سورية: في “أكاديمية الإسلام الديمقراطي”… “قسد” تدرّس الشريعة الإسلامية برعاية أوجلان

وائل عصام

أعلنت “الإدارة الذاتية” الكردية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، عن تخريج أول دفعة طلابية من “أكاديمية الإسلام الديمقراطي”، في القامشلي، وسط انتقادات لإلصاق مصطلحات لحزب العمال الكردستاني بالدين الإسلامي خدمة لأجندات سياسية كردية، مثل إقحام مقولة زعيم حزب “العمال” الكردستاني عبد الله أوجلان في شعار الأكاديمية (الدين ذاكرة المجتمع)، رغم تبنيه الفكر الماركسي.
ونشرت وسائل إعلام تابعة لـ “قسد” مقطعاً مصوراً لحفل تخريج 51 طالبة وطالباً، أقيم في مدينة القامشلي في ريف الحسكة.
وفي كلمة له خلال الحفل، عبّر الرئيس المشترك لـ “المؤتمر الإسلامي الديمقراطي” محمد الغرزاني، عن سعادته لتخريج الطلبة الذين تربوا على منهاج الإسلام الديمقراطي، معتبراً: أن “منهاج الأكاديمية يعود بالإسلام وبالأديان إلى منابعها”.
وأضاف الغرزاني أنه في السنوات الأخيرة ظهرت توجهات مختلفة بين المسلمين، وقال: “سعينا إلى إنجاز عمل يستفيد منه أبناء شعبنا، لذلك ارتأينا تأسيس مؤسسات إسلامية جديدة، ليست مثل المؤسسات السابقة، وقد أضفنا صفة “الديمقراطية” إلى اسم الأكاديمية، بهدف خلق أجواء تقبّل الآخر بين الناس، ولا توجد في الأكاديمية أية نشاطات سياسية، بل إن الأكاديمية تختص بالنشاط الثقافي، حيث يتقبّل المعلمون آراء بعضهم البعض مهما كانت هذه الآراء مختلفة”.
وتابع: “يقوم فكر الإسلام الديمقراطي على مبدأ حرية الإنسان، على سبيل المثال، إذا كنت أعبد الله، وأنت تعبد الله، وكان إلهنا واحداً فهذا يعني أنه لا فرق بيننا، ولدينا الحقوق نفسها، وما يحق لي يحق لك أيضاً”.
واعتبر الغرزاني أن الأولوية الرئيسة والأساسية للأكاديمية هي بناء أخلاق المجتمع، مما يتيح للناس العيش بشكل مشترك رغم الاختلاف في وجهات النظر وفي المعتقدات. وقال أيضاً: “عندما يتم ضمان وحماية حقوق الإنسان يمكن بناء أخلاقهم أيضاً بسهولة، أي عندما يكون الجميع متساوين في الحقوق”.
وأسست “قسد” الأكاديمية في عام 2018، بعد عقدها مؤتمر ” المجتمع الإسلامي الديمقراطي” في شمال شرق سوريا، حيث انبثقت عنه “أكاديمية الإسلام الديمقراطي” و”مركز بحوث العقائد والأديان” في القامشلي.
وتتهم مصادر من المعارضة السورية “قسد” بتدريس مواد “مضللة” في الأكاديمية، التي تدرس التاريخ العام، والعلوم الإسلامية كالفقه وأصوله، وعلوم الحديث، وعلوم القرآن، مع الأدب الكردي والأدب العربي، والمناهج باللغتين الكردية والعربية.
وتقول “هيئة المناصحة الوطنية” التابعة للمعارضة السورية، إن “مستوى التعليم في الأكاديمية متدنٍ، ولا يشترط سوى الشهادة الإعدادية ليتخرج في الأكاديمية بعد أربع سنوات فقط أئمة ومشايخ وخطباء يعتلون المنابر”.
وتضيف الهيئة في ورقة بحثية اطلعت عليها “القدس العربي” أنه “من الواضح استخدام مصطلحات لها دلالاتها الحزبية، ما يؤكد أن الهدف من الأكاديمية التستر على الأهداف الحقيقية بشرعنة ممارسات الإدارة الذاتية، وما يحصل هو تزوير لمبادئ الإسلام ولرسالته، من أجل استخدام الدين بعد تأطيره في مؤسسة لتوطيد فكر الحزب وسيطرته في المناطق الخاضعة له حسب ورقة المعارضة السورية”.
وتضيف أنه “لا يُخفي أتباع الحزب ولا إعلامه تبني أيديولوجيات حزب العمال الكردستاني وما يسمونها “فلسفة آبو أوجلان” فيدعي رعاة الأكاديمية أن أوجلان طرح فلسفة الإسلام الديمقراطي خطوة لإعادة تصحيح الإسلام بعد تشويهه وتحويله إلى إسلام سياسي مرتبط بالسلطة والحكم”.
وفي إطار الانتقادات، كتبت ديمة وهي مدونة سورية “إسلام يوافق نهج ميليشيا قسد القنديلية التي يحكمها حزب العمال الكردستاني الماركسي الفكر، يعني إلحادي بحت، ومناهج قسد مجموعة من التناقضات، مثلاً يركزون على حرية المرأة بينما يخطفون القاصرات الكرديات لتجنيدهن في جبال قنديل ضمن معسكرات مغلقة مختلطة، ويمارسون على العرب السنة التغيير الديموغرافي والديني”. أما السورية فاطمة عبد الباقي، فقالت للمنتقدين “كمان عندكم القبيسيات، يعني القبيسيات أفضل؟”، وذلك في إشارة منها إلى حركة “القبيسيات” الصوفية النسوية المتحالفة مع الحكومة السورية، والتي تنشط في دمشق ومراكز المدن السورية بإشراف السلطات.

المصدر: القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى