ما بين الحين والآخر تتسرب أنباء عن تشكيل “جيش جديد” شمال شرقي سوريا في محافظات الرقة والحسكة ودير الزور، ثم ما تلبث أن تخبو هذه التسريبات دون أي إجراء عملي يؤكدها. لكن القوات الأمريكية مؤخراً فتحت باب التطوع أمام شبّان الشدادي جنوب الحسكة، مقابل 300 دولار أمريكي شهرياً، لتشكيل “قوة” مهمتها وبحسب مصادر محلية حماية حقول النفط والغاز.
المتحدث باسم الهيئة السياسية للعشائر العربية في الحسكة “مضر الأسعد”، أوضح لبروكار برس أن الفكرة طرحت قبل أشهر باجتماع نظّمه التحالف الدولي مع شيوخ العشائر العربية والكردية والسريانية، وقيادات سياسية وعسكرية منشقة عن النظام السوري، ومعارضة لوجود إيران.
وأضاف أنه “خلال الاجتماع طرحت العديد من الشكاوى بحق قيادات في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYd)، الذين قدموا مصالحهم الشخصية على مصلحة المنطقة، وقاموا بتصرفات هددت السلم الأهلي بين المكونات، ونسقوا وبشكل مباشر مع النظام السوري والروس تحت ذريعة حماية مصلحة الإدارة الذاتية”.
وأشار إلى أنّ “ردة الفعل الأمريكي تجاه الاتهامات المكالة بالاجتماع كانت قاسية، وأن واشنطن والتحالف وبعد اكتمال الخطة الأولى من تشكيل الجيش الجديد سيسحبون الأسلحة من “قسد” وسيطردون قيادات وعناصر قنديل تجاه العراق”، حسب قوله.
وبيّن أن “إدارة كافة الثروات الباطنية والدوائر الحكومية والمدنية ستؤول للتشكيل الجديد، وذلك بالتعاون مع المكونات الاجتماعية والسياسية من أبناء المنطقة”. وأردف الأسعد أنّ “أبناء عشائر المنطقة الشرقية يدعمون أي تشكيل يساهم بتفكيك الـ BYD وطرد الحرس الثوري الإيراني وباقي الميليشيات ونظام الأسد، والمحافظة على وحدة سوريا أرضاً وشعباً وتنفيذ القرارات الدولية 2254 و 2218”.
من جانبه يقول فاروق الجراد أحد الناشطين شرقي الفرات لبروكار برس إنّ “أداء قسد لم يعد يقنع الأمريكيين، وأن مخاوف حقيقية باتت تنتاب واشنطن من وقوع انفلات أمني وشيك يترافق مع ازدياد هجمات يشنها تنظيم داعش”.
وبينما استبعد أن يكون هدف واشنطن من التشكيل الجديد هو تشكيل جيش موحد لا سيما وأن قسد لن تسمح بذاك، أوضح أن هدف التشكيل “لن يعدو حماية آبار النفط والغاز، والتي لا يمكن لأحد حمايتها أكثر من أبناء المنطقة”.
وتأتي هذه التطورات في وقت تحشد فيه روسيا شمال شرق سوريا وتسابق واشنطن للسيطرة على حقول النفط هناك، وفي وقت سبق عرضت أنقرة على موسكو إدارة الحقول.
وفيما باتت المنطقة الممتدة من القامشلي إلى عين ديوار تحت النفوذ الأميركي، و بين القامشلي و رأس العين، و تل أبيض و عين العرب تحت النفوذ الروسي، تخضع المنطقة الممتدة من رأس العين إلى تل أبيض للنفوذ التركي والفصائل الموالية، مع تواجد لقوات النظام السوري في القامشلي وما حولها.
المصدر: بروكار برس