شهدت جبهات جنوب وشرق إدلب خلال الأيام القليلة الماضية قصفاً برياً مكثفاً لقوات النظام والمليشيات الموالية لها، وترافق القصف مع تحركات مستجدة لقوات النظام في منطقة العمليات والتي بدأت في 6 تموز/يونيو، مع عودة القصف الجوي الروسي على المنطقة، والذي استهدف بأكثر من 10 غارات جوية قرى وبلدات جبل الزاوية في الجبهات الجنوبية.
ويبدو أن عودة القصف الجوي وتحركات قوات النظام كانت مقلقة بالنسبة للفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام والتي عززت عسكرياً في بعض المحاور للتعامل مع أي هجوم مفاجئ قد يشنه خصومها. وأرسلت تحرير الشام عدداً من قادة الألوية العسكرية وعلى رأسهم قائد الكلية العسكرية العميد عبد الرحمن الشيخ لتفقد الجاهزية في بعض المحاور، وبشكل خاص محاور جبل التركمان وسهل الغاب وخطوط التماس جنوباً.
ونفذت تحرير الشام عملية تسلل فجر الجمعة، على نقاط قوات النظام في جبهات جنوب شرق إدلب، أسفرت عن مقتل عدد من العناصر واغتنام كمية من الأسلحة والذخائر. وقال مصدر عسكري في غرفة عمليات الفتح المبين ل”المدن”، إن “مقاتلاً واحداً يتبع لتحرير الشام انغمس بعد منتصف الليل في نقطة يتمركز فيها عناصر من اللواء 67 التابع للفرقة 11 مدرعة في جيش النظام، وذلك في محور بلدة جوباس جنوب شرق إدلب، وتمكن من قتل 5 عناصر على الأقل واغتنم أسلحتهم وتمكن المهاجم من العودة سالماً من حيث انطلق”.
ولم يعلن الإعلام الرسمي في تحرير الشام عن عملية التسلل في محور جوباس، بينما تحدث إعلامها الرديف عن العملية التي وصفها بالبطولية، وأنها من تدبير وتنفيذ المهاجم ذاته بعدما شاهد في الرؤيا وهو نائم أنه يهاجم النقطة ويقتل عناصر النظام ويغتنم أسلحتهم.
وأوضح المصدر العسكري في غرفة عمليات الفتح المبين أن “الخطوط الدفاعية التي تنتشر فيها التشكيلات النظامية التابعة للنظام، من الفرقة 11 والفرقة السابعة والفرقة الثامنة وغيرها، تكون أقل تحصيناً، وسهلة الاختراق أكثر من تلك التي تتمركز فيها مليشيات رديفة وموالية، مثل الفرقة 25 مهام خاصة (قوات النمر) التي يتزعمها العميد سهيل الحسن المدعوم من روسيا. فقوات النمر لديها معدات رؤية ليلة ووسائل دفاعية أكثر تطوراً وهو ما يجعل عملية اختراق نقاطها وتنفيذ هذا النوع من عمليات التسلل الفردي أمراً صعباً للغاية”.
وتوقع المصدر أن “تتزايد عمليات التسلل خلال الفترة القادمة فهي غير مكلفة بالنسبة لتحرير الشام، والفصائل، وهدفها إيقاع خسائر كبيرة وغير متوقعة في صفوف العدو، وأيضاَ استطلاع خطوطه الدفاعية الأولى وكشف نقاط التمركز الرئيسية للعدو لقصفها، وللكشف عن أي تحركات مريبة قد تمهد لعمل عسكري بري”.
كذلك قصفت فصائل غرفة عمليات الفتح المبين، التي تتزعمها تحرير الشام، بالمدفعية وبصواريخ “الزؤام” محلية الصنع، مواقع النظام في أطراف بلدات كفر بطيخ وداديخ وحزارين والرويحة والدانا والبحصة والبركة وملاجة، وامتد القصف ليطاول مواقع في ريف اللاذقية الشمالي أهمها حاجز البركان.
المصدر: المدن