حذرت كارولين كيسان، وهي خبيرة بارزة في الشؤون الدولية والأمن، من جدية التهديدات الروسية النووية ضد أوكرانيا، ووصفت في مقال نشره موقع “ذا هيل” تهديدات الرئيس فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي بأنها “حقيقية”.
وأكدت أن التهديدات بدأت مع بداية الحرب، وقالت إن التكتيكات العسكرية الروسية داخل وحول محطات الطاقة النووية الأوكرانية قد خلقت الكثير من الفوضى وشكلت تهديداً كبيراً لأوكرانيا وأوروبا.
وأشارت إلى أن بوتين قد ظهر على التلفزيون الروسي، أثناء اجتماعات زعماء العالم في الأمم المتحدة، ليوجه اتهامات للولايات المتحدة وحلفاء واشنطن، وقال إن روسيا تملك وسائل تدمير مختلفة وأكثر حداثة من تلك الموجودة في دول الناتو، كما أشار إلى ترسانة روسيا النووية.
وفي الواقع، مرت سبعة أشهر منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، ولا تزال موسكو في موقف دفاعي، مع تزايد الانتقادات والاحتجاجات داخل وخارج روسيا للحرب، ولكن غرور بوتين، كما تضيف الكاتبة، قد يعني أن جميع أشكال الهجوم في ذهنه، وقالت إنه يحب إبقاء الناس في حالة تخمين، وهو يستمتع بلعب دور المخيف، ويريد الفوز بأي ثمن.
وقد وجه بوتين تهديدات نووية منذ بداية الحرب، وحذر من أن التدخل الغربي سيقود إلى عواقب وخيمة، ولم يستخدم بوتين الأسلحة النووية ضد أوكرانيا ولكنه اختار استهداف وتعطيل المحطات النووية الأوكرانية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وأشارت كيسان إلى أن الأعمال العسكرية الروسية قد أدت إلى رفع مستويات الخطر في المفاعلات النووية الأوكرانية إلى اللون الأحمر، وهناك مخاوف من ارتفاع درجة حرارة المفاعلات إلى درجة الانهيار وحدوث اختراق سام وقاتل، يمكن أن ينفث إشعاعات عبر أوكرانيا ودول أخرى مجاورة.
وتمتلك أوكرانيا 15 مفاعلاً نووياً عبر أربع محطات، وقد تجاوز بوتين الخط الأحمر بالفعل عندما شن الهجمات على محطات الطاقة النووية الأوكرانية مع عواقب وخيمة محتملة، والمخاوف الآن تتعلق بشكل التصعيد إذا استخدمت روسيا كل الوسائل المتاحة للهجوم.
لعبة بوتين المفضلة ليست الشطرنج بالتأكيد، على حد تعبير كيسان، فهو يفضل الجودو ، ويؤمن بأن الخصم قد يخضع بسبب التهديد، وقالت:” بوتين يخبر العالم بأن يكون في حالة تأهب قصوى، على الرغم من عدم نجاحه في حرب أوكرانيا”.
المصدر: “القدس العربي”