يتابع العميد الركن أحمد رحال في الحلقة الثانية والأخيرة من بحثه حول المخدرات في سوريا، كشف آليات عمل عصابات المخدرات التي تستهدف دول الجوار السوري والخليج بالدرجة الأولى، والملتصقة التصاقاً شديداً ببنية السلطة الأسدية في مرجعياتها وارتباطاتها قائلاً : نشاطها الذي يستفيد من التسهيلات الحكومية ويتحالف معها.
كيفية نقل وتهريب المخدرات
توجد ثلاث نقاط أساسية على الحدود اللبنانية السورية يقوم من خلالها حزب الله بنقل حبوب المخدرات أو المواد الأولية من وإلى سوريا, وتقع في مناطق الزبداني, مضايا, القصير.
ويؤكد “العميد الزعبي” أن ضبط حدود الأردن مع سوريا فيه صعوبة بالغة, خاصة مع وجود عصابات ومجموعات إرهابية وشبكات متعاونة مع حزب الله والفرقة الرابعة وأفرع مخابرات الأسد, تنتشر تلك الخلايا في مناطق درعا والسويداء وريف دمشق, مع وجود أنفاق تم تجهيزها في منطقة نهر اليرموك بقرى نهج ومزيريب وزيزون وتل شهاب, التي باتت مئات الهكتارات من أراضيها تُزرع بحشيشة الكيف, أو تنتج حبوب الكبتاغون في معاملها الثمانية الموجودة بتلك المنطقة, بإشراف مباشر من حزب الله والفرقة الرابعة (عبر مندوبها العميد غياث دلة المشرف على تجارة وزراعة المخدرات في الجنوب السوري) ونتيجة سياسة الترغيب والترهيب وأمام الضائقة الاقتصادية التي يعيشها السوريون في عموم مناطق نظام أسد, أصبحت المخدرات مصدر رزق الكثير من أهالي مناطق أرياف درعا والقنيطرة والسويداء وريف دمشق, والبعض تتمركز أعمالهم بإنتاج المخدرات في مناطق اللجاة أو منطقة زاكية, ويتم تهريب المخدرات من خلال المعابر الرئيسية (معبر نصيب, معبر خربة عواد شرقاً), أو من خلال معابر غير الرئيسيه حيث الكثير منها في الشرق (قريه الدفيانه وريف المفرق الشرقي) حيث توجد قرى البدو وغالبيتهم ممن يعملون بتلك التجارة.
حزب الله حوّل القلمون الغربي لمنطقة صناعية ضخمة لإنتاج المخدرات
تنتشر مناطق زراعة حشيشة الكيف ومعامل إنتاج الكبتاغون شمال القصير بحدود 10كم قرب طريق حمص طرطوس, وجنوباً وصولاً للقلمون الغربي, وحتى ريف دمشق الغربي في مناطق زاكية ونبع الفوار ونبع الصخر, وتصل حتى غرب درعا في مناطق نهر اليرموك, وغدت كل تلك المناطق مزارع للمخدرات ومعامل لإنتاج الكبتاغون, وأصبحت أعداد مزارع الحشيش ومعامل الكبتاغون في القلمون الغربي خاصة وفي سوريا عامة لا تعدّ ولا تُحصى, إن كانت بإشراف حزب الله أو الفرقة الرابعة أو أجهزة مخابرات الأسد, والمعروف أن ميليشيات حزب الله تركز نشاطها بشكل أساسي على المعابر غير الشرعية الممتدة بين سهل البقاع اللبناني وجرود القلمون الغربي في أرياف دمشق.
الطرق الرئيسة لتهريب المخدرات عبر الحدود اللبنانية هي:
هناك أربع طرق رئيسية تخرق الحدود بين البلدين من جهة القلمون الغربي، تعتمدها ميليشيا حزب الله في عمليات تهريبها المتنوعة، إضافة لوجود معابر أخرى في المنطقة ذاتها، لكنها أقل نشاطاً.
1_ طريق رنكوس: أحد الطرق التي يعتمدها حزب الله بشكل رئيسي في تهريب شحناته، يبدأ من بلدات سهل البقاع اللبناني القريب من الحدود السورية، والذي يُعدّ من أبرز المناطق الحاضنة لميليشيا حزب الله، ومنها إلى مزرعة الدرة في جرود رنكوس، ثم إلى سهل رنكوس والمدينة.
2_ طريق الطفيل وعسال الورد: يبدأ الطريق من منطقة رأس الحرف في سهل البقاع اللبناني، ومنها إلى منطقة “المبحص” حيث أقامت ميليشيا حزب الله معبراً غير شرعي فيها، وقامت بتعبيده مؤخراً، ومن المعبر إلى قرية طفيل عبر منطقة الجوزة في الجرود الحدودية، ثم إلى عسال الورد.
3_ طريق فليطة: يمر من قرى البقاع اللبناني، ومنها إلى فليطة من جرود المنطقة بالقرب من منطقة الثلاجات.
4_ طريق قارة: يبدأ من معبر الزمراني الحدودي بين سوريا ولبنان، وهو معبر رسمي، اتخذ منه حزب الله اللبناني معبراً لتهريب بعض شحناته، يمر عبر جرود قارة عند منطقة ميرا وصولاً إلى البلدة.
