تركيا تفتح شرايين مناطق الاقتتال في ريف حلب

عاد طريق اعزاز- عفرين بريف حلب للعمل الثلاثاء 18 من تشرين الأول، بعد أيام على انقطاعه وإغلاقه نتيجة الاشتباكات والاقتتال بين فصائل معارضة شمال غربي سوريا، التي توقفت مع تدخل تركي غير مباشر عبر بعض الفصائل، وتعزيزات عسكرية دفعت بها إلى المنطقة.

وأفاد مراسل عنب بلدي في مدينة اعزاز أن حركة مرور الأهالي والسيارات عادت إلى الطريق بعد أن فتحته قوات “هيئة ثائرون للتحرير” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، بالتزامن مع هدوء تشهده المنطقة منذ منتصف ليل الاثنين.

ونشر الجيش التركي بعضًا من آلياته وقواته في بلدة كفر جنة غربي اعزاز، مع حديث وسائل إعلام تركية عن تعزيزات تركية قادمة إلى المنطقة.

تهدئة

تشهد المنطقة حالة هدوء، عقب اشتباكات توقفت حين تسلّمت “هيئة ثائرون” بدفع تركي، بعض النقاط والحواجز في بلدة كفر جنة بعد أن سيطرت عليها “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب.

عضو “المجلس الإسلامي السوري”، وسام القسوم، (المقرب من الفيلق الثالث)، قال في حديث لعنب بلدي، إن وقف إطلاق النار حصل الاثنين 17 من تشرين الأول، بعد تدخل الجيش التركي الذي طلب بشكل جازم من “هيئة تحرير الشام” الانسحاب من مناطق ريف حلب الشمالي.

وأضاف أن مجموعات من “هيئة ثائرون” تدخلت إثر ذلك كقوات فصل، واستلمت بعض النقاط من “تحرير الشام”.

ولفت القسوم إلى أن “تحرير الشام” لا تزال تناور حاليًا وتحاول عدم تنفيذ قرار الجيش التركي ولم تنسحب بالكامل.

ونفى وجود أي اتفاق مع “تحرير الشام” في المنطقة.

وسبق أن تحدّث قيادي في “هيئة ثائرون” لعنب بلدي، تحفظ على ذكر اسمه، أن “ثائرون” رفعت الجاهزية العسكرية وفرضت وقف إطلاق نار شاملًا في المنطقة، مشيرًا إلى أن أي جهة ترفض وقف إطلاق النار سيتم التعامل معها عسكريًا.

قوات تركية قادمة

ذكرت وكالة “IHA” التركية للأنباء اليوم، أن الجيش التركي أرسل دبابات ومدرعات وذخيرة من تركيا إلى شمالي سوريا، على خلفية الاشتباكات المتكررة في سوريا مؤخرًا.

ويتم شحن المركبات والآليات العسكرية من مناطق مختلفة من تركيا إلى شمالي سوريا، وتتوجه المدرعات والدبابات والذخيرة أولًا إلى مركز القوات المشتركة الذي أنشأته وزارة الداخلية في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا.

وتدخل القوات من عنتاب إلى مناطق عفرين ونواحيها (منطقة عمليات غصن الزيتون)، واعزاز وجرابلس والباب ومارع والراعي (منطقة عمليات درع الفرات) ورأس العين وتل أبيض (منطقة عمليات نبع السلام).

وتشير التوقعات إلى استمرار إرسال الشحنات في قوافل مؤلفة من أربع إلى خمس ناقلات وسط إجراءات أمنية مكثفة، بحسب الوكالة.

اقتتال ومطالب بخروج “تحرير الشام”

فتح الطريق جاء بعد حوالي أسبوع على اندلاع اشتباكات واقتتال بين “الفيلق الثالث” التابع لـ”الجيش الوطني” وبين “تحرير الشام” بتحالفها مع “فرقة الحمزة” (الحمزات)، و”فرقة السلطان سليمان شاه” (العمشات) التابعتين لـ”الجيش الوطني”.

وبدأ الاقتتال، مساء 10 من تشرين الأول الحالي، بعد ضلوع مقاتلين من “فرقة الحمزة” (الحمزات) بقتل الناشط محمد عبد اللطيف (أبو غنوم) وزوجته الحامل في مدينة الباب، وهو ما أدى إلى استنفار من “الفيلق الثالث”، الذي تشكّل “الجبهة الشامية” نواته، لتفكيك الفصيل (الحمزات).

وتزامنت الاشتباكات مع وقفات احتجاجية ومظاهرات لمدنيين في مدن وبلدات ريفي حلب رفضًا لدخول “تحرير الشام”، ووصلت الاحتجاجات إلى معبر “باب السلامة” الحدودي مع تركيا للضغط على السلطات التركية من أجل التدخل.

وفي 15 من تشرين الأول وقع اتفاق “هدنة” ظهرت بعض بنوده للعلن، وحمل الاتفاق الموقع بين أطراف القتال في شمالي حلب العديد من البنود، على رأسها وقف العمليات العسكرية، وإيقاف الاقتتال، إضافة إلى بنود أخرى متعلقة بالسيطرة في مناطق نفوذ “الجيش الوطني”، لكنه لم يدم طويلًا.

ونشرت السفارة الأمريكية في دمشق اليوم، تغريدة عبر حسابها الرسمي في “تويتر” قالت فيها، إنها قلقة من التوغل لـ”تحرير الشام” في مناطق شمالي حلب، وطالبت سحب قواتها من المنطقة على الفور.

المصدر: عنب بلدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى