توفي الشاب علي الشافعي في أقبية النظام السوري الأمنية، بعد عام من اعتقال قوات النظام له عقب عودته من مخيم “الركبان” الواقع ضمن ما يُعرف بمنطقة الـ”55″، شرقي محافظة حمص، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية.
وقال مصدر مُقرب من عائلة الشافعي لـ”العربي الجديد”، إن النظام السوري أخبر العائلة بوفاة علي الشافعي البالغ من العمر 38 عاماً، الأحد. وطلب النظام من العائلة القدوم إلى مدينة حمص لتسلم هويته وشهادة الوفاة، دون توضيح أسباب الوفاة.
وأكد المصدر ذاته أن الشافعي اعتقل قبل نحو سنة في مدينة تدمر، مسقط رأسه، التي عاد إليها من مخيم “الركبان”، من قبل عناصر المخابرات الجوية، واقتادوه إلى سجن صيدنايا “سيئ السمعة” بريف العاصمة السورية دمشق، لتنقطع أخباره منذ ذلك الحين، ولم يتمكن ذووه من معرفة مصيره حتى قبل أمس الأحد بعد التأكد من وفاته داخل المعتقل.
وأشار المصدر إلى أن رفض النظام تسليم جثة الشافعي إلى ذويه يدل على تعرضه للتعذيب، لافتاً إلى أن ذويه حاولوا أكثر من مرة السؤال عنه عبر سماسرة يعملون لصالح النظام لمعرفة مصيره ومكان اعتقاله، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل على الرغم من دفع مبالغ مالية كبيرة للسماسرة.
وأوضح المصدر أن الشافعي لديه خمسة أولاد، وهو مدني لم ينتم سابقاً لأي جهة عسكرية، ونزح إلى مخيم الركبان مع أهالي مدينة تدمر، وعاد إلى منزله الواقع ضمن مدينة تدمر التي يُسيطر عليها النظام بعد تردي الوضع المعيشي في المخيم.
من جهته، قال ماهر العلي، رئيس “مجلس عشائر تدمر والبادية السورية”، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن أجهزة النظام الأمنية اعتقلت قبل نحو شهرين أربعة شُبان يتحدرون من مدن حمص، وسط البلاد، وتدمر، ومهين بريف حمص الشرقي، كانوا قد عادوا من مخيم “الركبان” إلى مناطق سيطرة النظام.
وأكد العلي أن أجهزة النظام السوري أفرجت عن الشبان بعد شهر ونصف من الاعتقال، وذلك بعد دفع مبالغ مالية تجاوزت الـ1000 دولار أميركي عن كل شخص، وبعد الإفراج عنهم تم سحبهم إلى الخدمة الإلزامية.
وكان المهندس محمد محمود الزيتون الثريا، البالغ من العمر 60 عاماً، وهو نازح من أهالي مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، قد قضى في نهاية مارس/ آذار من العام الجاري داخل سجن فرع الأمن السياسي التابع للنظام السوري بمدينة حمص، وذلك بعد اعتقاله من قبل أجهزة النظام الأمنية بفترة قصيرة، علماً أن الثريا عاد من مخيم “الركبان” في أواخر عام 2017 إلى مناطق سيطرة النظام السوري بسبب الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان المخيم من نقص الغذاء والدواء، وفقدان المخيم لأبسط مقومات الحياة.
وأشار رئيس “مجلس عشائر تدمر والبادية السورية” إلى أن ثلاث عائلات من عشيرة “الزبيدات” غادرت، اليوم الثلاثاء، مخيم “الركبان” إلى مناطق سيطرة النظام السوري، مشدداً على أن “الوضع المعيشي في المخيم وعدم تلفت المنظمات الإنسانية إلى الواقع المرير بداخله من تجاهل الموضوع الطبي والتعليمي والإغاثي هو الذي يُجبر العوائل على المغادرة”، موضحاً أن “11 عائلة غادرت مخيم الركبان ومنطقة الـ55 كيلومتراً إلى مناطق سيطرة النظام منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري”.
المصدر: العربي الجديد