نصرالله يربط الترسيم البحري بالبرّي.. و”الاستراتيجية الدفاعية” بتغيير النظام

منير الربيع

أطلق أمين عام حزب الله في كلامه الأخير مواقف جديدة لا بد من التوقف عندها، لأنها تشير إلى توجهات جديدة لدى حزبه. يمكن فصل هذه المواقف إلى قسمين: الأول بعده داخلي، يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية وتطوير النظام أو تعديل الدستور. والقسم الثاني إقليمي البعد، وينطوي على تطورات استراتيجية. وهذا يضاف إلى إصرار نصرالله وحزبه على تحرير مزارع شبعا، وتأكيده على أن حزب الله سيكون في الميدان، في حال تعرض سوريا لأي مواجهة جديدة.

قران الإقليمي والداخلي

في القسم اللبناني، لا يمكن قراءة موقف نصرالله من دون صلته بالتطورات الإقليمية التي تصب في صالح محور الممانعة. وانطلاقًا من ذلك، لا بد من إقران هذه التطورات وكيفية انسحابها على الواقع اللبناني، واحتمال الذهاب إلى تسوية إقليمية ودولية تشمل لبنان، وتعزز موقع حزب الله سياسيًا ودستوريًا.

لذا، أشار نصرالله إلى الاستراتيجية الدفاعية، وتطوير النظام أو تعديل الدستور، بما يتناسب مع موقع حزبه ودوره في الدفاع عن لبنان. وهذا يعني أن أي تطوير في النظام، لا بد أن يلحظ تعزيز وضع الشيعية السياسية التي تعتبر أنها لا تمتلك سوى موقع أساسي ومقرر واحد في الدولة، وهو رئاسة مجلس النواب.

مزارع برية وبحرية

في كل الأحوال يظل هذا الملف مؤجلًا حاليًا، ريثما تتضح الصورة الإقليمية وكيفية انعكاس توازناتها على الساحة اللبنانية. لكن حزب الله يعمل على المدى البعيد، ويستعد للسيناريوهات كلها. وهذا دأبه في الملفات الخارجية، سواء في إشارة نصرالله المتعلقة بسوريا أو بتحرير مزارع شبعا.

في معرض كلامه المخصص لترسيم الحدود وانتظار الجواب الإسرائيلي، لم يكن استحضاره المزارع عبثيًا. فعندما جدد تعهده العمل على تحرير المزارع، كان يرمي إلى ما هو أبعد. فهو أكثر العالمين أن الترسيم البحري لا بد أن ينسحب لاحقًا على الترسيم البرّي. هنا تصبح معادلة مزارع شبعا أساسية وفي صلب اهتمامه. ولا يمكنه غض النظر عنها في ظل محاولات إسرائيلية لإبقائها ضمن الجولان، وفي ظل مواقف دولية سابقة أبدت الاستعداد لإيجاد حلّ لها يرضي لبنان وسوريا.

التوقيت ودلالاته

يبقى توقيت الموقف هو الأساس، الذي لا ينفصل عن ترسيم الحدود. وحسب مصادر متابعة، الهدف الأساسي لهذا الموقف، هو تقدّم نصرالله أكثر من خطوة عن الآخرين: الترسيم البحري يتبعه ترسيم برّي، هذا أولًا. وثانيًا، طرح نصرالله هذه المعادلة لعلمه أن الاقتراح الإسرائيلي الجديد، أو الجواب الذي سيأتي به هوكشتاين، ينص على منح لبنان الخط 23 كاملًا، وعدم مطالبة إسرائيل بأي مساحة من البلوك رقم 8. وهذا إضافة إلى حصول لبنان على حقوق الاستثمار في حقل قانا.

لكن هناك مطلباً إسرائيلياً جديداً يتعلق برفض الانطلاق من الترسيم من نقطة B1، كما يطالب لبنان. وهذا تحديدًا ما كشفته التسريبات الإسرائيلية حول تنازل إسرائيل في عمق البحر، مقابل تنازل للبنان قرب الشاطئ. والمقصود هو الانطلاق في عملية الترسيم من نقطة مختلفة عن النقطة B1، لأن الانطلاق منها يؤثر على الترسيم البرّي. وكلام نصر الله واضح في رفض هذه المعادلة.

المصدر: المدن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى