أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان، الأربعاء 21 من أيلول، عن اجتماع ثلاثي للدول الضامنة لمسار “أستانة” (تركيا، روسيا، إيران).
وعقد الاجتماع على على مستوى وزراء الخارجية بصيغة “أستانة”، على هامش الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك.
وجرى تبادل “معمق” لوجهات النظر حول الوضع الراهن ف سوريا، مع تأكيد الوزراء على ضرورة تحقيق الاستقرار المستدام على الأرض وإحلال السلام والأمن في سوريا من خلال استعادة سيادتها واستقلاها ووحدتها وسلامة أراضيها.
ولم ترد أي تفاصيل حول الأساليب المتخذة لمعالجة هذه الملفات في المباحثات، بحسب ما جاء في البيان.
من جهته علق وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، عبر حسابه في “تويتر”، بالقول، “عقدنا اجتماع وزراء خارجية عملية أستانة، نواصل جهودنا الدبلوماسية في كل المجالات لإيجاد حل سياسي دائم للأزمة السورية”.
وعقب الاجتماع الثلاثي، أجرى وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا مشاورات مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا، غير بيدرسون.
وناقشوا تقدم العملية السياسية، التي يديرها السوريون أنفسهم بدعم من الأمم المتحدة وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم “2254” من أجل التوصل لحل سياسي.
ولفت بيان الخارجية الروسية، إلى ضرورة أن تلعب اللجنة الدستورية، دورًا رئيسيًا في هذه العملية، مشيرًا إلى كونها منصة لا غنى عنها لإجراء حوار سوري داخلي مباشر حول الجوانب الرئيسة لمستقبل البلاد.
سوريا في مصلحة الحلفاء
ذكرت صحيفة “كوميرسانت” الروسية في تقرير لها بعنوان “اتصالات الأصدقاء المحلفين“، في 19 من أيلول، أن موسكو أكدت اهتمامها بإجراء اتصالات بين أنقرة ودمشق، مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق بالمصالحة السياسية بل بعودة اللاجئين السوريين.
وبحسب ما قال الخبير في المركز الإقليمي للاستجابة للطوارئ، كيريل سيمينوف، للصحيفة، فإن التقارب السوري- التركي “يعفي موسكو من مسؤولية حل المشكلة في منطقة خفض التصعيد في إدلب شمالي سوريا وغيرها من الجوانب الإشكالية للعلاقات السورية التركية”.
وأكد أن “ذلك ما تحتاجه موسكو للقضاء على أخطار لإفساد العلاقات مع حليفتها دمشق وشريكتها أنقرة”.
من جهته، اعتبر الكاتب في صحيفة “يني شفق” التركية المقربة من الحكومة، سليمان أوغون، في مقال له بعنوان “بينما تحتدم الأمور“، اليوم، الخميس 22 من أيلول، أن المجريات على الساحة الدولية بمنزلة حصار لتركيا.
ويرى أن تركيا في ظل هذه المجريات تكافح من أجل الانفصال عن روسيا، معتقدًا أن ذلك سيتسارع في الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن رجال الأعمال والمصارف التركية مهددون بإنهاء العلاقات مع روسيا والامتثال للحظر الغربي.
ولفت إلى أن روسيا تشكل معادلات جديدة في هذه المرحلة، من خلال إدراجها اليونان وجنوب قبرص في قائمة الدول المعادية.
واعتبر أن التعاون بين تركيا وروسيا وأذربيجان هو الفرصة الوحيدة لإفساد حيل الولايات المتحدة وفرنسا وإحباط حسابات إيران، حسب تعبيره.
وشدد أوغون، على ضرورة أن تعقد تركيا اتفاقية جديدة مع روسيا بشأن سوريا، إذ يجبر الوضع “الدولتين السابقتين اللتين طردتا من الغرب”، على التعاون على محور المصلحة المشتركة.
وتساءل عن عدد القادة الغربيين الذين طرقوا باب تركيا، خلال الشهرين الماضيين، بينما التقى بوتين وأردوغان ثلاث مرات، دون احتساب المكالمات الهاتفية بينهما، حسب قوله، في إشارة إلى تحالف الدولتين في مواجهة الغرب.
على شفا التطبيع
في حديثه لهيئة الإذاعة البريطانية بنسختها التركية “BBC Türkçe“، اليوم 22 من أيلول، قال السفير التركي السابق في دمشق، عمر أونهون، إن عملية التطبيع وصلت إلى مرحلة معينة من النضج، متوقعًا أن تنقل المحادثات إلى أرض الواقع السياسي.
وأشار إلى النقاش الذي جرى على مستوى رؤساء مخابرات البلدين في دمشق، قائلًا، “عندما تفكر في منصب رئيس مخابراتنا في تركيا، من الممكن أن تفهم أهمية ذلك جيدًا”.
وأضاف أونهون، أن “هناك عملية جادة، مؤكدًا أنها لن تكن سهلة، مرجعًا ذلك لعد أسباب أسماها بـ”المشاكل الخطيرة”، والتي تتقدم على طريق وعر للغاية لكنها مستمرة حسب تعبيره.
ووفقًا لأونهون فإن العوائق الرئيسية أمام التطبيع أربعة:
دعم تركيا للمعارضة
الوجود العسكري على الأراضي السورية
وحدات حماية الشعب
عودة اللاجئين
وتساءل أونهون عن مصير كل من المنظمات التي تتخذ من تركيا مقرًا لها لممارسة أنشطتها السياسية، بالإضافة إلى حماية أمن الحدود بحال الانسحاب التركي، وعن قضية الأحزاب الكردية التي تصنفها تركيا “إرهابية”.
ويرى أن عودة اللاجئين، هي أحد البنود الرئيسية على جدول الأعمال في السياسة الداخلية، مشيرًا إلى أنها لن تكون مهمة سهلة في ظل بعد اللاجئين عن وطنهم طيلة 11 عامًا.
ورغم صعوبة هذه الموضوعات، شدد أونهون على ضرورة البدء من مكان ما، ويعتقد أن البداية حصلت.
المصدر: عنب بلدي