نظام الأسد أصبح خطراً وشيكاً..على الأمن القومي الأميركي

بات نظام الرئيس السوري بشار يشكل تهديداً لنفوذ الولايات المتحدة في العالم، وأصبح خطراً وشيكاً على الأمن القومي الأميركي، لأنه استطاع أن يجمع بعضاً من ألدّ أعداء واشنطن الجيوسياسيين، بالتزامن مع الأهداف المحدودة لوجود قواتها في سوريا، والمقتصرة على تسوية سياسية بالتفاوض، وإبقاء تنظيم “داعش” تحت السيطرة.

وكشفت حادثة الاشتباك الأخيرة بين القوات الأميركية والميلشيات المرتبطة بإيران شمال شرق سوريا، السبب وراء “الأفكار المضللة” في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. ويرى البعض في واشنطن أنه بات من المنطقي “إصلاح” ذات البين مع الأسد الذي هزم المعارضة، وإلغاء العقوبات المفروضة على نظامه، وبالتالي إنهاء المحنة بالكامل، حسب تقرير لموقع “ناشونال إنترست”.

أعداء واشنطن

ووصف الموقع رغبة هؤلاء ب “الخطيرة”، لأن الأسد أصبح رأس الحربة بعيون أعداء الولايات المتحدة الجيوسياسيين في مقدمتهم روسيا وإيران وحزب الله اللبناني، ولذا فإن إصلاح العلاقة معه ستمكّن نظامه من فرض سيطرته المبنية على الإرهاب، على كامل سوريا وبالتالي توحيد أعداء واشنطن.

ولم ترسل الولايات المتحدة رسالة ردع قوية ضد الأسد الذي تمتع بحصانة مكّنته من قتل نصف مليون سوري وتشريد نصف سكان البلاد، عدا عن استخدامه السلاح الكيماوي ضد الأبرياء وسجنهم وتعذيبهم بشكل جماعي. ولو فعلت واشنطن ذلك، لكانت رسالة ردع أيضاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن غزو أوكرانيا الآن، وفق الموقع.

الأسد وإيران

واعتبر التقرير أن روسيا التي تدخلت عسكرياً في سوريا، وشاركت الأسد بجرائمه الوحشية ضد السوريين والمعارضة ما أدّى إلى قلب كفة السيطرة لصالح نظامه، ليست الخصم الوحيد للولايات المتحدة والمرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأسد، بل هناك إيران أيضاً، إذ “دعمت الديكتاتور مجرم الحرب هذا” من بداية الحرب، وساعدته في تجنيد ميليشيات من العراق ولبنان وباكستان وأفغانستان لتحارب في جانبه.

لكن العلاقة مع إيران “متبادلة”، وذلك يعود لسماح الأسد باستخدام سوريا كبيئة آمنة وحاضنة لإيران، تستطيع من خلالها شنّ هجمات على دول أخرى في الشرق الأوسط وضمنها إسرائيل والأردن. كما يرتبط الأسد الذي زار طهران في أيار/مايو الماضي، لتقوية العلاقة مع المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، بعلاقة شراكة متبادلة ومتينة مع ميليشيا حزب الله اللبناني. إذ أرسل الأخير آلاف المقاتلين لدعم الأسد، فيما “تمكن ذلك الديكتاتور من قلب الأمور لصالحه عبر تمرير السلاح الإيراني لتلك الجماعة”.

ويقول الموقع: “يمكن القول باختصار أن الأسد هو ديكتاتور ومجرم حرب وقاتل إلا أنه تصادف أنه يمثل تهديداً حقيقياً للمصالح الأساسية التي تهدد أمن الولايات المتحدة”. كما “قام بجمع بعض أخطر الأعداء الجيوسياسيين لأميركا، حتى يقوض المصالح الأميركية في الشرق الأوسط وفي العالم بأسره”.

دور قديم-متجدد

وقال الموقع الأميركي المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، إن دور الأسد الذي يلعبه الآن ليس جديداً، بل مارسه سابقاً أيضاً. إذ “جنّد وأرسل المقاتلين الجهاديين إلى العراق حتى يقوموا بهجمات ضد القوات الأميركية” والعراقيين الموالين لها، إبان حرب العراق في 2003. وبذلك “تلوثت يدا الأسد بدماء أميركية”.

كما “يدعم” الأسد تجارة المخدرات الخطيرة والإشراف عليها، محولاً بذلك سوريا إلى “إحدى أهم الدول المصدرة للكبتاغون في العالم”.

وأضاف أن المسؤولين الأميركيين يرفضون مواجهة تلك الحقيقة، وبقي الهدف لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن هو دعم التفاوض من أجل العملية السياسية في سوريا، معتبراً أن عدد القوات الأميركية في سوريا، يشير إلى أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة هو إبقاء داعش تحت السيطرة في سوريا”.

كما اعتبر تلك “الأهداف المحدودة للغاية، لا تمثل استجابة كافية للتهديد الذي يمثله الأسد، ولهذا تتراجع السياسة الأميركية حتى في قدرتها الدفاعية بمرور الأيام”. فقد تنطوي مقاربة أميركية أفضل على الاستعانة بالضغوط الدبلوماسية المستمرة لتحقيق “انتقال سياسي” كما تصورته الأمم المتحدة في القرار رقم 2254.

ووفقاً للموقع، فإن وجود نظام الأسد يعتبر “إهانة للقيم الغربية، وتهديداً للنفوذ الأميركي في العالم، وخطراً وشيكاً على الأمن القومي الأميركي”. ولذلك “ينبغي على قادة أميركا الاعتراف بتلك الحقائق، و”الالتزام بمساعدة الشعب السوري على تحقيق الانتقال نحو الديمقراطية وإنهاء حكم الأسد الديكتاتوري”.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الأسد أصبح رأس الحربة بعيون أعداء الولايات المتحدة الجيوسياسيين في مقدمتهم روسيا وإيران وحزب الله اللبناني ، ولم ترسل امريكا رسالة ردع قوية ضد الأسد لتمتعه بحصانة مكّنته من قتل نصف مليون سوري وتشريد نصف سكان البلاد، عدا عن استخدامه السلاح الكيماوي ضد شعبه ليكون وجوده “إهانة للقيم الغربية، وتهديداً للنفوذ الأميركي في العالم” لذلك على أمريكا والغرب ”الالتزام بمساعدة الشعب السوري على تحقيق الانتقال نحو الديمقراطية وإنهاء حكم الأسد الديكتاتوري”

زر الذهاب إلى الأعلى