واسطة التهريب الأساسية لنقل شحنات المخدرات بين سوريا ولبنان من قبل حزب الله هي شاحنات البرادات المغلقة, وتتناوب على حمايتها ميليشيات حزب الله في لبنان والقلمون الغربي, أما في باقي المناطق السورية فتتم مرافقة الشحنات من قبل الفرقة الرابعة بجيش الأسد وبعض أجهزة المخابرات السورية.
مهمة تصريف البضاعة توكل إضافة لميليشيات الدفاع الوطني إلى عدة تجار ومتعاونين مثل عائلة “سوسق” في رنكوس, و”حسن دقو” في قرية الطفيل, “فؤاد قطيمش” في بلدة عسال الورد ومحيطها, وفي بلدة فليطة تاجر من عائلة “نقرش”, وفي يبرود تاجر يدعى “سعد زقزق”. (صوت العاصمة)
مواقع معامل تصنيع المخدرات:
بتقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن وهو خاص بالمخدرات في سوريا ولبنان يؤكد فيه أن هناك نحو 14 معملاً لتصنيع المخدرات من قبل حزب الله قرب الحدود اللبنانية بريف دمشق، هي:
– 3 معامل في سرغايا
– معملان في كل من رنكوس وعسال الورد والجبة
– معمل واحد في كل من تلفيتا وبخعة والطفيل ومضايا والصبورة
وتنطلق شحنات “المخدرات” من منطقة بعلبك في لبنان، إلى جرود القلمون ثم إلى محافظة السويداء في الجنوب السوري، بحماية مجموعات مسلحة تابعة لحزب الله اللبناني، ويجري تخزين “المخدرات” ضمن مستودعات، ثم اختيار الوقت المناسب لعملية التهريب إلى الأردن أو بيع تلك المخدرات ضمن المحافظة كونها تشهد حالة من الفوضى وتعتبر أرضاً خصبة لبيع “المخدرات” إلى المروجين.
التصنيع اليدوي للكبتاغون بمنطقة الميادين شرق سوريا
تتم عملية تصنيع حبوب “الكبتاغون” بشكل يدوي داخل منازل بمدينة الميادين بريف الزور الشرقي، عبر أشخاص مختصين بصناعة تلك الحبوب وتركيبتها الكيميائية، إذ يتم جلب المواد الأولية من لبنان عبر حزب الله اللبناني، ومنها إلى تلك المنازل التي تقع بمنطقة الخانات بأطراف الميادين ومن ثم يتم تصنيعها بطرق يدوية, الميليشيات المرتبطة بـ “حزب الله” تتجهز لإنشاء معامل جديدة لصناعة حبوب “الكبتاغون” في السويداء ودرعا وبتنسيق مع ضباط في “شعبة الاستخبارات العسكرية” التابعة للنظام.
شخصيات وأماكن التهريب في محافظة السويداء
توجد عدة مجموعات مسلحة تبعيتها المباشرة وغير المباشرة تكون لـ “حزب الله اللبناني”, يعملون على تهريب المخدرات إلى الأردن, حيث تنشط بعض المجموعات في مكان يسمى (الصفا والجاه) وهي ذات طبيعة جبلية – صخرية تبعد شرق السويداء مسافة 25 كلم قرب قرية (الشعاب) وهي قرية ذات بيوت متفرقة تبعد عن الحدود الأردنية مايقارب 10 كيلومترات.
يقود “سعود الرمثان” الذي تربطه علاقة وثيقة بـ “حزب الله” اللبناني، يقوم الحزب بتأمين المخدرات للرمثان وتأمين الطريق له, وهناك أيضاً مجموعة أخرى تعمل تحت إمرة حزب الله اللبناني تسمى “مجموعة العبسات”.
بالإضافة لمجموعة مسلحة في منطقة تسمى “خربة مطوطة” تقع في بادية السويداء ضمن منطقة جبلية فيها الكثير من المغارات والكهوف بقيادة شخص يدعى “غنام الخضير أبو حمزة”, والذي تربطه قرابة برجل أعمال سوري، حيث يقوم حزب الله بإرسال المخدرات لمجموعة “الغنام”, ويتم تحديد أيام الطقس الصعبة مثل المطر والثلج والرياح الشديدة المحملة بالغبار لإدخال شحنات المخدرات والأسلحة لسهولة الحركة ما بين الحدود.
وهناك مجموعة تعمل معهم تابعة للمدعو سعود الرمثان ومجموعة (العبسات), وهم أبناء عمومة من بدو السويداء يقطنون بالقرب من قرية “الشعاب” 10 كيلومترات عن الحدود الأردنية.
بهذا الشكل تتحول دمشق الياسمين ومعظم الجغرافية السورية لدولة مخدرات وعصابات إجرام, وشبكات تهريب, تدرّ على نظام الأسد وحلفائه في حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني مليارات الدولارات المغمسة بدماء وسمعة السوريين, سوريا التي كانت تشتهر بمعالمها وأوابدها الأثرية, سوريا البلد الذي صدر منها أول أبجدية بالتاريخ, تصبح اليوم في عهد آل الأسد, دولة مخدرات ودولة فاشلة تعيث فيها كل الجرائم, وتصبح بلداً موبوءاً بكل ما تعنيه المفردة من معنى.
المصدر: اورينت