زار رئيس النظام السوري بشار الأسد المحطة الحرارية في ريف محافظة حلب الشرقي، الجمعة، حيث شهد إطلاق عمل المجموعة الخامسة من المحطة بعد إعادة تأهيلها والتي ستولد 200 ميغا واط لتغذية محافظة حلب، وفق مسؤولي النظام.
وزيارة بشار الأسد إلى مدينة حلب هي الأولى منذ اندلاع الثورة السورية قبل 11 عاماً، وقد تولّت الشرطة العسكرية الروسية المسؤولية في المدينة بعد استعادتها من قوات المعارضة عام 2016، وطلبت من النظام عدم الدخول بزخم إلى المدينة بناء على طلب تركي، وفق ما قيل وقتها.
وفي كلمة له من داخل المحطة، أطلق بشار الأسد كذبتين بشأن المسؤول عن تدمير المحطة، والمسؤول عن إعادة تأهيل جزء منها. وزعم الأسد أن التنظيمات الإرهابية (تنظيم داعش) هي التي قامت بتدمير المحطة ونهبها، غير أن استرجاع الوقائع يشير إلى أن النظام السوري هو المسؤول الأول عن تدميرها وإخراجها من الخدمة، بعد أن قصفت طائراته المحطة عام 2015 حين كانت تحت سيطرة تنظيم “داعش”، ودمرت وحدة التغذية بالغاز المشغل لها، وألحقت أضراراً بالغة بمجمل تجهيزات المحطة.
وبعد سيطرة تنظيم داعش على المحطة نهاية عام 2013، حاولت فعالياتٌ محليةٌ، مثل مبادرة أهالي حلب، تحييد المحطة عن النزاع، ونجحت إلى حد ما في ذلك، مع صعوبة تأمين الوقود المشغل للمحطة (فيول أو غاز) وكذلك المصاعب الفنية المتمثلة في أعمال الصيانة شبه المتوقفة، إلى أن أبرم اتفاق بين “داعش” والنظام، عبر رجل الأعمال جورج حسواني، أحد أكبر الوسطاء بين الجانبين في قضايا النفط والغاز والكهرباء، قضى بتقاسم الإنتاج بين الطرفين.
ودمّرت طائرات النظام وحدة الغاز قرب المحطة، ثم مجموعة التوليد نتيجة قصف آخر استهدف موقع المحطة ذاته، لتبقى مجموعةٌ واحدة كانت بحاجة إلى وقود التشغيل، فيما توقفت ثلاث مجموعات في أوقات سابقة نتيجة أعطال فنية عجز الفريق المشغل للمحطة عن إصلاحها بسبب غياب قطع التبديل التي نهبت أولاً من قبل قوات النظام المتمركزة آنذاك في المحطة، بالتزامن مع أعمال صيانة وهمية كان يتشارك في عائداتها قائد هذه القوات، مع مدير المحطة.
وتمثلت الكذبة الثانية التي أطلقها الأسد في زعمه إعادة تأهيل المحطة بجهود محلية، إذ كذّبته شركة إيرانية بإعلان مسؤوليتها عن إعادة تأهيل المحطة.
وفي كلمته داخل المحطة، وصف بشار الأسد الكادر العامل في المحطة بأنهم “أبناء الميدان”، وعبّر عن الفخر بجهودهم التي أدت إلى إعادة إطلاق جزء من المحطة، معتبراً أن محافظة حلب عانت جراء الإرهاب والتخريب أكثر من المحافظات الأخرى وبالتالي من حق أبناء حلب أن تكون المستفيد الأكبر من إصلاح المحطة.
غير أن شركة “مبنا” الإيرانية كانت قد أعلنت في 25 الشهر الماضي الانتهاء من أعمال إعادة تأهيل المجموعة الخامسة من المحطة الحرارية في حلب، عبر صفحة (المستشارية الثقافية الإيرانية – سورية) على منصة “فيسبوك”، إذ أكّدت المستشارية أن محطة حلب للكهرباء عادت إلى العمل بجهود شركة مبنا الإيرانية العالمية.
وتقع المحطة على مسافة 30 كم شرقي مدينة حلب، قرب قرية الرضوانية، على الطريق العام الرقة-حلب. بلغت تكلفة إنشائها 931 مليون دولار. ودخلت الخدمة عام 1997 باستطاعةٍ إجماليةٍ 1065 ميغا واط/سا.
وكانت محطة توليد الكهرباء، المعروفة اختصاراً بالمحطة الحرارية، المصدر الرئيسي لأكثر من ثلثي احتياجات محافظة حلب من الطاقة الكهربائية، وتعد من كبرى محطات توليد الكهرباء في المحافظة. وتحدث رئيس غرفة صناعة حلب، فارس الشهابي، في 28 مايو/ أيار الماضي، عن وجود وعود بمنح مدينة حلب كمية 50 ميغاواط من إنتاج العنفة.
ووفق الشهابي، تتزود مدينة حلب حالياً بكمية من التغذية الكهربائية تتراوح بين 180 و200 ميغاواط، بينما تحتاج إلى كمية 900 ميغاواط على أقل تقدير، كما يقع على عاتق المحطة جلب المياه من سدي “تشرين” و”الفرات” إلى مدينة حلب التي تعاني إلى جانب مناطق سيطرة النظام الأخرى من غياب التيار الكهربائي لساعات طويلة يومياً.
وعن تأمين الفيول للمحطة عند التشغيل ومدى إمكانية توافره لاحقاً، أوضح مدير مؤسسة التوليد أن ما يتم إنتاجه محلياً من محطة بانياس على الساحل السوري يتراوح بين 5500 -6500 طن فيول يومياً، يُوزّع على محطات التوليد في البلاد.
المصدر: العربي الجديد