بالرغم من شدة وضوح ملامح الأمل والسعادة والعزيمة، التي ارتسمت على وجوه السوريين الثائرين في كل مكان توزعوا فيه، عندما اعادت الثورة السورية لهم المشهد الثوري الذي انطلق عام 2011، الى شوارع وساحات الشمال السوري، وهو ما أشار إلى دلالات كثيرة حول استمرارية الثورة وصلابة ايمان عشاقها بها، إلا أن مشاعر الأسى والألم التي مازالت تقبع في وجدانهم، ما لبثت أن قفزت إلى مقدمة وعيهم وشعورهم، عندما تلمسوا ساحاتهم فلم يجدوا فيها حولهم من لازالوا ينتظرون ظهوره لإنقاذهم من براثن سكين الجزار الذي لازال يستمرئ عملية الذبح التي يمارسها على أجسادهم الطاهرة.
إذ أن تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاويش اوغلو منذ أيام قليلة، حول دفع (المعارضة السورية) للتصالح مع العميل الأسد، والتي اعتُبرت بمثابة انعطافة حادة في سياسة الحكومة التركية في تعاملها مع الملف السوري، لازالت تطرق وجدانهم بعنف طارحة المزيد من التساؤلات وخيبات الأمل والرعب من المرحلة القادمة.
وإذا ما اضيف إلى ذلك انشغال الفضاء الإعلامي الاقليمي والدولي منذ قرابة الشهر أيضاً، بلقاءات قمة جمعت زعماء الاطراف الفاعلة في الملف السوري، روسيا وإيران وتركيا، ومن ثم تلهف الرأي العام السوري والعربي وربما الدولي لمعرفة ما يمكن أن ينتج عن هذه القمم، وما المصير الذي ينتظر هذا الملف في المحطات القادمة.
كل ذلك يعود ليفرض من جديد على وجدان السوريين وضميرهم، مشاعر الخيبة والألم الموجع، بسبب الانفراد الدولي بقضيتهم وبمصيرهم، دون أن يكون لديهم من ذويهم من النخب والساسة من يمثلهم ويذود عنهم ويعبر عن مصالحهم ويرعى مستقبلهم، مما يجعل ذلك ان يعيدهم إلى منصة الذبح التي يشرف عليها مايسترو نظام المافيات العالمية الأمريكي.
فهل يستفيق السوريون على معجزة تاريخية ليفاجئوا العالم بثلة ثورية توقف مقتلتهم وتعكس مجرى التيار وتعلن انتصار الثورة السورية العظيمة. ربما.