سمحت هيئة تحرير الشام بعودة سينما الزهراء في مدينة إدلب إلى العمل بعد توقف دام لأكثر من 20 عاماً، وهو ما أثار غضب السلفيين المناهضين لتحرير الشام التي اتهموها بإشاعة الفاحشة، ونشر الرذيلة والكفر في أوساط المجتمع المحلي خدمة لمشروعها الذي تزعم أنه في انفتاح واعتدال متصاعدين.
والسينما التي أعيد افتتاحها في مدينة إدلب تأسست في خمسينيات القرن الماضي باسم سينما “فؤاد”، وتحول اسمها في ما بعد إلى سينما “الزهراء”، قبل أن يغلقها أصحابها الأصليين عام 2000. ومع بداية العام 2022 بدأت عمليات ترميمها بعدما استأجرها أحد المستثمرين في إدلب وأسماها القصر الملكي. ومنذ بداية تشرين الأول/أكتوبر، فتحت السينما أبوابها بشكل تجريبي وليوم واحد من كل أسبوع يتم خلاله عرض مجموعة من الأفلام المتنوعة.
وقال مصدر سلفي مناهض لتحرير الشام ل”المدن”، إن “إدلب التي يحكمها اليوم أبو محمد الجولاني باتت أكثر بعداً عن الإسلام، فمن السماح للجمعيات النسوية ومكاتب دعم المرأة بالعمل واستنساخ مناهج حزب البعث، إلى إيقاف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعطيل دور الحسبة، وملاحقة المهاجرين وطردهم، وصولاً إلى افتتاح الكنائس وصالات السينما، وما زالت أقنعة الجولاني وتنظيمه تتساقط”، مضيفاً “لن يرضى عنه الغرب مهما فعل وقدم من تنازلات، وروج للانفتاح والاعتدال المزيف”.
وتابع المصدر: “سابقاً كان شعار تحكيم الشريعة من الشعارات التي يسوق بها الجولاني نفسه، أما اليوم فالشعارات تغيرت خدمة لمشروعه”، معتبراً أن “سياسة الجولاني تشجع النساء على التبرج وارتياد صالات السينما والأسواق بكامل زينتهن، وتسمح بالكفر كما حصل في دركوش في ريف إدلب قبل أيام خلال احتفالات ما يسمى بعيد المولد النبوي”.
ويؤكد المصدر أن “أحداً من القادة في تحرير الشام لن يجرؤ على إغلاق صالة السينما الجديدة في إدلب، ولا حتى توجيه الانتقادات للقيادة وحكومة الإنقاذ التي منحت الترخيص، فالجولاني خلال هذه المرحلة لا يحتاج شرعاً أو ديناً أو أحداً ليقول حرام أو حلال، ولو حتى كان ترقيعاً، إنما يحتاج ضباطاً ومجندين ينفذون الأوامر بهز الرأس”.
وتشكل انتقادات السلفيين المتشددين ضغطاً لا يُستهان به بالنسبة لتحرير الشام التي اضطرت أكثر من مرة إلى متابعة القضايا التي يثيرونها في مواقع التواصل الاجتماعي.وتكرر إغلاق تحرير الشام لمنشآت ترفيهية ومحال تبيع التبغ ومستلزمات النرجيلة في إدلب وريفها، بعضها موجه لخدمة الزبائن من النساء، وذلك بسبب تناقل السلفيين لصورها وانتقادهم لها بسبب “الاتجار بالمحرمات”.
وقال المنشق السابق عن تحرير الشام أبو حمزة الكردي على “تلغرام: “قضيتنا ليست تصوير محال بيع النرجيلة، أو صالة سينما أو منظمة نسوية تضلل النساء وتفسدهم لتحريك الجموع الصادقة لإغلاقها، فهذه خطوة من خطوات الدعوة إلى الله، إنما قضيتنا الرئيسية فضح وكشف الجولاني الذي سمح بتفشي هذه المحرمات في المنطقة، وسمح لها بالتمدد ليشغل بها الدعاة والمجاهدين والناس عن الدعوة والتعليم والجهاد وإصلاح الأمة والتحرير وطرد الغزاة ومحاسبة المجرمين”.
وكان آخر ظهور لزعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني في 29 تشرين الأول/أكتوبر، وذلك خلال اجتماع لمجلس الشورى العام في إدلب، بهدف معالجة أزمة التعليم وإغلاق المدارس بسبب غياب الدعم، وظهور الجولاني كان بمثابة الرد المباشر على السلفيين المناهضين الذين اتهموه بإغلاق المدارس وصرف الأموال التي تسرق من جيوب السوريين على صالات السينما وإنشاء الساحات والحدائق ونصب أعمدة الانارة.
المصدر: المدن