في الذكرى السادسة لرحيل المناضلة والفلاحة الأصيلة بنت مصر العروبة ” شاهندة مقلد”عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان والناشطة النسائية المعروفة على مستوى جمهورية مصر العربية والوطن العربي، التي ولدت في قرية “كمشيش” احدى قرى محافظة المنوفية عام 1938. وبالحديث عن شخصية نضالية قومية أفنت حياتها وريعان شبابها بالدفاع عن قضايا متعددة منها السياسية و الإنسانية والاجتماعية يجب أن نتناول بعض المحطات في حياتها، فقد عرف عن المناضلة” مقلد” منذ سنوات طويلة أنها صاحبة دور ريادي ومميز بمناصرة قضايا الفلاحين و البسطاء المصريين تعرضت جراء ذلك إلى العديد من الاعتقالات السياسية في أول حياتها وعملها النضالي الهادف لنصرة الفلاحين وقضاياهم العادلة.
الراحلة ” شاهندة مقلد ” صاحبة فكر اشتراكي و شاركت في تأسيس حزب التجمع اليساري في مصر عام 76 وفي تأسيس اتحاد الفلاحين المصريين عام 83 وفي إحدى زيارات الثائر الأممي تشي جيفارا إلى مصر قام هو والزعيم الراحل جمال عبد الناصر بجولة إلى قرية المناضلة” مقلد ” وقفت حينها مخاطبة الراحل جيفارا قائلة له :- ” نحن فلاحو قرية كمشيش وهم سكان القرية الثورية ” انتفض “تشي ” من مقعده واقفاً ورافعاً قبضته تحية لها وقد رحل زوج المناضلة وابن خالها ” صلاح حسين” الذي كان يسير على نفس الدرب قتيلاً في حادثة اغتيال على أيدي أحد رموز الاقطاع في وقتها وتطرف الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بأحد الخطابات السنوية بمناسبة يوم العمال العالمي عن حادثة اغتيال” صلاح حسين” واعتبرها “دليلاً مؤلما على عدم تقدير الحكومة للخطر الذي يمثله أعداء الثورة”.وعلى اثر ذلك طالب بتشكيل محكمة فورية لمحاكمة القتلة كان يرأسها الرئيس الراحل أنور السادات وأبرز تلك النتائج لحادثة اغتيال صلاح حسين قرار الإصلاح الزراعي الذي تضمن تحديد الملكية الزراعية بحد أقصى 50 فدان للفرد الواحد.
وفي أحد مواقف المناضلة الراحلة “شاهندة” مع الزعيم الخالد “جمال عبد الناصر”، ومطالبته بتصفية الاقطاعيين في حينه بقرية ( كمشيش) مسقط رأس ” شاهندة”، حيث قام الزعيم الخالد عبد الناصر بالايعاز بتشكيل لجنة تصفية الاقطاع، برئاسة المشير ” عبد الحكيم عامر”، وهذا على إثر مقتل ” صلاح حسين قائد ثورة فلاحين قرية كمشيش ” زوج ” شاهندة مقلد” على ايدي احد العائلات الاقطاعية المصرية ٱنذاك، حيث قال الزعيم جمال، لو تحركت الثورة المضادة بعد مقتل نصير الفلاحين ” صلاح حسين” لأرتديت لباس العسكر ” الكاكي” ونزلت للشارع لأحارب عن الثورة بدمي في وجه الاقطاعيين.
عاشت “مقلد” الفتاة القروية حياة تملأها الكثير من التضحيات فقد استشهد شقيقها الطيار في حرب الاستنزاف عام 1970 وقتل ابنها في ظروف غامضة بالعاصمة موسكو حيث كان يقيم.وكان لمناضلة البسطاء والفلاحين النصيب الأكبر بروح الإنتماء للقضية الفلسطينية من خلال مشاركتها الفاعلة بالوقوف والتواجدفي قلب المعركة مع الثوار الفدائيين في بيروت أثناء الحصار عام 82 للدفاع عن الثورة الفلسطينية وقرارها المستقل وكما وشاركت بإحياء الفعاليات والمناسبات الوطنية الفلسطينية التي تقام في جمهورية مصر العربية من خلال علاقتها النضالية مع القيادات الوطنية الفلسطينية والذي كان في مقدمتهم المفكر الراحل شيخ المناضلين أبو علي شاهين فكانت تربطهما علاقة قومية عروبية نضالية قاسمها المشترك فلسطين وقضيتها العادلة وكان للمناضلة ” مقلد ” شرف المشاركة بإحياء ذكرى رفيق دربها ونضالها أبو علي شاهين، للسنة الأولى والثانية في جمهورية مصر العربية. وفي قصيدة ” النيل ” التي خص بها الراحل شاعر الغلابة والعامية أحمد فؤاد نجم المناضلة قائلاً في مطلعها ” النيل عطشان يا صبايا يا شاهندة وخبرينا يا أم الصوت الحزين يا أم العيون جناين يرمح فيها الهجين” فإليكم أيها المناضلين الراحلين جسداً والباقين روحا وردة ولأرواحكم الطاهرة سلام..
المصدر: الشراع