6 منهم على علاقة بأكبر شركات الطاقة وأغلب التحقيقات تشير إلى “انتحار” وحوادث غير مبررة. حيث لقي ثمانية رجال أعمال روس على الأقل حتفهم فيما يبدو أنه انتحار أو حوادث غير مبررة خلال ستة أشهر فقط، أي منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا.
وتشير التقارير إلى أن من بينهم ستة أثرياء على صلة بأكبر شركتين للطاقة في روسيا. وأربعة من هؤلاء الستة مرتبطون بشركة الطاقة الروسية العملاقة المملوكة للدولة “غازبروم”، أو إحدى الشركات التابعة لها، في حين أن الشركتين الأخريين مرتبطتان بشركة “لوك أويل”، أكبر شركة نفط وغاز روسية مملوكة للقطاع الخاص.
وفي وقت سابق من هذا العام، اتخذت الشركة موقفاً علنياً غير عادي بالتحدث علناً ضد الحرب الروسية في أوكرانيا. ودعت إلى التعاطف مع الضحايا وإنهاء الصراع.
وذكرت “وكالة الأنباء الروسية” الرسمية (تاس)، أن رئيس شركة “لوك أويل” رافيل ماغانوف، توفي هذا الأسبوع بعد سقوطه من نافذة مستشفى في موسكو. وأكدت الشركة خبر الوفاة، الخميس، في بيان نشر على موقعها على الإنترنت. وقالت إن “ماغانوف وافته المنية إثر إصابته بمرض خطر”، ولم يشر بيان الشركة إلى حادثة السقوط، لكنه أضاف، “ماغانوف أسهم بشكل كبير ليس فقط في تطوير الشركة، ولكن في قطاع النفط والغاز الروسي بأكمله”.
وذكرت الوكالة أنه تم العثور على مدير كبير آخر في شركة “لوك أويل” هو ألكسندر سوبوتين ميتاً بالقرب من موسكو في مايو (أيار) الماضي. ونقلت عن مسؤول قوله إنه تم استدعاء السلطات لرجل فاقد الوعي يعاني قصوراً في القلب. وذكرت أن الشرطة فتحت تحقيقاً جنائياً في القضية.
في ظروف غامضة
في أول حالة وفاة أبلغ عنها هذا العام، تم العثور على مسؤول تنفيذي كبير في شركة “غازبروم” ميتاً في منزله بقرية لينينسكي بالقرب من لينينغراد في 30 يناير (كانون الثاني) 2022. وذكرت “وكالة الإعلام الروسية” أنه عثر على مذكرة انتحار في مكان الحادث، وأن المحققين كانوا يحققون في الوفاة على أنها انتحار، في ما حددت محطة التلفزيون الوطنية الروسية “رين تي في” الرجل بأنه ليونيد شولمان، رئيس النقل في شركة “غازبروم إنفست”.
بعد شهر واحد فقط، تم العثور على مسؤول تنفيذي كبير آخر في شركة “غازبروم” ميتاً في القرية نفسها، حيث عثر على ألكسندر تيولاكوف صريعاً في مرأب منزله في 25 فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لصحيفة “نوفايا غازيتا” الروسية المستقلة، التي ذكرت أنه مات منتحراً، كما لقي رجلا أعمال روسيان آخران على صلة بشركة “غازبروم” مصرعهما في حوادث قتل وانتحار على ما يبدو في أبريل (نيسان) الماضي. وعثر على أحدهما وهو فلاديسلاف أفاييف نائب رئيس “غازبرومبانك “السابق، ميتاً مع زوجته وابنته في شقته بموسكو في 18 أبريل الماضي، وفقاً لما ذكرته وكالة “تاس”.
ونقلاً عن مصدر في تطبيق القانون، زعمت “تاس” أن السلطات تحقق في وفاة “أفاييف” باعتبارها جريمة قتل وانتحار.
ونقلت وكالة الأنباء عن يوليا إيفانوفا ممثلة لجنة التحقيق في موسكو، قولها إن أحد الأقارب اكتشف جثث “أفاييف” وزوجته وابنته بعد أن أخبره سائق العائلة والمربية أنه لا يمكنهما الاتصال بهم عبر الهاتف أو الدخول إلى الشقة، إذ إن الباب كان مغلقاً من الداخل.
وقال نائب الرئيس السابق لشركة “غاز بروم بنك” إيغور فولوبوف الذي غادر روسيا أخيراً إلى أوكرانيا، إنه لا يعتقد أن “أفاييف” قتل نفسه. وأوضح وفقاً لشبكة “سي أن أن”، أن “أفاييف” كانت “وظيفته التعامل مع الخدمات المصرفية الخاصة، وهذا يعني التعامل مع عملاء الـ(في آي بي)، وكان مسؤولاً عن مبالغ كبيرة جداً، لذا لا أعتقد أنه انتحر، بل كان يعرف شيئاً ويشكل نوعاً من المخاطر”.
الحوادث تترى
بعد يوم واحد فقط، وتحديداً في 19 أبريل، عثر على المدير التنفيذي السابق في شركة “نوفاتيك” سيرجي بروتوسينيا لإنتاج الغاز المملوكة جزئياً لشركة “غازبروم” ميتاً في منزله بـ”لوريت دي مار”، وهو منتجع متوسطي بالقرب من برشلونة، كما تم العثور على جثث زوجته وابنته، اللتين ظهرت عليهما علامات تعرضهما للعنف، داخل منزل العائلة، بحسب ما أفاد مصدر رسمي مقرب من التحقيق، بينما تم العثور على جثة “بروتوسينيا” في الحديقة بالخارج.
وقالت الشرطة الكتالونية في مقاطعة جيرونا، حيث تقع بلدة “يوريت دي مار”، إنها أكملت تحقيقها في القضية وأرسلت النتائج إلى المحكمة. وذكرت قوة الشرطة أن النتيجة التي توصلت إليها هي أن الوفيات كانت جريمة قتل مزدوجة وانتحار لاحق.
وفي حديثه لصحيفة “ديلي ميل” في أبريل الماضي، شكك ابن بروتوسينيا في تلك الرواية للأحداث، مشيراً بدلاً من ذلك إلى أن والده قتل. وقال المتحدث الصحافي باسم الشرطة إن “جهاز الشرطة الكتالونية أخذ أقوال الابن وتم استبعاد فرضيات أخرى، كما استبعد أن تكون جريمة قتل ثلاثية”. وأضاف المسؤول، “هل كان هذا من عمل المافيا الروسية؟ حسناً لا”.
أيضاً، تم العثور على ميخائيل واتفورد، الملياردير الروسي الذي يعمل في مجال النفط والغاز الأوكراني، ميتاً في منزله في ساري بإنجلترا في 28 فبراير الماضي. وقالت الشرطة إنها لا تعتقد أن هناك أية ظروف مريبة في وفاته.
كما تم العثور على رجل الأعمال الروسي الآخر فاسيلي ميلنيكوف، ميتاً مع عائلته في نيجني نوفغورود في أواخر مارس (آذار)، وفقاً لصحيفة “كوميرسانت” الروسية. وميلنيكوف يمتلك شركة “ميد ستورم”، وهي شركة للمستلزمات الطبية.
ووفقاً للجنة التحقيق الروسية، تم العثور على رجل يبلغ من العمر 43 سنة، وزوجته البالغة 41 سنة، وطفلين تتراوح أعمارهما بين أربعة وعشرة أعوام، وقد تعرضوا للطعن حتى الموت في 23 مارس (آذار) الماضي. ولم تذكر اللجنة اسم ميلنيكوف، لكن أعمار القتلى وموقع الحادث تتطابق مع تقرير “كوميرسانت”.
ولم يقم الفرع الإقليمي للجنة التحقيق بتحديث حالة التحقيق. وفي وقت الحادث، قال جهاز الشرطة إنه “لم تكن هناك مؤشرات على دخول غير مصرح به إلى الشقة، وتم العثور على سكاكين ومصادرتها”.
وقالت اللجنة إن المحققين يدرسون روايات عدة لما حدث، بما في ذلك قتل الأبناء والزوجة على يد رب الأسرة، ثم الموت الذاتي”.
المصدر: اندبندنت عربية