انتهت أعمال المؤتمر السادس لاتحاد الإعلام الحر الجمعة، في مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، شمال شرقيّ سورية. وانتخب دليار جزيري ومالفا علي للرئاسة المشتركة للاتحاد، وانتخب أعضاء الهيئة الإدارية فيه.
ووُجهت انتقادات للاتحاد بخصوص المؤتمر وآلية الانتخاب فيه، ومن الناقدين الكاتب الصحافي مسعود حامد الذي قال لـ “العربي الجديد”: “خاب أملي بكل شيء يخص المؤتمر، لم يتغير النظام الداخلي (…) هذا ليس نظاماً داخلياً، والإبقاء على مواده مشكلة، وتحديداً شروط العضوية، وشروط الانتخاب والترشيح للهيئات العليا”. وأضاف أن “شروط الترشح متداخلة ومتخبطة، ووضعت بقرار من دائرة الإعلام، إذ لم تكن ضمن قانون الإعلام”.
وأجبر الصحافيون على الانضمام إلى اتحاد الإعلام الحر الذي يفصّل شروط العضوية كيفياً، وهناك صحافيون وناشطون يجب أن يُمنحوا البطاقة، وهناك صحافيون يجب التأكد من عملهم أو ما إذا كانوا يستغلون البطاقة، وفق ما بيّن حامد.
ولم يناقش الاتحاد الحقوق النقابية للصحافيين. أما أهداف حماية الصحافيين وتطوير العمل الصحافي فنوقشت. وقال حامد: “كان يجب أن يلتزم الاتحاد إقامة مراكز تدريب، والطلب من دائرة الإعلام حماية الصحافيين وحق الحصول على المعلومة، وهذه الأمور لم تناقش بالشكل المطلوب. هو مؤسسة نقابية، لكن فعاليتها موضع سؤال”.
وتتفاءل العضوة في الاتحاد، الصحافية مريم تمر، بمخرجات المؤتمر السادس، وقالت في حديثها لـ “العربي الجديد”: “تمنينا أن يكون على قدر آمال الصحافيين هذا الاتحاد الذي يعتبر نقابة تضمهم وتدافع عن حقوقهم وتكون مظلة لهم وعملهم، هناك إيجابيات كثيرة وهناك سلبيات، كما في كل الأعمال. ننتظر ما هو جديد. طرحت الكثير من الأفكار الجديدة التي كان يجب أخذها بالاعتبار، وهناك أيضاً من يتوخون من تغيير النظام الداخلي في توجهه لأن يكون نقابة تضم كل الصحافيين، بغضّ النظر عن انتمائهم السياسي”.
وأوضح الصحافي رامان عيسى، خلال حديثه لـ “العربي الجديد”، أن هناك بنوداً كثيرة وقف عندها المؤتمر، منها العمر والعضوية في الاتحاد. وتقرر ألا يقل عمر العضو عن 20 عاماً، وألا تقل خبرته عن عامين. وهناك بند يتطلب أكثر من عشر روابط للعضو وتفويضاً من قبل الوسيلة التي يعمل فيها، وهذه شروط قبول الأعضاء الجدد. ولفت إلى أنه لا يوجد قرار بخصوص التأمين الصحي ومواصلات العمل.
ونفى الرئيس المشترك سابقاً للاتحاد، بنكين سيدو، وجود أي ارتباط تنظيمي للاتحاد بـ “الإدارة الذاتية”، مشيراً في حديثه لـ “العربي الجديد” إلى أن “اتحاد الإعلام الحر بأعضائه كافة ينتمون إلى الأحزاب السياسية كافة، وليس هناك شرط الانتماء إلى حزب معين، والاتحاد أُسس عام 2012 قبل تأسيس الإدارة الذاتية، وهذا دليل كافٍ على عدم ارتباط بها، وهو إطار نقابي هدفه أن يكون مظلة للصحافيين وحمايتهم”.
وأضاف سيدو أن الاتحاد “يسعى في كل دورة لتطوير العمل الإعلامي، وتغيير واقع الإعلام نحو الأفضل، ومنها العمل على مسوَّدة إعلام وتقديمها للإدارة الذاتية وتبيان صلاحيات الاتحاد والقانون والعمل الصحافيين”. وخلال المؤتمر، ناقش الحاضرون النظام الداخلي والنقد الذاتي وهشاشة الوضع التنظيمي التي أضعفت الاتحاد.
ويسعى الاتحاد للانفتاح على النقابات الخاصة بالصحافيين وربط جسور مع المؤسسات، سواء داخل المنطقة أو خارجها، كما بيّن سيدو. فداخلياً، نسّق الاتحاد مع الجهات كافة المعنية بالعمل الإعلامي. وخارجياً، له علاقات مع نقابات دولية. وتقدم لعضوية الاتحاد الدولي للصحافيين، لكن كان هناك تحفظ من الطلب لأسباب سياسية تتعلق بالمنطقة، وفقاً لسيدو الذي أضاف: “يستطيعون منح العضوية للجمعيات التي لديها نظام داخلي وعدد كافٍ من الأعضاء، ومحاولاتنا لا تزال مستمرة، رغم تأكيد رئيس الاتحاد عدم ضرورة الاعتراف السياسي”.
المصدر: العربي الجديد