“الإشتباك الحدودي” يُعقّد الوضع الحكومي. و«الثورة» تَستَعيد حراكها من بوابة الإتصالات!

محاولة تنصل السلطة السياسية من نزع الغطاء عن إطلاق “حزب الله” لـ3 مسيرات في اتجاه كاريش، ورغم وضوح توزيع الادوار فيها بين العلم المسبق والنفي المسبق لفحوى بيان الرئيس نجيب ميقاتي والوزير عبد الله بو حبيب، شكل دافعاً قوياً ووفق مصادر متابعة لـ”جنوبية” الى تأزيم اضافي في ملف الحكومة. وفي حين تشير المصادر الى “إحراج كبير” تعرض له العهد وصهره وفريق المستشارين ولكون بو حبيب محسوب على عون، رمى رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل “الكرة” في ملعب بو حبيب كما كانت مناسبة “للتمريك” على ميقاتي وخصوصًأ بعدما عكس اعلام “حزب الله” ووسائل التواصل الاجتماعي والالكتروني وبشكل “غير رسمي” امتعاض “الحزب” من موقف ميقاتي-بوحبيب. وتكشف المصادر ان “لعبة التورية” مكشوفة وخصوصاً بعدما احرج الحزب امام جمهوره وحلفائه وبدا “ضعيفاً” بلا غطاء رسمي لعمليته. تكتل “النواب التغييريين” لـ”جنوبية”: ما شهدته بيروت وطرابلس امس من احتجاجات ليس الا البداية فقط وتقول ان الامتعاض على الموقف ولو كان صحيحاً لكان خرج بقوة وعلى لسان مسؤول مباشر من “الحزب” او احد نوابه ووزرائه، والمطلوب هو “شُو اعلامي” لتمرير المرحلة والضغط الاعلامي والدبلوماسي بأقل كلفة. باسيل يصعد شروطه وفي تجل للتعقيدات الحكومية، لم يعقد اللقاء الثالث بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، ولم يجرِ أي اتصال ما خلا الحملة المنظمة على الرئيس المكلف، الذي زار عين التينة أمس، والتقى الرئيس نبيه برّي. وبرز امس ايضاً دخول رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بشكل مباشر على حملة فريق العهد على الرئيس المكلف. حيث أكد باسيل ان رئيس الجمهورية شريك كامل في عملية تشكيل الحكومة بغض النظر عن موقف التيار، وله الحق بإبداء رأيه بكل الوزارات، واعتبار محطة OTV الناطقة بلسان التيار ان العودة إلى منطق الصيف والشتاء فوق السقف الواحد، وتجاوز السقف المسموح في إطار مفاوضات ما قبل المفاوضات يصبح جريمة سياسية. وتكشف مصادر نيابية لـ”جنوبية” ان بعد بيان ميقاتي من مسيرات حزب الله، سيكون المشهد الحكومي اكثر تعقيداً حيث دخلت الحكومة وتشكيلتها بازار سياسي داخلي وخارجي وسط تصعيد اقليمي ودولي. وهذا الوضع لا يبشر بالخير وسيكون المشهد السياسي مأزوماً للغاية وصولاً الى انتهاء العهد الرئاسي ومن دون ان يكون هناك بديل لا حكومي ولا رئاسي. الثورة تنتفض من بوابة الاتصالات وشكلت التعرفة الجديدة لشركتي الخلوي، محوراً لدعوى قضائية،  حيث تقدم المحامي لؤي غندور رئيس قوة العمل اللبنانية لمكافحة الفساد بشكوى أمام النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بوجه شركتي الخلوي بجرائم الاحتيال وسرقة ارصدة المشتركين وقد أحال عويدات الشكوى الى المباحث المركزية لإجراء التحقيقات اللازمة. يُذكر انه جرى تحويل ارصدة المشتركين في الخطوط المسبقة الدفع من الدولار الى الليرة على سعر الـ1500 ومن ثم تم تحويلها مجدداً من الليرة الى الدولار على سعر صيرفة بحيث فقد الناس 94 في المئة من ارصدتهم السابقة. الامتعاض من “حزب الله” على موقف ميقاتي الحدودي ولو كان صحيحاً لكان خرج بقوة وعلى لسان مسؤول مباشر من “الحزب” او احد نوابه ووزرائه في المقابل انتقلت المواجهة الى الشارع، بين السلطة والثورة بمشاركة عدد من النواب التغييريين، إذ حصلت صدامات وإشكالات بين المحتجين الذين تزايد عددهم عصر أمس، والقوى الأمنية، لا سيما الجيش اللبناني المكلف حماية الأمن امام عدد من الوزارات، التي تحرك باتجاهها المحتجون من الطاقة إلى البيئة، مروراً بالاتصالات والاقتصاد، وشركة «تاتش» وغيرها احتجاجاً على ارتفاع وسرقة لدولارات اللبنانيين من الهواتف، والقدرة غير المتوافرة على تعبئة خطوط الخليوي لضمان استمرار الاتصال والأعمال. وتؤكد مصادر نيابية من  تكتل “النواب التغييريين” لـ”جنوبية”، ان ما شهدته بيروت وطرابلس امس من احتجاجات، ليس الا البداية فقط ولكن “التكتيك” الثوري سيكون مختلفاً مع وجود نواب منتخبين من الثوار على الارض، وسيكونون الى جانب الناس وفي المقدمة لحمايتهم من البطش الامني والقمعي للسلطة.

المصدر: جنوبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى