قال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف الأربعاء، إن موسكو تأمل بأن لا تتخذ المملكة العربية السعودية أي مواقف ضد روسيا. جاء ذلك رداً على ما إذا كان الكرملين يعتقد أن الزيارة الوشيكة للرئيس الأميركي جو بايدن، إلى المملكة العربية السعودية و”الدبلوماسية النفطية” لواشنطن يمكن أن تشكل تهديداً للمصالح الروسية.
وأضاف بيسكوف “موسكو تثمن عالياً العلاقات مع الرياض، وتعمل في إطار اتفاقيات “أوبك+” وتقدر بشدة التعاون المثمر مع الشركاء الرائدين مثل المملكة العربية السعودية. ونأمل بالطبع ألا يكون بناء وتطوير العلاقات مع عواصم العالم الأخرى موجهاً ضدنا بأي حال من الأحوال”.
ويبدأ بايدن جولته الأولى منذ توليه منصب الرئاسة إلى الشرق الأوسط في 13 تموز/يوليو، حيث سيزور كلاً من إسرائيل والضفة الغربية والمملكة العربية السعودية، بينما أوضح في مقال نشره بصحيفة “واشنطن بوست” قبيل الزيارة مباشرة، أن أهمية هذه الجولة تكمن في “مواجهة العدوان الروسي” ووضع الولايات المتحدة الأمريكية في أفضل موضع يمكنها فيه “التغلب على الصين، والعمل من أجل استقرار أكبر في منطقة لاحقة من العالم”، بينما يعد بايدن المملكة العربية السعودية من بين البلدان التي يتعين العمل معها مباشرة للتأثير على هذه النتائج.
ويخيم على زيارة بايدن الغزو الروسي لأوكرانيا والذي أدى إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات لم تبلغها منذ الأزمة المالية عام 2008 حين سجلت مستويات قياسية تاريخية.
النفط السعودي
وكانت بلدان منظمة الدول المصدرة للنفط بقيادة السعودية وشركاؤها العشرة من خارج أوبك بزعامة روسيا، عمدت إلى خفض إنتاجها بملايين البراميل في ذروة أزمة وباء كوفيد-19، تفادياً لإغراق السوق بكميات من النفط لا يمكن استيعابها في ظل تدابير الحجر المنزلي والقيود الصحية.
ومع انتعاش الاقتصاد وزيادة الطلب على النفط، قررت أوبك+ الحد تدريجياً من الاقتطاعات في إنتاجها فاعتمدت، في أيار/مايو 2022، إستراتيجية تقضي بزيادة حجم إنتاجها الإجمالي على مراحل.
ومن المتوقع مبدئياً أن يعود التحالف إلى مستويات إنتاجه ما قبل الوباء بعد شهر آب/أغسطس، ما سيضع حداً للاتفاق الحالي. ويقوم بايدن بزيارته قبل الاجتماع المقبل لأوبك+ في آب/أغسطس، والذي قد ينتج عنه اتفاق جديد.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية نقلت عن مسؤولين سعوديين في تقرير نشرته الثلاثاء: “إنه بينما يستعد الرئيس بايدن لزيارة السعودية، فإن المملكة الغنية بالنفط أقرب من أي وقت مضى إلى روسيا وليس لديها خطط لفك الارتباط مع موسكو أو مساعدة واشنطن من خلال ضخ المزيد من الخام”.
وأضافت “أدت الشراكة المزدهرة بين روسيا والسعوديين، المتجذرة في طاقتهما الإنتاجية الهائلة من النفط، إلى قلب ترتيب النفط مقابل الأمن بين واشنطن والرياض والذي استمر قرابة نصف قرن”.
وحققت السعودية في الربع الأول من السنة أكبر نسبة نمو اقتصادي منذ عشر سنوات مع زيادة إجمالي ناتجها المحلي بنسبة 9,6% بوتيرة سنوية وذلك بفضل القطاع النفطي.
ورأى وليد قضماني المحلل لدى شركة “إكس تي بي”، أنّ هذا يشكل “حافزاً اقتصادياً قوياً لعدم زيادة الانتاج”، لا سيما وأنّ البلد يبدو قريباً من بلوغ قدراته الإنتاجية القصوى.
المصدر: المدن