوعين إنه لم يتم استئناف مسار المباحثات مع تركيا “لأنه لم تطرأ تغيرات في إطار الممارسات من قبل أنقرة”، لافتاً إلى توقف جولات المباحثات الاستكشافية التي شملت جولتين في أنقرة والقاهرة العام الماضي.

ومن جهته، قال القائم بأعمال السفير التركي لدى القاهرة صالح موتلو شان إن السنوات الثلاث الماضية شهدت جهوداً كبيرة في تطوير علاقات بلاده السياسية مع مصر، مؤكداً ثقته في عودة العلاقات بين أنقرة والقاهرة إلى حالتها الطبيعية في القريب العاجل.

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى