يُصر نظام المقتلة الأسدية، نظام الفاشيست الطغياني السوري في الرد على طريقته العدوانية ضد الشعب السوري في محافظة إدلب والشمال السوري بكليته، هذا الرد المفترض أن يكون على كل من يقصف ويتعرض له في مطار ي حلب أو دمشق، أو خارجهما من قبل بالطبع آلة العدوان العسكري الإسرائيلي، وهي التي داومت على استباحة الأرض السورية منذ سنوات طوال، النظام السوري وهو الصامت والغائب عن كل المقتلة والإبادة التي يتعرض لها أهل قطاع غزة برمته، لا يرد على إسرائيل لكنه دائمًا ما يقول أنه مع الاحتفاظ بحقه ، حيث لا نعلم إلى متى، بينما يسارع فورًا للرد الآخر ضد المدنيين السوريين المهجرين قسرًا إلى الشمال السوري على يديه الآثمتين من ريف دمشق أو درعا أو حمص أو حماة وبعض ريف إدلب وسواه ..وكأنه يريد القول وبكل صراحة ووضوح أن لا عدو له سوى الشعب السوري المناهض له ولسلطاته القمعية، وأن كل ترسانة السلاح الروسي الحديث والجيوش التي بناها عبر خمسين سنة خلت كانت مجهزة وجاهزة وحاضرة بدون غياب من أجل قتل السوريين، وليس ضد الاحتلال الصهيوني، هذا النظام الاستبدادي الذي أطنب آذاننا منذ خمسين سنة بشعاراته المتهالكة والخشبية التي تنادي بتحرير فلسطين والجولان وجنوب لبنان، كما هي عادة كل مكونات دول الممانعة والمقاومة المفترضة.
ولقد أثبتت الحرب العدوانية على غزة اليوم، وهذا الاستهداف الهمجي (المعولم) ضد شعب وأهل قطاع غزة، أن النظام الرسمي العربي برمته، ومنه بالضرورة نظام دول الممانعة والمقاومة المزعومة، لم يكن أبدًا ضمن استراتيجياته ولا تكتيكاته أيضًا أي خطة تحرير للأراضي العربية المحتلة من قبل إسرائيل، وهو لم يكن مستعد أبدًا لخوض أي حرب في مواجهة الطغيان الصهيوني ولا في مواجهة مشروعه الاستعماري الاستيطاني، الذي أكل الأخضر واليابس، ثم دك كل حصون العرب والمسلمين، دون أي إمكانية أو قدرة على مواجهته أو حتى إدانته.
إدلب اليوم أضحت ذلك المكان المستهدف من قبل حلف الممانعة، الذي يفرغ فيها نظام العصابة الأسدي كل أحقاده، بل وكل همجيته، وهو ما انفك يمارس التهجير القسري والقتل دون التفكير بأي رد جدي على عدو الأمة الأساسي وعلى كل ممارسات إسرائيل المتواصلة منذ أكثر من خمس سنوات مضت، مستبيحة جل الجغرافيا السورية قصفًا وتدميرًا للكثير من أماكن تواجد الميليشيا الاحتلالية الإيرانية. كما أن رأس وقادة دول (المقاومة والممانعة) في طهران ما برحوا يتمسكون بما أسموه (الصبر الاستراتيجي) بلا أدنى تفكير حتى، بالرد على إسرائيل مباشرة، وهم يكتفون بردود من أدواتهم التابعة في حزب الله اللبناني أو عبر الحوثيين أو الحشد الشعبي العراقي، الذي يدعي أنه يريد أن يهاجم إسرائيل من جبهة الأردن ويتناسى أن هناك جبهة مفترضة وصديقة لهم في الجولان، أو جبهة أخرى يسيطر عليها شريكه بالعمالة لإيران وهو ميليشيا حزب الله اللبناني.
لكن حقيقة المشهد والواقع فتشير إلى سقوط كل شعارات وتمظهرات ورايات دول الممانعة على صخرة صمود أهل غزة، بعد أن ترك محور دول الممانعة شعب غزة يلاقي الموت بعشرات الآلاف من أهله، بالتساوق مع التهجير القسري وتدمير أكثر من 80 بالمئة من البنية التحتية لقطاع غزة. بينما يبقى شعار وحدة الساحات أكذوبة كبرى طالما رفعها نظام طهران/ الملالي من أجل حفظ ماء الوجه، هذا إن بقي فيه من ماء، ومن ثم استخدام الأدوات التابعة لطهران دون الدخول في الحرب بشكل مباشر، بل الاكتفاء بالصمت الاستراتيجي وإفساح المجال نحو حروب صغيرة شكلانية كحرب العواميد في لبنان التي يقوم بها حسن نصر الله وميليشياته، أو حرب صواريخ الألاعيب النارية لدى الحوثيين في اليمن، أو حرب المخدرات والكبتاغون، على حدود الأردن التي ينفذها حزب الله مع الحشد الشعبي العراقي، وطبعا برعاية من النظام الكبتاغوني الأسدي الذي حاز على لقب ملك الكبتاغون العالمي باسم رئيسه بشار الأسد.
إن العدوان الإسرائيلي المستمر والمتواصل على قطاع غزة، وعدوان الأسد وميليشياته وتوابعه على إدلب يترك الانطباع الواضح بأن العدو واحد، والاستهداف أيضًا، وأن نظم الطغيان الفاشيستي في طهران ودمشق وما يشبههما مازال يمسك نفسه عن الغوص أتون الدخول ضمن أي حرب جديدة مع إسرائيل أو أميركا، لأنها ليست حربهم إذ لم تكن إسرائيل يومًا عدوة لهم ولا هم كانوا أعداء جديين لهذه النظم، بل كانوا ولايزالون أدوات هزيلة، ونظم وظيفية ينفذون أجندات إسرائيل وأميركا، وليست إسرائيل عدوة لهم بل هي من ساهمت ومازالت في حماية نظام بشار الأسد من السقوط، وهي التي تعاونت مع نظام الملالي في طهران إبان فضيحة الأسلحة المهربة إلى طهران من إسرائيل، وأعني هنا فضيحة( إيران غيت ) في ثمانينات القرن الفائت، أيام حرب الثماني سنوات بين بغداد وطهران، والتي تجرع الخميني حينها كأس السم كما قال بعد أن اضطر إلى التوقيع على قرار وقف إطلاق النار بعد هزيمة مدوية للإيرانيين أمام قوة الجيش العراقي، وإسرائيل مازالت تلاعب المليشيا الإيرانية كي يستمر الصراع الوهمي بينهما وهي تدرك تمامًا مدى مصداقية إيران ونظام بشار الأسد في تعهداتهم الضمنية لحفظ ما يسمى بالأمن القومي الإسرائيلي على مدى عقود وعقود، ولعل الجميع يدرك ويلاحظ أن أكثر الجبهات مع إسرائيل كانت آمنة وملتزمة بوقف إطلاق النار وفض الاشتباك الموقع عام 1974 كانت جبهة الجولان السوري التي حفظها الأب حافظ الأسد، وتابع المسيرة ابنه بشار الأسد، حيث وافقت على توريثه بعد موت أبيه الإدارة الأميركية، يوم أتت إليه وزيرة الخارجية الأميركية في حينها (مادلين أولبرايت) وأمَّنت على تسليمه السلطة بعد موت أبيه عام 2000.
المصدر: موقع المجلس العسكري السوري