الصواريخ الروسية تطال أوديسا ميناء تصدير الحبوب الأوكراني

كييف تحمل موسكو المسؤولية إذا انهار اتفاق الحبوب وقواتها تواصل الهجوم في خيرسون. أعلنت أوكرانيا السبت أن صواريخ روسية أصابت أوديسا، الميناء الرئيسي على البحر الأسود، غداة توقيع موسكو وكييف اتفاقا لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية التي توقفت بسبب الحرب.

وقال ممثل منطقة أوديسا سيرغي براتشوك في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي إن “العدو هاجم ميناء أوديسا البحري بصواريخ كروز من طراز كاليبر”. وأضاف “أسقطت الدفاعات الجوية صاروخين وأصاب صاروخان البنية التحتية للميناء”.

وحملت كييف روسيا “كامل المسؤولية” إذا انهار اتفاق الحبوب.

13 صاروخ

قال حاكم إقليم كيروهوفراد في وسط أوكرانيا إن قوات روسية أطلقت 13 صاروخاً ودمرت مطاراً عسكرياً وبنية تحتية للسكك الحديدية في الإقليم، اليوم السبت، ما أسفر عن سقوط عدد من الأشخاص بين قتيل وجريح.

وكتب الحاكم أندريه رايكوفيتش على “تليغرام” “أن فرق الإنقاذ تعمل في المواقع المتضررة وأن الكهرباء انقطعت عن منطقة صغيرة في كروبيفنيتسكي عاصمة الإقليم نتيجة القصف الروسي”

أوكرانيا تواصل هجومها على روسيا في خيرسون

وأعلنت الاستخبارات العسكرية البريطانية اليوم السبت أن قتالاً عنيفاً اندلع في آخر 48 ساعة، إذ واصلت القوات الأوكرانية هجومها على روسيا في إقليم خيرسون غرب نهر دنيبرو.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الروسية تستخدم نيران المدفعية على طول نهر إنهوليتس، أحد روافد نهر دنيبرو”.

وقالت الوزارة في تحديث استخباراتي “خطوط إمداد القوات الروسية غرب النهر معرضة بشكل متزايد للخطر”. وأضافت أن الضربات الأوكرانية الإضافية تسببت في مزيد من الأضرار لجسر أنتونيفسكي الرئيس، على الرغم من أن روسيا أجرت إصلاحات مؤقتة.

آلاف التحقيقات الروسية بتهمة انتقاد الجيش

وفي سياق ذي صلة فتحت الشرطة الروسية أكثر من 3300 تحقيق في قضية “النيل من اعتبار” الجيش، وهو جرم أقر في مطلع مارس (آذار) لقمع الانتقادات للهجوم الروسي على أوكرانيا، على ما أفادت منظمة غير حكومية الجمعة.

وذكرت منظمة “سيتيفيي سفوبودي” التي تقدم مساعدة قانونية لضحايا القمع السياسي في روسيا أنها أحصت عدد التحقيقات بين 4 مارس و14 يوليو (تموز) انطلاقاً من قواعد بيانات وزارة الداخلية الروسية.

وأوضحت المنظمة في حسابها على “تليغرام” أن “الشرطة الروسية تحرر متوسط 35 محضراً بتهمة النيل من اعتبار الجيش في كل يوم عمل”.

ويعاقب هذا الجرم بغرامة تصل إلى 100 ألف روبل (1700 يورو) للأفراد وإلى مليون روبل (17 ألف يورو) لشخص معنوي. ويعود إلى المحكمة أن تحدد المبلغ بعد الجلسة.

وبحسب المنظمة غير الحكومية أمرت المحاكم الروسية حتى الآن بدفع أكثر من 1500 غرامة بتهمة “النيل من اعتبار” الجيش تتخطى قيمتها الإجمالية 50 مليون روبل (845 ألف يورو).

من جهة أخرى، أفادت المنظمة غير الحكومية المتخصصة “أو في دي إنفو” عن ملاحقة نحو 200 شخص في روسيا نددوا بحرب أوكرانيا في إطار قضايا جنائية قد تصدر فيها عقوبات شديدة بالسجن.

وحكم في هذا السياق على العضو المنتخب في مجلس بلدية موسكو أليكسي غورينوف في 8 يوليو بالسجن سبع سنوات بتهمة “نشر معلومات كاذبة” حول الجيش الروسي بعد أن ندد علناً بالهجوم.

واشنطن تتعهد بمزيد من الدعم العسكري

من جانبها وعدت الولايات المتحدة بتقديم مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا بما في ذلك الطائرات المسيرة، كما أنها تدرس ما إذا كانت ترسل طائرات مقاتلة مع احتدام القتال في شرق البلاد بعد خمسة أشهر من الهجوم الروسي على أوكرانيا.

ووقعت موسكو وكييف اتفاقاً تاريخياً يوم الجمعة لاستئناف صادرات الحبوب من موانئ البحر الأسود، ولكن رفض ممثلو البلدين الجلوس إلى نفس الطاولة وتجنبوا المصافحة في حفل الاتفاق في إسطنبول مما يعكس عداء أوسع.

وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الجمعة بوصفه استئنافاً لصادرات الحبوب التي تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار اللازمة لتخفيف أزمة الغذاء.

ولكن في ما يتعلق بالحرب قال إنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار ما لم تتم استعادة الأراضي المفقودة. وقال لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن “تجميد الصراع مع الاتحاد الروسي يعني وقفة تمنح الاتحاد الروسي فترة راحة”. وأضاف أن “المجتمع يعتقد أنه يجب تحرير جميع الأراضي أولاً وبعد ذلك يمكننا التفاوض حول ما يجب القيام به وكيف يمكننا العيش في القرون المقبلة”.

اليابان تشعر بالقلق من روسيا

وأكدت اليابان في “كتابها الأبيض” الأخير حول الدفاع الذي نشر الجمعة أنها قلقة من التهديدات الجديدة التي تمثلها روسيا ولديها مخاوف في شأن الضغط المتزايد الذي تمارسه الصين على تايوان.

وخصص التقرير السنوي لوزارة الدفاع اليابانية فصلاً كاملاً للهجوم الروسي على أوكرانيا، معتبراً أنه يمكن أن ينطوي على رسالة مفادها أن “محاولة لتغيير وضع قائم بالقوة من جانب واحد أمر مقبول”.

وعبرت الوزارة عن قلقها من أن روسيا قد تجد نفسها أيضاً ضعيفة بسبب هذا النزاع، ما يمكن من دفعها إلى “تعزيز علاقاتها مع الصين بشكل أكبر”.

ويشير “الكتاب الأبيض” الذي يستعرض المخاطر الجيوسياسية العالمية والتهديدات المحددة لليابان إلى أن موسكو قد تلجأ بشكل متزايد إلى الردع النووي، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة نشاطها حول اليابان، حيث تمر غواصات نووية روسية بانتظام.

وانضمت اليابان إلى العقوبات الغربية ضد روسيا وشهدت منذ ذلك الحين كثافة الوجود العسكري الروسي بالقرب من أراضيها. وفي مايو (أيار) حلقت قاذفات روسية وصينية بالقرب من الأرخبيل.

ويتناول “الكتاب الأبيض” لعام 2022 بالتفصيل مسألة تايوان مشيراً إلى أنه “منذ الحرب الروسية على أوكرانيا تسعى تايوان إلى تعزيز جهودها للدفاع عن النفس” في مواجهة الخطر الذي تشكله بكين على أراضيها.

ويفترض أن تزيد اليابان التي تشعر بالقلق على أمنها من الصين وكوريا الشمالية أيضاً ميزانيتها الدفاعية بشكل كبير.

وتسجل هذه الميزانية ارتفاعاً منذ سنوات، لكن ما زال الإنفاق العسكري لليابان الأدنى بين بلدان مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى مقارنة مع إجمالي الناتج المحلي لكل منها.

ويسعى الحزب الليبرالي الديمقراطي (يمين قومي) الحاكم على الأمد الطويل إلى مضاعفة ميزانية الدفاع الوطني لتبلغ 2 في المئة من إجمالي الناتج المحلي.

وبموجب دستورها السلمي الذي تمت صياغته ودخوله حيز التنفيذ بعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الثانية تحت الاحتلال الأميركي للبلاد، ليس من المفترض أن تمتلك اليابان جيشاً ويفترض أن تقتصر استثماراتها العسكرية على الوسائل الدفاعية.

لكن الحزب الليبرالي الديمقراطي وأحزاب أخرى ترغب في مراجعة الدستور، بات لديها الآن قاعدة برلمانية كافية للقيام بذلك إلا أن هذه العملية ستكون طويلة ومعقدة في ما يبدو.

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى