بدأ السوريون اليوم بتداول خبر مر بصمت في موقع أخبار الأمم المتحدة بتاريخ 8 أيلول أول الخميس في نهاية أسبوع يعطل فيه السوريين والعرب جميعاً إلى حد بعيد حتى في وسائل الإعلام.
سيتوقع أي قارئ للعنوان أن سوريا كمثال حاضرة من خلال شهود عيان وحالات تأثرت وعانت الإرهاب من كل الأطراف المتصارعة على الأرض السورية لكن هذا لم يحدث.
كان شعار المؤتمر الأممي “النهوض بحقوق واحتياجات ضحايا الإرهاب”، بدأ في نيويورك، أول أمس الخميس إذ عنى بضحايا الإرهاب. ونظم المؤتمر العالمي لضحايا الإرهاب مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، جمع أكثر من 600 مشارك وغاب الشعب السوري وحضر ممثل النظام السوري.
لكن لم يحصل أن كان هناك شهود على إرهاب أودات النظام السوري الأمنية في المعتقلات أو الميليشيات أو من طرف تنظيم داعش أو الفصائل الجهادية في إدلب أو الميليشيات المدعومة في تركيا التي تسيطر على مناطق احتلتها تركيا في شمال غرب سوريا ولاسيما إقليم عفرين.
يعنون موقع أخبار الأمم المتحدة الخبر، أن المنظمة الدولية “تعقد أول مؤتمر عالمي لضحايا الإرهاب، وتؤكد على حقهم في الحصول على العدالة والإنصاف”. ما يلفت الانتباه أنه أول مؤتمر وتؤكد على حق الحصول على العدالة بينما يحضر طرف ممثل النظام الحاكم في دمشق وزير خارجيته فيصل المقداد ليلقي كلمة من ثلاث دقائق.
بينما يعتبر إعلاميين أن الأمر سقطة من المنظمين، يرى آخرون أن السهو في هذا السياق غير وارد، وأن الاتجاه الدولي بإعادة تلميع صورة النظام حقيقة ناصعة البياض تبدأ من ضغط دولي إلى عربي فتركيا وإيران.
علّق الصحفي السوري المعارض وصانع المحتوى نضال معلوف في فيديو مخصص للتعليق على الحدث في قناته على يوتيوب، بالقول أن الأمر سقطة أخلاقية، مستغرباً من أن صوت المعارضة في الائتلاف أو أي جهة فاعلة في الشان العام لم يخرجوا بتعليق حتى الآن.
وأبدى معلوف استغرابه من تجاهل المنظمة للسوريين كائتلاف وكشعب تعرض لكل أنواع الإرهاب، واكتفت بمداخلة للمقداد كصوت يعبر عن وجع السوريين من الإرهاب. ودعا معلوف السوريين إلى التفاعل على حسابات الأمم المتحدة للتنديد بهذا السلوك ودعا لمطالبة باعتذار أيضا.
صناع محتوى تناولوا الأمر وأبدوا “عتبهم” وسخطهم على الائتلاف السوري كمؤسسة سورية معارضة تعتبر نفسها تمثل السوريين فتغيب عن متابعة شأن مهم ذا صلة كهذا، بينما تعرّفه الأمم المتحدة كأول مؤتمر أممي لضحايا الإرهاب بينما يحضر النظام. وتساءل أيضا مشعل العدوي ناشط سياسي وكاتب وصانع محتوى عن اللوبي السوري في أمريكا كيف يغيب عنه الأمر بينما يدعو لمؤتمرات هنا وهناك، موجهاً اللوم للائتلاف السوري.
لكن ماذا عن مضمون هذا المؤتمر؟
في عنوان فرعي عن أصوات ضحايا الإرهاب، حضر شهود في الجلسة باستعراض شهادات عشر ضحايا، من الأرجنتين والولايات المتحدة إلى الكاميرون وباكستان، والهند، وهولندا، والعراق.
وفي الجلسات الستة التفاعلية التي وزعت على مدار يومين إلى جانب الجلسة الافتتاحية رفيعة المستوى في قاعة الجمعية العامة لم يذكر في سوريا بأي سياق خارج مداخلة المقداد.
بينما خلفية المؤتمر أن يدعو لتوفر المؤتمر منبراً لضحايا الإرهاب لتبادل الخبرات والتحديات والقصص عن قدرتهم على الصمود والمساهمات في المجتمع الأوسع ينسى منظمو المؤتمر ضحايا الإرهاب من السوريين الذين تشهد بلادهم حربا على كل الجبهات وبكل الأنواع والخلفيات مستمرة منذ 11 عاماً.
سيسمح المؤتمر للجمهور بالتعرف على الممارسات الجيدة التي تتبعها الدول الأعضاء ومنظمات المجتمع المدني، مع ضمان سماع أصوات الضحايا وأن تجاربهم تشكل الطريق إلى الأمام في بلدانهم وعبر الحدود.
وستضم الجلسات العامة اللاحقة والجلسات الموازية متحدثين يمثلون الدول الأعضاء والضحايا ورابطات الضحايا وكيانات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والخبراء والأكاديميين والقطاع الخاص. لقد عُني لضمان التمثيل الجغرافي والجنس والعمري المناسب. وفق ملخص البرنامج المنشور
استُلهمت المواضيع من الدروس المستفادة من خلال تنمية القدرات الأنشطة مع الضحايا، والمشاركة مع الدول الأعضاء، ونتائج الكتيبات ومجموعات الأدوات الأخرى، وقرار الجمعية العامة بشأن “تعزيز التعاون الدولي لمساعدة ضحايا الإرهاب” وتقرير الأمين العام عن “التقدم الذي أحرزته منظومة الأمم المتحدة في دعم الدول الأعضاء في مساعدة ضحايا الإرهاب.
استمر البرنامج على يومين بدأ بالافتتاحية التي عرض من خلالها ضحايا للإرهاب من عدة دول “راجع الصورة السابقة” ومداخلات لاحقة من برلمانيين وملاحظات وكلمات لمتحدثين بارزين كفرناندو غراندي مارلاسكا غوميز، وزير الداخلية، مملكة إسبانيا، بصفتها الرئيس المشارك لمجموعة أصدقاء ضحايا الإرهاب وقاسم الأعرجي، مستشار الأمن القومي، جمهورية العراق، بصفته الرئيس المشارك لمجموعة أصدقاء ضحايا الإرهاب.
بعد ذلك الجلسة الأولى: إجراءات الاعتراف والذكرى والجلسة الثانية: جلسات جانبية موازية – التهديدات الجديدة والناشئة المرتبطة بالإرهاب وجلسة مصغرة جانبية.
اليوم الثاني – الجلسة الثالثة: حماية حقوق ضحايا الإرهاب، والجلسة الرابعة: جلسات جانبية موازية – حماية حقوق ضحايا الإرهاب، والجلسة الخامسة: إعادة التأهيل والمساعدة والدعم. والجلسة السادسة: جلسات جانبية موازية – تناول حقوق واحتياجات ضحايا الإرهاب ذوي الاحتياجات الخاصة. وكانت الجلسة السابعة: جلسات جانبية موازية – أهمية الوصول إلى العدالة لضحايا الإرهاب.
إذاً غاب السوريون عن المؤتمر، غابت كل القرارات والقوانين الدولية عن المؤتمر، ويتساءل سوريون عن ضحايا النظام في صور قيصر وأهلهم، ويدعو ناشطون إلى حملة لتوجيه رسالة إلى الائتلاف والأمم المتحدة وحملة على وسائل التواصل الاجتماعي فيما يبدو أن الجمود يسيطر وضعف التفاعل
المصدر: ليفانت نيوز _ أخبار الأمم المتحدة