السويداء: إحراق مقر لحزب “البعث”..رفضاً للتدخل بشؤون الطائفة الدرزية

أحرق مجهولون غاضبون من أهالي بلدة القريا جنوبي مدينة السويداء، مقر شعبة “حزب البعث العربي الاشتراكي”، عقب محاولة قام بها رئيس الشعبة مهند العوام لمنع الهيئة الدينية الممثلة لطائفة الموحدين الدروز في احدى قرى الناحية، من تكريم الطلاب الحاصلين على المراتب الأولى بالشهادتين الثانوية والاعدادية.

وقال مصدر محلي لـ”المدن”، إن الهيئة الدينية نفذت الفعالية على الرغم من محاولة العوام منعها”، لافتة الى ان العوام “عبّر عن غضبه خلال اتصال هاتفي بالهيئة، وحذّر افرادها بلغة تنطوي على التهديد من القيام بالفعل، لكن ما قاله قوبل بالتجاهل والغضب من قبل أهالي البلدة”.

ووفقاً للمصدر، فإن احراق مقرّ “حزب البعث”، ينطوي على “رسالة لأجهزة السلطة وعملائها من أبناء المحافظة، ومفادها أنه اليوم بات من غير المسموح لتلك الأجهزة الامنية من التدخل المستمر بقرارات اللجان الممثلة للطائفة بكافة قرى وبلدات المحافظة”.

من جانبها، قال شبكة “أي إن إس” التي تغطي أخبار السويداء وريفها، إن الإحراق جاء بسبب ما اعتبره الأهالي “تطاولاً على الهيئة الدينية الدرزية من قبل عملاء حزب البعث والاستخبارات العسكرية”، ما أدى إلى تأجيج الغضب ضده، وإحراق مقر الشعبة على الإثر.

وأضافت أن البلدة شهدت استنفاراً أمنياً في القريا ومحيطها، من قبل عناصر مسلحة تابعة للشعبة ولقوات الدفاع الوطني المدعومة من الاستخبارات العسكرية.

ورأت الشبكة أن “مخابرات السلطة السورية مستمرة في الاعتداء والتدخل بشؤون الطائفة الدرزية، عبر فرض قرارات أمنية تحاول من خلالها تحجيم دور أبناء السويداء على المستوى الاجتماعي والسياسي”، لافتةً إلى أن هذه السياسة تأتي “خوفاً” من تحرك أبناء السويداء سياسياً وفرض أدواتهم بعيداً عن سياسة الفساد والنهب التي تمارسها السلطة منذ عقود.

وتحدثت عن تهديد بالملاحقة الأمنية وجهه فرع الأمن السياسي لمجموعة من أهالي مدينة السويداء، بغرض ثنيهم من حضور أحد الاجتماعات الذي كان مقرراً من أجل “البحث عن سبل توحيد الجهود والصف ليعود الاستقرار والأمان إلى السويداء في ظل انتفاضة الأهالي ضد ممارسات وانتهاكات المخابرات العسكرية في المحافظة”.

وقالت الشبكة إن “ممارسات الأجهزة الأمنية بحق الدروز في السويداء، بات مرفوضة”، مشيرةً إلى ما تشهده المحافظة من تصعيد أمني بحق المجموعات المحلية المرتبطة بالمخابرات العسكرية، “قد تتبعه حملة أشد، تقف تلك الأجهزة عاجزة عن احتوائه والسيطرة عليه”.

وبدأت المجموعات الدرزية المحلية حملة عسكرية نهاية تموز/يوليو، للقضاء على المجموعات المرتبطة بالنظام السوري. وانطلقت الحملة من بلدتي عتيل وسليم شمالي السويداء، وأنهت ظاهرة قوات “الفجر” عبر اقتحام وإحراق مقراتها.

ثم انتقل التوتر إلى بلدة قنوات شمالي شرقي المحافظة، حيث تمكنت المجموعات من إنهاء وتفكيك مجموعات تابعة لقوات “الفهد”، وهروب متزعهما سليم الحميد، قبل أن يسلّم نفسه، ضمن شروط تنصّ على تسليم كامل سلاحه، مقابل ضمان حياته وأمنه، وأمن عائلته.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى