تزامن تعيين سوروفيكين كقائد للقوات المشتركة الروسية في أوكرانيا مع الاضطرابات السياسية المتزايدة في بيلاروس وسلسلة من تصريحات لوكاشينكا المعادية لأوكرانيا وتشكيل القوات الإقليمية الروسية البيلاروسية. بحكم الأمر الواقع قد ضمت روسيا بيلاروس بأكملها، وفي هذا الصدد، يمكن اعتبار تهديدات لوكاشينكا والهجمات الصاروخية الروسية المكثفة على البنية التحتية الأوكرانية جزءاً من حملة إعلامية تهدف إلى إرغام أوكرانيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع روسيا. وفي الحقيقة، المفاوضات ليست سوى خطوة تكتيكية تعتزم روسيا اتخاذها من أجل فرض سيطرتها على أوكرانيا. هذه هي خطوة بوتين الجديدة إذ يقل الوقت لديه لتنفيذ خططه. تذكّر التعبئة غير المعلن عنها في روسيا الاتحادية وعودة القوات الروسية إلى بيلاروس بأحداث أوائل عام 2022 من حيث معناها حينئذ نشرت الوحدات والمعدات العسكرية الروسية قرب الحدود الأوكرانية. لكن حالياً لم يعد لدى روسيا الكمية المطلوبة من الأسلحة ولم يتبق سوى عدد قليل جداً من الوحدات الجاهزة للقتال. ومن خلال المفاوضات يخطط بوتين لكسب الوقت وحشد الكمية اللازمة من الأسلحة الثقيلة وتدريب المدمنين على الكحول والمعلمين الذين تم تجنيدهم على عجل للخدمة. هذه خطوة تكتيكية نموذجية وفي نفس الوقت خطوة مخادعة لإقناع أوكرانيا والغرب بنوايا روسيا السلمية. ولكن قرر بوتين القتال حتى النهاية لأنه لم يبق لديه خيار آخر وخاصة في ظل الوضع الاجتماعي والسياسي الحالي في روسيا. ولذلك، من المرجح أن تستمر هذه الحرب حتى آخر جندي روسي. تدخل أوكرانيا أصعب مرحلة في تاريخها منذ الاستقلال وهي بحاجة ماسة إلى الأسلحة الغربية الحديثة لأن الجيش الروسي لا يمكن إيقافه إلا من خلال هزيمته في ساحة المعركة.
المصدر: الخارجية الاوكرانية